17

68 9 5
                                    

تمر الأوقات بسرعة جنونية... لا نلحقها ولا نكاد أن نلحق أنفسنا.
قرب الشهر الأول على نهايته... ذهبت بعيدا عنه.
لم يعتقد أن غيابها سيؤثر فيه لهذه الدرجة...
يعلم جيدا أنه أسبوع واحد و أنها تعتني بجدها المريض. مضى الأسبوع و إذا بها تطلب أسبوعا آخر... أصبح الأمر لا يطاق. لكنه لا يمتلك سطوة عليها بإستثناء كونه مديرها.
كانت كل ليلة تتساءل عن حاله... تشتاق له كثيرا، لعيونه الحزينة، لصوته العميق، لعطره القوي...
مضى الأسبوع الأول بصعوبة. جدها العنيد يرفض الإنتقال معهما ولو وقتيا. لم يكن لديهما الخيار غير البقاء معه لحين تعافيه... إحتاج الأمر وقتا طويلا بالنسبة لها... لكن والدتها حزمت الأمر و أجبرته أخيرا أن ينتقل معهما لحين إلتئام كسره وشفاء قدمه تماما... قبل على مضض خاصة وهو يدرك أنهما تركتا كل شيء خلفهما من أجله... لا يمكنه الإعتماد على نفسه، و حفيدته يجب أن تعود لعملها.
وصلوا أخيرا. أسندت جدها طيلة الطريق لحين دخوله البيت... إنشغلت مع والدتها بإنزال الحقائب ثم توقفت فجأة وهي تراه واقفا أمامها! كيف علم بقدومها؟ رمقته والدتها بريبة، ثم تركت إبنتها معه و إهتمت ببقية الأغراض...
بقيت تراقبهما من خلف النافذة في حين غط الجد في سبات عميق... الأمر أصبح يقلقها...
كان حوارهما سخيفا كالعادة... يطمئن و يسأل عن جدها، عن حال والدتها... لا شيء مهم تقريبا...
أمن أجل هذا أتى؟
إنتظرت والدتها قليلا ثم دعتهما للدخول. تردد كثيرا قبل أن تمسك لارا بطرف سترته كطفلة تطلب شيئا... دخل على مضض... كل منهم جالس في طرف والصمت مخيم على المكان... السكون وتر الجميع... كلما حاولوا التكلم في موضوع ما، إلا وكان الجواب مقتضبا... فهمت لارا نظرات والدتها لها.. كان الإستغراب والتساؤل واضحا وهي تحاول فهم سبب هذه الزيارة المفاجئة...
شعر بالإحراج بدوره... كان الموقف سخيفا جدا... إستأذن لينصرف... بقي برهة أمام الباب و لارا ووالدتها تنظران إليه، كل منهما بطريقة مختلفة...
نظر إلى عيونها المليئة بالعاطفة... لم يكن يعتقد أن الأمر صعب لهذه الدرجة... يجب أن يستجمع شجاعته قبل أن يغادر...
تلعثم وهو يخبرها أن غيابها كان قاتلا، سيئا جدا... إبتسمت وهي تخبره أن الظروف أجبرتها...
تردد قليلا... الأمر أصبح مزعجا بالنسبة لوالدتها التي وقفت خلف إبنتها...

إندهشت كلتاهما وهما تشاهدانه يخرج صندوقا صغيرا من جيبه ويفتحه أمامها :"هل تقبلين بي زوجا؟"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

إندهشت كلتاهما وهما تشاهدانه يخرج صندوقا صغيرا من جيبه ويفتحه أمامها :"هل تقبلين بي زوجا؟"

يد القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن