بقي كل تفكيره عندها... مر يومان وهو يتردد في الإتصال بها... ربما لن ترد!
حاول... هاتفها مغلق! إتصل بالبيت فأجابه باري..
- هل هدأت؟ سأله بحيرة...
- أعتقد ذلك...
- هل هي بخير؟
- على الأغلب...
لم يفهم ريان شيئا... لكن باري كان يلومه بينه و بين نفسه... كان يريد معاقبته بطريقة ما... كأنه يثأر للارا.
مرت أيام ... كان هو يحاول جاهدا التغلب على نفسه... و كانت هي تائهة عن نفسها...إفريقيا... لم تفكر ولو ليوم أنه من الممكن السفر إليها... على قدر ما كانت تشعر بالغرابة، على قدر ما كانت تشعر بالإنتماء للمكان... شعور غريب بالأمان والغربة... من الصعب فهم الأمر، لكنها تنتمي لتلك الأرض الحمراء...
كانت تتقاسم غرفتها مع ميغان... لعل الأمر يبدو سخيفا، لكنها إعتقدت باديء الأمر أنهم سيقيمون في خيام بين أشجار الغابات الإستوائية... لتكتشف بعد ذلك أنها ستقيم في مجمع سكني مع بقية أعضاء البعثة...
كانت تنظر إلى ميغان بدهشة... فتاة جميلة مثلها في ريعان الشباب، تترك حياة الرفاهية والراحة لتعيش في ظروف صعبة هنا... كل شيء تقريبا بدائي... لا ترفيه ولا راحة... العمل يومي هنا... صعب لكنه يستهلك طاقتها فلا تجد وقتا للتفكير... تنتظر الليل لتنام... مسؤولية بناء مدرسة و مرفق صحي يلائم طبيعة المكان، التعامل مع غرباء من مختلف الجنسيات، التواصل أحيانا مع السكان الأصليين... كل شيء يبدو غريبا... لكنها كانت بداية جيدة لها...
مر أسبوعان وهي تتصل بوالدتها يوميا لتطمئن عليها... لم تستوعب سبب سفر إبنتها المفاجيء هذا، لكنها أدركت أنها تريد الإبتعاد... فهمت أن زواجها لم يكن ناجحا بذلك القدر... لكنها حاولت تجاهل الأمر، فوحيدتها إختارت طريقا قد يبدو غريبا، لكنه ربما الأفضل لها، على الأقل بالوقت الراهن.مر شهر... و ريان يضيع أكثر من دونها... يريد فقط رؤيتها...
سارع بالعودة لبيته... لم يجدها!
بحث عنها بكل مكان... خزانتها كما هي... فقط بعض الملابس الخفيفة مختفية!
سارع بالخروج كالمجنون... ذهب لبيت والدتها التي رفضت إخباره بأي شيء... تماما كما أوصتها إبنتها... توجه إلى بيت باري الذي إدعى عدم معرفته بمكانها... أخبره فقط أنها غادرت، تركت المكان في أثره، هربت كما يفعل هو دائما...
نظرات الغضب سيطرت عليه وهو يرمقه... كان الجميع يخفي مكانها عنه! لماذا؟!
هل تركته؟ هل تخلت عنه؟ هل أفلتت يده و تركته يسقط؟
إنهار عالمه ... كان كالطفل الذي أبعدوه فجأة عن والديه... للمرة الثالثة في حياته يشعر بالخذلان... لأنهم يتركونه دائما... والدته، شقيقته... والآن لارا !
أنت تقرأ
يد القدر
Romanceالقدر قد يخبئ لنا حياة جديدة، عندما تتقاطع طرقنا مع أناس ربما يحملوننا بعيدا عن أنفسنا...