لم يتغير شيئا... مرت بضعة أيام وهو على حاله... لا يتكلم، يكتفي ببضعة كلمات مقتضبة أو إبتسامة أو نظرات للتعبير عن نفسه... بدأ الأمر يضايقها فعلا... تحاول إستدراجه للحديث كلما تحين الفرصة لذلك، لكنه يخيب رجاءها بصمته القاتل...
وعدت نفسها بالتحمل والصبر... ربما طبعه هكذا دائما... لكن ربما سيأتي ذلك اليوم الذي سيتغير فيه كل شيء... ربما ستخترق حاجز الصمت و ستنصت لكلامه...
إنتهى الأسبوع الأول ثم الثاني وهما على نفس الحال... بدأ يلاحظ تضايقها في حين أصبحت هي تكتفي بإبتسامة مصطنعة كلما بقيا بمفردهما... كانت تراقبه كيف ينام كل ليلة في الصالة... ألا تعجبه؟ هل ندم على الزواج منها؟ تحاول النوم وهي تصارع الأفكار التي تجتاح عقلها وتؤرق ليلها... لا تفهمه ولا تستطيع إختراق ذلك الجدار بينهما...
إستيقظت صباحا لكنها لم تجد له أثرا... إنتظرت قليلا قبل أن يتصل بها
- كيف حالك؟
- بخير! أجابته مندهشة من سؤاله الغريب
- جيد. إتصلت لأخبرك أنه بإمكانك البقاء في النزل لغاية إنتهاء الشهر، ربما لن أعود قريبا
- ماذا ! ردت بإنفعال واضح
صمت قليلا قبل أن يجيبها "أنا فعلا آسف، لكن سافرت من أجل شقيقتي حالها سيء وتريد رؤيتي..."
- شقيقتك !
- أجل... إسمعي لارا، السائق في طريقه إليك، إن إحتجت أي شيء إتصلي بي...
- شكرا لا أريد شيئا منك! أغلقت الهاتف بعصبية و رمته بعيدا...
هل هناك من يترك عروسه وحدها بشهر العسل! ثم إن له شقيقة! شقيقة لم يخبرها عنها أبدا ولم ترها حتى في حفل الزفاف؟! شقيقة لم تكن تعلم بوجودها وهي التي حاولت عديد المرات سؤاله عن عائلته!
وضعت وجهها بين يديها... تشفق على نفسها كثيرا... إنهارت باكية و هاتفها لا يتوقف عن الرنين... تعلم جيدا أنه هو لكنها لن تجيب... جرحها بصمته، بغرابته، بتصرفاته التي لا تجد تفسيرا لها... بتركها خلفه كأنها ليست شريكة حياته..."تبا لك ريان، تبا لي...تبا لي..." ظلت تردد نفس الكلمات وهي تبكي بمرارة... في حين كان هو قلقا على شقيقته التي تعسرت ولادتها وقد أتاها المخاض قبل أوانه...
أنت تقرأ
يد القدر
Romanceالقدر قد يخبئ لنا حياة جديدة، عندما تتقاطع طرقنا مع أناس ربما يحملوننا بعيدا عن أنفسنا...