5

110 10 0
                                    

عادت لمكتبها لتجد الفضوليين بإنتظارها...
أخبرتهم أنه سينقلها ببساطة.
"إلى الفرع الآخر من الشركة!" قالت إحداهن بإستغراب.
وجدت نفسها فجأة داخل دوامة من الأحاديث... فهمت أنه فقط المغضوب عليهم أو الذين لا يريد رؤيتهم يبعثهم لذلك المكان المنزوي عن المدينة... كأنه منفى! شردت وهي تفكر بماذا أخطأت؟
إنتهت ساعات العمل وعادت لبيتها منكسرة الخاطر... إنتبهت والدتها لحالها لكنها أبت أن تخبرها، إكتفت فقط ببضع كلمات غريبة...
عادت لمقر عملها بخطى مثقلة... لتجد مكتبها فارغا ! أبهذه السرعة يريد أن يتخلص منها؟ بقيت جامدة في مكانها تحدق بعيون فارغة إلى أن أقبلت إحدى صديقاتها بسرعة وهي تضحك "ماذا فعلت لذلك الوحش البشع؟!"
-ماذا ؟ سألتها بشرود
- ألم تعلمي بعد؟ سينقلك للطابق العلوي! و إنفجرت ضاحكة وهي تحاول كتمان ضحكتها..
هكذا إذن! لن ينقلها بعيدا! شعرت بالإرتياح وتنفست الصعداء وهي تسألها "لا بأس بالطابق العلوي، طالما أنني لم أخطيء بشيء.. لكن لماذا تضحكين؟ ما الغريب في الأمر؟!"
وضعت صديقتها الملف على فمها حتى تخفي ضحكها "واضح أنك لم تفهمي بعد! سينقلك إلى الطابق الذي فيه مكتبه هو وبقية مساعديه!"
- وماذا في ذلك؟!
- لا أنت فعلا غريبة ! ألم تلاحظي شيئا و أنت هناك؟
هزت لارا رأسها بالنفي ... أصبح الأمر مثيرا للقلق فعلا.
- لا تهتمي... أشتغل هنا منذ سنوات عديدة... ذلك الطابق محرم علينا نحن الإناث، مسموح فقط للذكور! أنت أول أنثى تكسر القاعدة و يكون لها مكتب خاص في المنطقة المحرمة! قالت هذا و إنصرفت تاركة لارا في دوامة من التساؤلات والدهشة...
بقيت متسمرة في مكانها قبل أن تتجه نحو المصعد... أصابعها ترجف وهي تضغط على الرقم 6 ... كأنها تتجه نحو مصير مجهول... رمادي قاتم كلون ذلك الطابق.. خانق كنوافذه الضيقة الطويلة...

بخطى متثاقلة بقيت واقفة وسط الردهة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

بخطى متثاقلة بقيت واقفة وسط الردهة.. لا أحد هناك... لم تعد قادرة على التفكير... الإرتياب تمكن من عقلها...
ثم خرج فجأة من مكتبه... وجدها أمامه والتوتر واضح عليها.. تلف أصابعها وبعيناها ألف سؤال...
عرف سبب إرباكها... إتجه ناحيتها و أشار لمكتب أمامها "إذهبي إليه، سيجيبك عن كل أسئلتك" ثم أشار للطرف الآخر من المكان "هذا سيكون مكتبك"
بقيت تحدق إليه ... نظر داخل عينيها للحظات و إنصرف ..
بقيت واقفة قليلا، ثم جمعت يديها خلفها و اتجهت للمكتب الأول... وجدته بإنتظارها... شيخ سبعيني لطيف... لم تره من قبل، لكنها عرفت أنه أقدم موظف بالشركة... سيشرف على تكوينها لتصبح من فريق المساعدين الخاص بالمدير.
إتجها إثر ذلك لمكتبها... مختلف تماما! أبيض اللون و به جدار كامل من النوافذ مطل على العالم الخارجي!
أخبرها أن مهندس الديكور سيأتي اليوم و سألها عن إختياراتها.
مرت ساعات قبل أن يعود المدير لمكتبه، إتجه مباشرة لمكتب العجوز فأجابه أنها ببساطة تحب مكتبا يشبه البحر!
ماذا؟ البحر؟! شعر أنه أخطأ لأول مرة في فهم شخص ما... إعتقد أنها عاطفية لأبعد الحدود... لكن واضح أنها تواقة للحرية أكثر...

 لكن واضح أنها تواقة للحرية أكثر

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
يد القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن