1

360 13 0
                                    

كان يوما عاديا، هادئا كباقي أيام الخريف... خرجت مسرعة لتقابل صديقاتها ككل نهاية أسبوع.. و أمها توبخها من وراء النافذة بسبب فستانها القصير.
ضحكت و أسرعت لتوقف التاكسي هروبا من صوت والدتها المتعالي وسط سكون الحي.
دخلت إلى المقهى وجلست في مكانها المعتاد، في إنتظار بقية الفتيات. لكنها لم تنتبه لتلك العيون التي تراقبها من وراء نظارة سوداء... عيون فحصتها من أخمص قدميها إلى آخر خصلة من شعرها الداكن القصير.

إستمتعت بوقتها ومر اليوم وسط ضحكاتها و عفويتها اللتان جعلتاه يراقبها أكثر، دون أن تدرك أنه لن يكون يوما عاديا، بل منعرجا لحياة أخرى

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

إستمتعت بوقتها ومر اليوم وسط ضحكاتها و عفويتها اللتان جعلتاه يراقبها أكثر، دون أن تدرك أنه لن يكون يوما عاديا، بل منعرجا لحياة أخرى...
عادت إلى منزلها و أمها كالعادة لا تمل من موعظاتها التي لا تنتهي. لكنها لا تهتم، كالعادة نفس الكلام "إبحثي عن عمل، ألا تملين من حياة الكسل؟ تخرجتي مهندسة منذ سنوات ولا تحاولين حتى إنشاء عمل خاص بك؟ صديقاتك سيئات مثلك، لا عمل ولا زوج! ..." لكنها لا تصغي كعادتها، بل تكتفي بمعانقتها و مشاكستها لترضيها قبل أن تخلد للنوم.
مر يومان قبل أن توقظها والدتها من النوم وهي تصرخ فرحا بإتصال من شركة مهتمة بتوظيف إبنتها الوحيدة. تفتح عيناها بكل صعوبة "عن أي شركة تتحدثين الآن؟ أنا لم أتقدم بطلب لأي كان!"
- بلى أنظري، أعطوني العنوان و إسم السيد الذي ستقابلينه، سجلتهم في هذه الورقة!
- أمي حبا بالله، هؤلاء متحيلون، ثم هل تعرفين كم الساعة الآن؟
رمقتها والدتها بكل غضب ثم سحبتها من السرير بقوة إلى أن أوقعتها "الساعة الآن منتصف النهار! والآن ستتجهزين و سنذهب حالا لهذا العنوان!"
- ماذا؟ حالا؟ و "سنذهب"؟ من "سنذهب"؟ سألتها وهي تحاول النهوض من على الأرض لتعود لسريرها.
- نحن سنذهب، صرخت فيها قبل أن تسحبها من الأرض لكي لا تعود للنوم...

يد القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن