خرجت من بيت والدة لارا مسرعة... فهم زوجها من ملامحها المتجهمة أنها لم تخرج بنتيجة معها... ركبت السيارة و هي تستشيط غضبا "تلك الساحرة ترفض إعطائي عنوان إبنتها! لقد ترجيتها كثيرا لكنها لا تبالي!" بقي زوجها صامتا للحظة ثم إلتفت إليها :"لا تقلقي إيلين، سنجدها" - يجب أن نجدها.. يجب! أسندت رأسها بيأس و قاد هو سيارته قائلا "ذلك الرجل الذي يعمل لديهم، ما كان إسمه؟" - من؟ باري؟ - أجل، هل تعرفين أين يمكن أن نجده؟ وضعت يدها على جبينها قائلة "بالله عليك! هل ستخبر عامل المنزل عن وجهتها؟" - لا تستهيني بهم... هؤلاء دائما ما يكونون على علم بكل شيء. ثم أنه آخر من كان معهما بالبيت، فعلى الأغلب يعرف شيئا... لنحاول على كل حال!" إلتفتت إلى النافذة "أجل، لنحاول... لنطارد شبحا آذى شقيقي كثيرا" - لا تحكمي... ربما هربت فقط لأنه آذاها أكثر... نظرت إليه بغضب لكنها صمتت... تعلم أنه محق... أنها منحازة لشقيقها وهي تراه بذلك السوء... تحقد على لارا لأنها لم تتحمل أكثر، لأنها إستسلمت و لم تحارب من أجل ريان... لأنها إختارت الهرب و تركته لمصيره... حال شقيقها أعمى بصيرتها... تشعر بالألم وهي ككل أم تعرف أن إبنها بحاجة إليها لكنها تقف عاجزة عن مساعدته!
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
وصلا أخيرا أمام بيت باري... إرتعب المسكين من رؤيتهما... مرت أشهر و ريان قد هجر البيت، فلم يكن وجوده به ضروريا... أخذ إجازة لحين عودته لبيته، لكن رؤية شقيقته جعلته يفكر بالأسوء! خرج مسرعا وهو يلهث "ماذا هناك؟ هل السيد بخير؟" - بخير، بخير، لا تقلق. أجابته إيلين لتهديء من روعه. حاولت كثيرا معرفة مكان لارا، لكنه يدعي بعدم المعرفة... تشنجت كثيرا و غادرت البيت... طلب منها زوجها إنتظاره بالسيارة ريثما يلحقها..
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
وقف أمام باري الذي يدعي البراءة بإبتسماته الأبوية... نظر إليه بجدية قائلا: - إسمع، لدي من الخبرة ما يكفي لأعرف الناس جيدا. لا أفهم سبب نكرانك لكن ربما لديك دوافعك... - أي نكران؟ - أرجوك، لا تقاطعني! رفع يده بلطف قبل أن يكمل، - ربما تريد حماية لارا، ربما هي من تريد الإختفاء، لكن إلى متى؟ إلى متى ستستمر بالإختباء؟ يجب أن تعود. - هذا الأمر ليس من مشمولاتي... أجابه باري بإستفزاز... - ربما الآن سأضع مهنيتي على المحك، سأبوح بأسرار المريض رغم القسم.. لكن أحيانا يجب أن ننحاز لإنسانيتنا...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
قال هذا و هو يرفع هاتفه أمام وجه باري... كان تسجيلا لريان وهو يبكي منهارا أثناء جلسة علاج... كان مؤلما لدرجة أنه لم يقدر على إكمال مشهادته وهو يستمع لإعترافاته... نظر إليه بتوتر واضح... تردد بحزن بالغ... لكنه رفع يديه طلبا لبعض الوقت... ثم عاد بقصاصة صغيرة... قرأها زوج إيلين و رفع عينيه مندهشا ! كانت الصدمة واضحة عليه... لكنه ربت على كتف باري شاكرا "شكرا لك، لا تعرف قيمة مساعدتك له، لو لم يكن الأمر خطيرا لما أتيتك للبحث عنها" - أرجو أن تغفر لي لارا... تمتم بحزن وهو يشعر أنه خانها... - لا تخف، أنت لم تخنها. أنت فقط إخترت الصواب. لا تعلم مدى الأذى الذي تسبب به غيابها... - لكن لا أحد منكم يعلم كم تأذت من هذا الزواج! أنا فقط كنت شاهدا على كل شيء! أجابه بمرارة... - لا تقلق، أعدك أننا لن نخبرها... سنصلح الأمر... شكره مرة أخرى و إنصرف مسرعا تاركا باري في حيرة من أمره، لا يعلم إن كان تصرفه صحيحا أم لا...
مد الورقة إلى زوجته قائلا : " لا يمكننا إيجادها!" قرأتها و ردت بإستهجان واضح "إفريقيا!!"
قاد سيارته مسرعا... يجب أن يعلم ريان بمكانها... لا يمكنه تركه هكذا... الرجل قد إستسلم فعلا... وجده نائما كعادته... أيقظته شقيقته وهي تبتسم بمرارة... حاولت معانقته لكنه أبعدها عنه... بقي صهره واقفا قبل أن يمد له الورقة :"إنها هناك... بإفريقيا" مسك ريان الورقة بيدان مرتجفتان... لقد إختارت الهروب إلى أقصى الأرض كي لا تكون معه! تسارعت دقات قلبه وهو يحاول النهوض... ترنح قليلا قبل أن يسنده صهره قائلا "سنذهب معا، لا تقلق" نظر إليه ريان بعينان تائهتان ثم بقي يقرأ ذلك العنوان مرارا و تكرارا... هل حقا سيراها؟
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.