33

60 4 7
                                    

بابها موصد بوجهه... نظرات باري أيضا تلاحقه بإتهام واضح!
حاول عديد المرات الحديث معها... لكنها تتجاهله... حان دورها هذه المرة بصده و إغلاق المنافذ أمامه... لم تأكل شيئا طيلة اليوم... بقيت سجينة غرفتها...
كان يمسك بالصدفة المخبأة بجيبه... يريد فقط الإعتذار!
حل الليل ولم يبقى غيرهما بين تلك الجدران الصامتة... تسللت إلى المطبخ... لم تلاحظ جلوسه في الظلام ينتظر ظهورها... وعيناه تلاحقانها وهي تروي عطشها... أطفأت الأنوار وسارعت إلى غرفتها... أغلقت الباب خلفها بإحكام و إلتفتت لتتفاجأ به واقفا خلفها.
خطت ناحيته بعينان جميلتان... بهما مائة سؤال و عتاب واحد... بنظرة يتصارع الكره والمحبة فيهما... بقسوة و ألم، برحمة وغضب... وقفت أمامه مباشرة...
بقيت عيناه مسحوبتان داخل روحها الثائرة في صمت... مسك القلادة داخل جيبه ليعطيها لها معتذرا... لكنها تكلمت أخيرا...
- أكرهك!
توقف العالم من حوله... لا الزمان ولا المكان أصبحا له! تجردت روحه من كل شيء يحميها... شعر بنفسه يهوى عميقا داخل ذلك السواد في عينيها... نبرة صوتها جمدت كيانه... عجز عن التحرك... عن الرد، عن مقاومة ذلك السهم الذي إخترقه مع كل حرف...
- لن تتكلم ! حسنا لا يهم! لم يعد يهمني إن تكلمت أو إلتزمت الصمت! بكل الحالات أنا أعيش مع جثة!

جثة!!! إرتبك أكثر... قلبه يتسارع بجنون وهي تخاطبه بصوت خانق... نبرة هادئة لكنها بثوران بركان... ليتها تصرخ! ليتها تصمت ! لكنها تكلمه وعيناها تخترقانه كإتهام قاتل ...
- الشخص الوحيد الذي أتعامل معه هو باري ! طباخك يا هذا ! أتعلم ماذا يعني هذا؟ أتعرف كيف تجعل عقد الزواج حكما بالسجن المؤبد؟ أتعلم كم حزنت داخل هذا البيت الضيق!
فتح عينيه مندهشا... لم يستطع إجابتها... لكنها أكملت بغضب بارد "أجل! بيتك أصبح سجنا لي ! أنت سجاني ولست زوجي! أنت أسوء مما خيل لي! لا تعرف كم أمضيت ليالي أنتظر منك كلمة أو حتى حركة بسيطة! كم من صبح إستيقظت وأنا أراقب وسادتك الفارغة! لماذا تزوجتني؟
وضعت إصبعها بقوة على صدره وهي مغتاظة "هذا قلب ميت! هنا لا يوجد غير فراغ.. غير قلب صدئ ! أنت حتى لا تحب نفسك! تكره رؤية وجهك في المرآة!"
إبتعدت عنه و رفعت يديها بإحتجاج "طبعا لديك كامل الحق في ذلك! فأنت بشع جدا! قبيح لدرجة تمنعك من رؤية حقيقتك!"
لم يتمالك نفسه... إنهمرت دموعه بسرعة.. وقفت أمامه وهي تشاهده ينهار أمامها... ركع على الأرض بإستسلام ... دموعه فضحت ضعفه... ترددت قليلا قبل أن تركض ناحيته... لم تتحمل رؤيته هكذا... عانقته وهي تعتذر منه... مسحت دموعه بكل أسى... نظر إليها... كانت تبكي بصمت...
لم يتمالك نفسه... ضمها إليه بشدة...
لم تستطع المقاومة... حاولت كثيرا لكنها إستسلمت ...

 حاولت كثيرا لكنها إستسلمت

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

عقلها مشوش... هذا ليس حبا... من لا يحب نفسه لا يستطيع أن يحب غيره... ربما... فتحت عيناها... ليس حبا بل رغبة! واضح أنه لا يحبها... تشعر بالإذلال... كل قبلاته تحولت كالسهام تخترقها... تداركت نفسها... دفعته بعيدا عنها بكل قوتها... بقي مصدوما وهو يشاهدها تهرب إلى الحمام... كان شعورها بالإشمئزاز واضحا! ألهذه الدرجة تكرهه؟ تقرف منه؟
في حين بقيت هي تحت الماء تبكي بقهر... صحيح أنها لم تسمح له بالتمادي أكثر... لكنها كادت أن تستسلم له... كادت أن تجعله سيدا عليها... لا زوجا!
بقيت عيناه شاردتان... الشعور بالصد والرفض مؤلم كثيرا... سارع بإرتداء قميصه والحزن يمزقه... وخرج من غرفتها...

 سمعت صوت الباب ينغلق بقوة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

سمعت صوت الباب ينغلق بقوة... فإنهارت باكية...

يد القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن