3

144 9 0
                                    

مر شهر.
يقف كل يوم كعادته أمام نافذته يترقب دخولها... بتلك الإبتسامة وهي تحيي الجميع، بطاقتها التي تملأ المكان. دقيقة في مواعيدها رغم أنه كان يتوقع غير ذلك. صارمة مع البعض و متساهلة مع البعض الآخر. يراقب تصرفاتها من خلال كاميرات المراقبة المنتشرة بكل مكان.. وهي لا تعلم أنها أصبحت هاجسه اليومي... يدمن على رؤيتها كما يدمن على قهوته المرة...
لا يعلم سبب هذا الإدمان! قابل العديد من الفتيات لكنهن متشابهات... وحدها هي المختلفة. علم ذلك منذ أول يوم رآها فيه. يشكر الصدفة التي جعلته يدخل ذلك المقهى ليراها، لينجذب إليها ويلاحقها دون أن تنتبه... ليس من رواد المقاهي ولا من محبي الحياة الإجتماعية، لكن عطب سيارته قاده ذلك اليوم إلى ذلك المقهى حيث بقي في إنتظار سائقه ... لكنه بقي ينتظر إنصرافها لساعات وسائقه مل الإنتظار... لأول مرة ينتظر شخصا كل تلك المدة... لأول مرة لا يستطيع إبعاد عينيه ولا أذنه عما تقول... كلام سطحي في مجمله، لكنه جميل ببساطة فستانها و ضحكاتها...
أجل، تبعها لحدود بيتها ثم أعطى أوامره بالبحث خلفها... يعشق كل ماهو مختلف، ونادر... وهي كانت كذلك.

الأمر أشبه بمعجزة! لا يفهم كنه هذا الإنجذاب القوي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

الأمر أشبه بمعجزة! لا يفهم كنه هذا الإنجذاب القوي.. لكنه يفضل البقاء في الظل، مختفيا بعيدا عنها.. يخاف أن يؤذيها أو يطفيء نورها..
مرت بضعة ساعات قبل أن يجتمع بمساعده ككل يوم... لكنه لاحظ تململه هذه المرة. سأله إن كان هناك شيء يريد قوله.
-المهندسة الجديدة...
توقف عن الكتابة دون أن يرفع رأسه ليسأله.. إكتفى بهز رأسه ليكمل كلامه..
- لا ترتدي الزي الرسمي للشركة، والأمر أثار تحفظ بعض الموظفات...
إبتسم بسخرية :"هل هذا كل ما في الأمر؟"
إكتفى مساعده بهز رأسه كأنه طفل معاقب..
- هل تقوم بعملها جيدا؟ سأله ببرود
- جيدة جدا، كأنها تعمل هنا منذ سنوات.
- ماذا أيضا؟
- تعرفت على بقية الفريق و أصبحت تتعامل مع الجميع بمهنية عالية.. الفتاة فعلا ذكية وماهرة.
صمت قليلا و هو يفكر... كيف تمكنت من تكوين صداقات بهذه السرعة؟! الزي الموحد! لا يريد رؤيتها به! يريدها أن تكون دائما كما هي... مختلفة وفريدة..
أدار بظهره لمساعده عند وقوفه ثم أجابه:
- لا تهتم لمسألة الزي، سننقلها للعمل معنا.
إستغرب مساعده وهو يسأله "معنا أين؟ هنا؟!!"
خيم الصمت للحظات قبل أن يجيبه :" نعم هنا بهذا الطابق. أخبرهم أن يجهزوا مكتبا من أجلها"
بقي مساعده واقفا مشدوها، لا يصدق ماسمعه.. لكنه تمالك نفسه وهو يخرج من مكتب مديره قبل أن يخبره  "أطلب منها الحضور لمكتبي بعد ساعة من الآن"
"حاضر" أجابه وهو يغلق الباب وراءه و عقله لا يكاد يستوعب ما الذي يحصل...
ربما معجزة.

يد القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن