بسم الله الرحمن الرحيم
الحياة دائما ماتؤرقنا.... فليس من الطبيعي أن تسير على وتيرة واحدة... فالحزن يقابله فرح، والشقاء يقابله راحه، والخيانة يقابلها عذاب، الفراق يقابله ألم، والآمال تتحطم في الدقيقة ألف مرة وتُبْنى في الثانية مرات لا حصر لها. ❤
صرخات متواصله شقت العنان قطعها نظرة الفتاة العدوانية التي تناولت إحدى زجاجات العطر واقتربت من عائشة الغافية بين يد "نيرة"... بمجرد اقترابها زجرتها نيرة : انتِ عايزة ايه.. ابعدي عنها.
قربت الفتاة زجاجة العطر من أنف عائشة... كانت نيرة في حالة من الهلع تبتلع ريقها بخوف تلك الفتاة ذات الملابس الممزقة والدماء السائلة من وجهها وبعض أنحاء جسدها.
ثوان وفاقت عائشة لتمسح نيرة مسرعة على جبهتها تقول بلهفة : انتِ كويسة... عائشة.
طمأنتها عائشة وهي تحاول تقبل الإضاءة من حولها : أنا كويسة.
ساعدتها " نيرة" على القيام وحاولت عائشة الاقتراب من هذا الملقى أرضا لتتحسس ان كان النبض مازال موجود أم لا فمنعتها الفتاة بإشارة من يدها وتحسسته هي وأردفت بعيون مات بها الشعور : قوموا امشوا من هنا.
آتت نيرة لتتحدث فصرخت : بقول امشوا.
دفعتهم خارج المكان وأغلقت البوابة وهي تطلب رقم على هاتف ما ... لتقبض عائشة على كف "نيرة" ويهرولا خارج هذه العماره المقيتة.
وقفت تحاول التقاط انفاسها خارج هذا المكان وقد بدأت تستوعب قليلا ماحدث فأخذت كف "نيرة" حتى وصلت إلى سيارة الأجرة من جديد... فأخذا أماكنهم بها وسمعت عائشة رنين الهاتف المتواصل لتجد اسمه ينير الشاشة... قبضت نيرة على يدها وهي تقول بقلق : عائشة انتِ هتقوليله.... بلاش دلوقتي.
أجابت عائشة بإرتباك فسمعت نبرته الجامده : انتوا فين؟؟
رمقت الطريق فتبقى أمامهم القليل على المقهى ربما عشر دقائق فالمسافة لا تستغرق إلا ربع ساعه.
فاقت على صوته المنبه فتحدثت : حامي ينفع تيجي الكافيه دلوقتي.
تعجبت حينما أوقف سائق الأجرة قبل المكان فقالت نيرة : ده مش المكان حضرتك.
لاحظا هذا الذي قطع طريقهم بسيارته فرفعت "نيرة" رأسه لتنصدم بشقيقها بنظراته الحادة.
كاد سائق الأجرة أن يهاجم ذلك الذي استوقفهم ولكن دفعت عائشة الأموال ونزلت من السيارة تبعتها "نيرة" .
انصرف السائق ووقفت عائشة أمام سيارة حامي و نيرة التي تنظر للأرضية هاربة من النظرات القاتلة.
رفعت نظراتها حينما جذب شقيقها عائشة من مرفقها قائلا بهجوم : اجيلك الكافيه وانتِ مش فيه اصلا يامدام.
أشارت له بيدها كي يعطيها فرصة للتحدث وقالت : هفهمك.
جذبها من مرفقها دافعا إياها داخل سيارته... ودلفت "نيرة" بنفسها قبل أن يجذبها هي الآخرى.... تأففت عائشة بضجر وقالت نيرة محاوله تهدئة الأجواء : حامي والله كنا بنعمل عمل انساني.
ضرب على المقود بعنف فاانتفضت نيرة ورمق هو الجالسة جواره قائلا بحدة : اتكلمي.... ال location بيقول ان الهانم كانت في بيت السيد زيدان هي والمحترمة اللي ورا .
استدارت عائشة ل "نيرة" فأومأت نيرة : أيوه انا المحترمة اللي بيتكلم عليها.... واتدوري بقى بصيله خلينا ناخد الشتيمة بالجملة علشان القطاعي بيجرح اكتر.
استدارت له وهي تقول بدفاع : انا معرفش اصلا ان المكان ده بتاع زيدان بتاعك ده... احنا كنا في الكافية.
قصت له كل ماحدث من وجود ذلك الأشيب والفتاة ثم الورقة التي تم القائها لهم.
تابعت : البنت رمت على الترابيزة ورقة قالت فيها ساعدوني...مكنتش طبعا هخرج اقول للحرس لأنهم مبيمشوش خطوة انت مش قايلهم عليها... احنا مكناش هنطلع اصلا كنا بس هنعرف عنوانه علشان ابلغك بعد كده وانت تتصرف.
استدار لها يرمقها بزيتونيتيه الحارقة : وايه اللي طلعك.
تذكرت ذلك المشهد الذي أثار القشعريرة في جسدها وهي تجيبه : كنا تحت وشوفناه معلقها في الهوا... كان فاتح الإزاز والبنت متعلقة في الهوا وهدومها متقطعة... اول ما طلعها جريت انا ونيرة نطلع نحاول نبعده عنها... مفكرتش ساعتها لأن الموقف مكانش فيه اي تفكير منظر البنت كان وحش.
ثم قصت له البقية مختتمة : الراجل عايش... وهي بتخرجنا لمحتها بتطلبله الاسعاف.
لم يحرك ساكنا وكأنها لا تحدثه هو... لفت نظرها في المرآة نيرة التي غفت على المقعد الخلفي فهابت سكونه وهي تقول : ساكت ليه؟!
أوقف السياره فجأة فأحدثت العجلات احتكاك بالأرضية صوته أصابها بالقشعريرة.... واستدار هو لها يقول بتهكم : النهاردة انتِ اثبتيلي اني كنت صح طول الفترة اللي منعت خروجك فيها.
وضحت له رافعه سبابتها : حامي أنا عملت اللي لو انت كنت مكاني كنت هتعمله... أنا مش ناكرة الغلط بس لما كنت شايفاه هيموتها كده وانا الفرق بيني وبينها كام سلمه كنت المفروض اعمل ايه اقف افكر لسه... اتصرفت بسرعه.
صرخ فيها بعنف وقد اشتعل وجهه : اه تفكري... تفكري في ابنك اللي انا مخبيه عن الدنيا علشان احميه وفي الآخر أمه ماشية تدور على المشاكل برجليها... تفكري في أخوكي اللي لسانه مش حافظ غير اسمك... تفكري فيا انا.
صرخن فيه هي الآخرى وقد هاجمها البكاء : انا فكرت في كل دول.... ولو نفس الموقف اتكرر تاني هجري والحقها تاني علشان لما اتعب يتبعتلي اللي يساعدني علشان ده هيتردلي في ابني وفي اخويا وفيك.
نطق بإبتسامة ساخرة وعينه تحاوطها : وجهة نظرك دي ساذجة اوي... اوي .
_يعني ايه؟؟
أردف بتحد وعيون لامعة وكأنها تخبرها بأنه لايوجد أمامها إلا الموافقة : يعني مفيش خروج تاني... وده مش عقابي على فكره.
صمت ثوان ثم نطق بما شحنها بالغضب : عقابي لسه مجاش.
رفعت حاجبها الأيسر تقول وهي تمسح دموعها : يعني هتحبسني؟؟... أنا لو عايزة اخرج من وراك هعملها واخرج لكن انا مبعملش كده واظن اني وضحت اللي حصل.
رفع كتفيه يقول بتصنع الدهشة : ومين قال انِي هحبسك؟....الباب مفتوح انتِ بنفسك اللي مش هتعتبي براه.
لمحت سيارة شقيقها تقف بجوار سيارة "حامي"... فرمقت " حامي" الذي قال : انزلي اركبي عربية اخوكي وصحيها تنزل معاكي .
دفعت عائشة نيرة فااستيقظت لتقول عائشة بغضب مكتوم : انزلي يا نيرة.
آتت عائشة لتفتح البوابة وقد بدى انفعالها في حركاتها فجذب كفها الأيسر ورفعه أمام عينيها الجامده وهو ينطق مشيرا على خاتمها : طول ما انتِ لابسة ده الخطوة بحساب.
كادت أن تنتشل يدها ولكنه أحكم قبضته فقالت بتحد : وأنا مفيش حاجه هتقيدني حتى لو ده.
لاحظت ضحكته الساخرة وهو يحرر كفها مرددا بثقة : مش بمزاجك يا وحش.
نزلت من السيارة وصفعت الباب خلفها بعنف لتسمعه يقول بتهكم : بالراحه على الباب...لسه مش متعود بس بكره يتعود برضاه او غصب عنه.
استدارت له تقول بغيظ : ده الباب!
تركها تسأله ورحل بسيارته فأغمضت عينيها بنفاذ صبر واتجهت نحو سيارة شقيقها بإجهاد حقيقي مما عايشته اليوم.
***★****★****★****★****★****★***★
أمام منزل "حسام" القريب من المشفى التي تعمل بها شقيقته... وقفت بسنت أمام الباب تخلع نعلها وهي تقول : انا قدامي بالظبط نص ساعه.. هقعدهم معاك وارجع المستشفى لأني مقعدة واحده صحبتي بدالي... بعتلي ليه بقى؟!
كادت أن تكمل حديثها ولكن بمجرد دلوفها منزل شقيقها وجدت والدها ووالدتها فقالت بنصف ضحكة : انتوا ايه اللي جابكم... قصدي نورتوا يعني ياحاج.
احتضنت والدتها وأردف والدها : اخوكي بعتلنا نيجي نقعد معاه يومين... بس احنا هنقضي الليلة بس ونرجع الصبح.
تذكرت الصغير والذي ولت صديقتها أمانته لمدة نصف ساعه حتى تعود فقالت بأسف : انا مش هقدر ياحاج والله اكتر من النص ساعه.
مسح على رأسها قائلا بفخر بإبنته : ولا يهمك يابنتي.
دفعها "حسام" قائلا : طب يابسنت حضروا الغدا بقى انا جايب كل حاجه جاهزة... عقبال مااتكلم مع الحاج كلمتين.
همست له بإسم تلك التي حكى لها عنها فأشار لها بالصمت فتوجهت مع والدتها ناحية المطبخ وقلبها مضطرب.
وقفت تفرغ المحتوايات بعد أن شمرت عن ساعديها وهي تقول : قوليلي ياحاجة هو الحاج رايق؟!
مطت أمها شفتيها تردد : يااختي باين عليه... اصل الحاج أبو احمد صاحبه في بهيمتين عندوا سابوا وهربوا وهو زعلان عليه اوي .
رفعت بسنت صوتها عل شقيقها يسمع نبرتها المستغيثة : يا حسام البهايم هربوا يا حسام... متكترش بهايم ابوك بدل ماتهرب انت كمان.
استدارت لها والدتها تقول بضجر : مش ناقصة قلبة دماغ بكلامك الملعبك ده يابسنت الله يرضى عليكِ يابنتي.
صوت عال اخترق سمعهم فهرولت "بسنت" نحو الخارج وتبعتها والدتها ليجدوا
أنت تقرأ
#لاتؤذوني_في_عائشة
Actionرواية أكشن وإثارة غموض وتشويق ورومانسي🌸 ودي المقدمة المقدمة : من منكم بلا خطيئة؟! من كان منكم بلا خطيئة فليلقني بجمر من النار ولكن ماذا إن كنت أنا الخطيئة ذاتها.... وكان الجمر زادي العالم المظلم عالمي... والشر يسري في دمي..... والقلب الذي أصابته...