وصلت لوجهتها بعد ساعات...
كان البيت في حالة سيئة من عدم الترتيب... كيف لا و قد بقي مهجورا لفترة؟
إستغرقت في التنظيف و عقلها شارد...
مر يومان... كل شيء يبدو على ما يرام...
الطقس ممطر والبيت بارد... وضعت المغلف أمامها و بقيت تقرأ و تعيد القراءة عدة مرات...
دفعته بعيدا عنها و أسندت رأسها على الطاولة... سحبت من جيبها قلادته التي وجدتها مخبأة في غرفتها... فتحتها و بقيت تقرأ كيف يقع و هي تطير... وضعتها أمامها مباشرة و بقيت تنظر إليها و إلى الأوراق الموضوعة بجانبها...
كيف وصلا إلى النهاية بهذه السرعة؟ كيف إستسلم و تخلى عنها بهذه البساطة؟
أخذت هاتفها و تراجعت داخل كرسيها...
- مرحبا... كيف حالك؟
- إبنتي! سعدت كثيرا بسماع صوتك! متى عدت؟
- منذ أسبوع تقريبا...
- كيف حالك؟ أخبارك؟ أخبريني!
- بخير... أو ربما... لا أعرف...
فهم باري قصدها... تنهد قليلا قبل أن يكمل:
- لا تحزني يا إبنتي، لعله الأفضل لكليكما...
- لا أعرف... أجابته بصوت خافت و مستسلم...
- أين أنت الآن؟ أريد أن أراك... ألم تشتاقي لعمك باري؟ قال مازحا لعله يخفف عنها..
- بلى... لقد إشتقت لك كثيرا... لكن لا يمكنني رؤيتك الآن لأني ببيت جدي...
- متى ستعودين؟
رفعت يديها بيأس "صدقا لا أعلم!" صمتت قليلا ثم سألته "كيف حاله؟"
- بخير... شقيقته و صهره معه الآن... لكن صدقا كأنه شخص آخر!
- كيف ذلك؟ سألته بقلق...
- لا أدري... لكنه تغير كثيرا... أصبح غاضبا بإستمرار...
عضت شفتيها ثم ودعته.. و أغلقت الهاتف...
أعاد الهاتف لمكانه و إلتفت ليجد إيلين وراءه تماما تبتسم بطريقة بدت له شريرة...
- منذ متى و حضرتك هنا؟ سألها بتوتر كأنه يتهمها بالتجسس عليه...
- منذ أن رن الهاتف... أجابته بدهاء واضح... ثبتت عينيها عليه بقسوة قائلة "متى عادت؟"
تمتم باري قليلا و حاول أن يدير ظهره ليكمل عمله، إلا أنها ركضت بسرعة ووقفت مباشرة أمامه و بعينيها نظرة إنتصار كأنها ظفرت بجائزة؛ "عنوانها؟!"
أنت تقرأ
يد القدر
Romansaالقدر قد يخبئ لنا حياة جديدة، عندما تتقاطع طرقنا مع أناس ربما يحملوننا بعيدا عن أنفسنا...