الفصل الخامس والثلاثون (الحب ليس ذنب)

79.8K 4K 504
                                    


بسم الله الرحمن الرحيم 💛

لم يكن ذنب أحد....لم يكن ذنب من الأساس...هلةاعتقدت أن الحب ذنب؟

لا يامن أسرت القلب... انما الحب هو بستان واسع من الأمل تزهر فيه قلوبنا ويرويها تحملنا الصعاب.

الحب هو فعل المستحيل من أجلك... وصدر الذي يضمني كلما صفعتني الحياة.... إنه الأمان.... والأمان عندي هو أنت... والسكن ما هو إلا قلبك... والحياة ليست حياة إن لم تكن بجوارك يا مالك فؤادِ ومهلكه.

ليل زينته نجوم السماء اللامعة، وأنعشته نسمات الهواء العليلة فصار نعمة الوهاب شفاء لكل علة.... نزلت "سارة" من المنزل بهدوء فلقد تأخرت "بسنت" وبالتأكيد لن تعود اليوم.... وصلت اسفل المنزل وتطلعت إلى تلك الأريكة الخشبية الموضوعة أمام البيت حتى يجلس عليه من أراد التمتع بالأجواء.... جلست عليها بهدوء تتأمل السماء شاردة في النهاية... أين سينتهي الأمر بها؟

_يا سارة.

تكرار النداء أفاقها من شرودها فانتفضت فزعة ولكنها سكنت حين رأت "حسام" يقف أمامها فقالت معاتبة: خضتني حرام عليك.

ضحك على هلعها وهو يتمتم معتذرا: طب انا اسف يا ستِ.... ممكن بقى اقعد معاكِ ولا اضايقك؟

أفسحت له المكان وقد زين قولها ابتسامتها المرحبة: تقعد طبعا.

جلس على الأريكة بجوارها وقد حافظ على المسافة بينهما ... عادت هي إلى حالتها الأولى فأخرجها منها بعد فترة من الصمت بقوله الساخر: ايه طب هنقعد ساكتين كده؟

ضحكت وهي تقول باستفسار: المفروض نعمل ايه؟

أجابها بضحكة مماثلة: ودي عايزة سؤال نتكلم طبعا.

وافقته تقول برضا: خلاص انا موافقة نتكلم.

سألها بمزاح: طيب طالما رضيتِ عني وهتتكلمِ تشربِ ايه؟

سألته باستغراب وقد استدارت له: هتقوم تعمل؟

مسح على عنقه مردفا بغيظ: ليه الاحراج ده بس

ضحكت فتابع هو بحماس: عم حسنين البواب هيعملنا اطلبِ انتِ بس.

تصنعت التفكير ثم أردفت بابتسامة محببة: خلاص هات شاي.

نادى على الرجل فأتى إليه بعد دقائق معدودة فاستأذنه "حسام": عم حسنين انا عايز كوبايتين شاي من الشاي بتاعك اللي بيعدل الدماغ ده.

هلل " حسنين" برضا: بس كده عنينا للباشا وضيوفه...دقايق ويكون عندك.

تابعت "سارة" علاقته الودية فهي منذ أن رأته وعلاقته مرحة مع الجميع حتى مع ذلك البسيط الذي يساعد على أمن المنزل.... بشر لم تعتدهم فلقد اعتادت على السلطة والجبروت... اعتادت على رجال أعمارهم ماثلت عمر والدها وأصبحوا أزواج لها..... لا يعرفوا في حياتهم للشفقة معنى والكلمة الوحيدة المتصدرة في قموسهم هي الظلم.

#لاتؤذوني_في_عائشةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن