20

62 6 3
                                    

تأخر قليلا بالعودة... إتصل بها ليخبرها أنه ذاهب لشراء بعض الملابس، يمكنها الإستحمام لغاية رجوعه... هكذا أفضل... كانت تعتقد أنهما سيخرجان فور وصولهما... لكنها مرهقة جدا... فليقم هو بهذه المهمة ولتأخذ هي قسطا من الراحة... إستغلت الوقت لتسترخي داخل حوض الإستحمام... دفء المياه أنساها تعب الطريق و غرابة زوجها... أكملت حمامها ثم ذهبت لتستلقي... بقيت تشاهد غروب الشمس والنعاس يغالبها... فجأة سمعت صوت المفتاح.. رفعت رأسها من على الأريكة لتلمحه يدخل حاملا معه بعض المشتريات... رفع حاجبه وهو يراها برداء الحمام... "تفضلي" مد لها الكيس
- ماهذا؟ سألته وهي تفتحه... فستان!
رفعت عيناها ناحيته... لا أكياس أخرى بإستثناء كيس آخر له... بحثت داخل الكيس لكن لا شيء غير فستان وحذاء!
- لم أعرف مقاسك فإشتريت هذا، بالنسبة للحذاء تذكرت مقاسه من أحذيتك بالبيت
- حسنا... شكرا.
- تجهزي، سنتعشى خارجا...
بقيت واقفة وبيدها الكيس... لم يفهم سبب نظراتها الغريبة تلك... في حين كانت عيناها تحتجان !
طلب عدم جلب شيء.. لا شيء إطلاقا... ثم إشترى فستانا! ما الذي سترتديه تحت الفستان! هل كل الرجال مثله هكذا؟! وضعت يداها على وجهها حتى لا تغضب... لم يفهم ما الذي أصابها...
- لن أخرج... قالت له وهي تعود للجلوس على الأريكة..
ماهذا الآن؟ هل هذا نكد النساء الذي يحكي عنه المتزوجون دائما؟
إستغرب من ردة فعلها... تركها ودخل ليتحمم... كان يلبس ثيابه عندما إنتبه فجأة أنه لم يشتري لها كل ما تحتاجه... بعض قطع الثياب نسيها تماما وهو يبحث عن الفستان... ضحك و قد فهم أخيرا سبب نظراتها و عدم رغبتها في الخروج...
تناولا العشاء في غرفتهما وهي لازالت برداء الحمام... لم يتكلما كثيرا... نامت على الأريكة من شدة التعب... بقي ينظر إليها... يقال أن الروح تكون أجمل عند إستكانتها...
أيقظتها أشعة الشمس وهي تغازل وجهها الجميل... إنتبهت لوجود الغطاء عليها... إلتفتت و ذهبت لغرفة النوم... لا أثر لوجوده.... أخذت حماما سريعا قبل عودته...
سمعته يفتح الباب... الفطور على الشرفة... جلسا إلى الطاولة... غالبته الإبتسماة وهي لازالت ترتدي ذلك الرداء..

 غالبته الإبتسماة وهي لازالت ترتدي ذلك الرداء

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

- ألا يوجد غيره؟
- ماذا؟
- رداء الحمام هذا...
- لقد غيرته صباحا، لديهم إثنان... أجابته بسخرية.
إبتسم و أكمل فطوره... في حين كانت هي تقرأ الجريدة أحيانا، تسترق له النظر أحيانا... وترفع رأسها للسماء تفكر في طريقة ما لإخباره... تشعر بالحرج فهي ليست متعودة عليه رغم أنه زوجها... نهض من على الطاولة و أخبرها أنه جلب لها ما تحتاجه...
رفعت الجريدة عاليا و غمست  رأسها بين أوراقها خجلا... إبتسم وهو يخبرها أنه سينتظرها في البهو للخروج...

يد القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن