الفصل الثالث والأربعون (يجمعهم سويا)

71.3K 4.2K 422
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم


تائه!
هذا ما صنعوه مني ذلك الذي أقسم على النسيان ومع أول شعاع ضوء حنث قسمه، ذلك القاسي البعيد، والمظلم الشريد، والحبيب اللعين
استحقوا بجدارة تكريمهم على ما زرعوه فيه والتكريم ليس إلا حصاد لكل ثانية صرت فيها وحيدا مشتتا، كل لحظة فقدت فيها الطفل داخلي... الحصاد هو عمري الذي استباحوه وقلبي الذي وأدوه.
الحصاد هو أنا... أنا حصادهم و عذابهم حصادي
ورحيلهم وحقي المردود ....
نجاتي.

دقات متواصلة على الباب جعلت "سمية" تنطق بغضب:

تمهلي قليلا ميرال... اللعنة!

فتحت البوابة لتجد "ميرال" أمامها ولكن استحالت حالتها إلى اخرى متوترة فنطقت سمية بخوف:

هل حدث شيء؟

حاولت ميرال التماسك كي تبدو طبيعية أمامها وهي تنفي بتأكيد:

لا لم يحدث، هل "مروان" مازال نائم؟

_منذ أن أتى وهو نائم، ربما يحتاج للراحة فوجهه مملوء بالكدمات وأظن أن جسده أيضا كذلك.

نطقت بها "سمية" فهزت ميرال رأسها بموافقة وتحركت ناحية غرفتها قائلة بهدوء:

انتظر ضيفة بعد قليل...استقبليها عند مجيئها

همست "سمية" بغير تصديق وهي ترمق رحيل ميرال بغيظ:

شوف البجاحة أبوها مش لاقيينه وبدل ما تدور عليه معايا هتقعد هنا تستقبلي الضيوف.

قطع حديثها المتذمر دقات على البوابة فاستدارت لتنبه ميرال بأن صديقتها اتت ولكن لم تجدها فلقد دخلت إلى الغرفة، اتجهت "سمية" ناحية الباب وفتحته بهدوء ليظهر أمامها اخر من توقعت ظهوره تحولت تعابيرها كليا إلى الصدمة التي كاد أن يتبعها سقوط لولا أنها تمسكت بالباب من خلفها، ابتسامته الماكرة تزين ثغره وهو يتقدم ليدخل دون استئذان أثناء قوله المتهكم:

أنا عارف انها مفاجأة بس مكنتش اعرف ان ده هيكون أثرها عليكِ

_انت تعرفني؟

خرجت منها بصعوبة وهي تحاول التهرب أو حتى استيعاب ما يحدث ولكن ردعها عن كل هذا صوته الذي يجبر الأذن على الالتفات له:

وهل يخفى القمر؟... مدام سمية طليقة رضوان الأولى اللي لعبت عليه وفهمته انه مبيخلفش وهددته لو مكتبلهاش شركة هتفضحه بس ظنها خاب ولعبتها مكملتش لما رماها في الشارع من غير ولا مليم ومتهانة كمان وللأسف طلعت حامل وراحت رمت بنتها "دنيا" لواحدة متعرفش عنها غير حجات قليلة مدام عليا أو نقول نهلة

#لاتؤذوني_في_عائشةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن