مر الوقت كأنه دهر... كل دقيقة سفر تفصله عنها تمر ثقيلة بطيئة... كانت تتناقش مع زميلها حول بعض النقاط، إلى أن رأت ميغان مقبلة ناحيتها قائلة "كم بقي لدينا من الوقت قبل إنهاء المرفق الصحي؟" - شهر و نصف.. أجابتها لارا مبتسمة رفعت رأسها لتراقب العمال قائلة "أتعرفين لارا؟ لقد ربحنا أسبوعين من العمل! شكرا لك" إبتسمت لارا برضا تام وهي تراقب سير العمل "لقد مر الوقت بسرعة... أتدرين؟" - ماذا؟ - عندما أتيت هنا لأول مرة خيل لي أنني سأكره المكان... لم أكن أعرف أنني سأتعود على كل شيء هنا... إبتسمت ميغان وهي تجيبها "أعلم ذلك جيدا... كلنا نفكر بنفس الطريقة... ثم نتعود... ثم نحب العمل... و منا من يدمنه!" وضعت يدها على كتف صديقتها مستطردة " مرت سنة كاملة و لم يتبقى غير شهرين... لقد مر!" نظرت إليها لارا بإمتنان ثم طأطأت رأسها ... لقد مر... شهران فقط و ستعود... تشعر بالإنزعاج من الفكرة...
العصر... إنتهى العمل باكرا اليوم و عاد الجميع إلى المجمع السكني أين يقيمون... أخذت حماما باردا و إستعدت للخروج مع زملائها... فتفاجأت بميغان تخبرها أن لديها ضيوف... ضيوف؟ من يا ترى؟! إستغربت بشدة و تملكها الفضول لتعرف ضيفها خاصة أنها لا تعرف أحدا بذلك المكان... ذهبت مسرعة ناحية الساحة و توقفت فجأة... قلبها يتسارع كالمجنون داخل صدرها لدرجة خيل لها أنه سيتوقف...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
إنه هو ! واقف كأنه شبح من الماضي... تجمدت مكانها... كان آخر شخص تتوقع رؤيته... لم تستوعب الأمر... تداخلت أفكارها و مشاعرها وهي تراه واقفا بخجل أمامها... في حين بقي هو يشاهدها كأنها ملاك أتت من زمن بعيد...
- مرحبا... حاول الإبتسام رغم خجله و شعوره بالإحراج... - مرحبا... ردت بصوت خافت و داخل عقلها ألف سؤال و فكرة... بقيا كذلك لبرهة... تداركت نفسها وهي تراه يطأطإ رأسه بحزن و خجل واضحين - تفضل، إجلس أرجوك... أشارت إلى طاولة الخشب و كراسي من جذوع النخيل موجودة بالمكان... جلست و بقيت تنظر إليه كيف يتقدم ناحيتها بتردد... بخطى متثاقلة... جلس أمامها و قلبه يرجف كطير جريح... - كيف حالك؟ سألته بلطف... رفع رأسه قليلا، لم يجرؤ على النظر إلى عينيها فأعاد خفض ناظريه "بخير" كان صوته مبحوحا... لاحظت ذلك... إرتبكت كثيرا.. - كيف عرفت مكاني؟ سألته بفضول - لقد عرفت... صوته منخفض جدا... بقيت تشاهده وهو مطأطئ الرأس، كأنه مذنب يطلب الغفران... - متى وصلت؟ - منذ قليل.. - كيف وجدت المكان؟ رفع رأسه أخيرا وهو يراقب المحيط "شاسع" بقيت تنظر إليه ... وجه شاحب، عينان مثقلتان... نظرات الإستجداء الحزينة كانت تغالبه... شعرت بعاطفة غريبة ناحيته... هو ذلك الشخص الذي أصبحت تخشاه كثيرا... أليس غريبا أن تود معانقته ولو للحظة؟