كل يوم يمر كأنه فرصة جديدة لتكتشف نفسها... تفاجأت من مقدرتها على التكيف بسرعة، من صبرها و تحملها ضغط العمل تحت ظروف قاسية كهذه... أمطار ليلية و شمس حارقة بالنهار... تأقلمت مع المحيط و إندمجت مع مجموعتها و البعض من السكان الأصليين... كانت رائحة التراب المبلل رسالة لها... بأنها تنبض بالحياة و قدماها ثابتتان على الأرض... جذورها بدأت تمتد بقدميها الحافيتين بين الطين الأحمر و الجداول الصغيرة...
لازالت تتواصل مع باري، تشكره على هذه الفرصة، في الحياة... في الإنبعاث من جديد... فضل هذا الرجل لن تنساه... أحبها فعلا كأنها إبنته، مد يد العون لها، ساندها و ساعدها على الوقوف من جديدمرت أشهر و أنهوا بناء المدرسة أخيرا... تجمع سكان المنطقة للإحتفال معهم أثناء تدشينها... كانت واقفة مع مجموعتها عندما تجمع الأطفال أمامهم... لا يفهمون لغتهم لكن السعادة كانت بادية على وجوههم... إقترب منها طفل و بيده وردة... كانت الهدية الوحيدة المتاحة له ليشكرها... ليعبر عن محبته و إمتنانه...
إقتربت منه لارا مبتسمة... إنحنت لتكون بمستوى طوله، أخذت الوردة و شكرته بإيماءة خفيفة... إرتمى فجأة في حضنها... عانقها بلطف... توقفت عن التفكير... لأول مرة يشكرها طفل بطريقة عفوية، بريئة ولطيفة للغاية... تأثرت كثيرا... فهمت الآن كلام ميغان عندما أخبرتها أنهم في حاجة إليهم... فعلا... لم يكن الطفل بحاجة لها، بقدر ما كانت هي بحاجة لهذا العناق... لهذا الشعور الغريب والجميل... إمتلأت عيناها بالدموع وهي تضمه إليها... رأت فتاة أخرى تقترب منها بخجل... إبتسمت لها لارا و يدا الطفل الصغيرتين ملتفتان حول رقبتها... مدت الصغيرة يدها بهدية بسيطة منها... كل يجود بما يقدر!
أنت تقرأ
يد القدر
Romanceالقدر قد يخبئ لنا حياة جديدة، عندما تتقاطع طرقنا مع أناس ربما يحملوننا بعيدا عن أنفسنا...