طرق ياغيز باب المكتب و دخل بعد أن سمع كلمة " ادخل" ..كان يرتدي بدلة سوداء تحتها قميص ابيض و في أذنه سماعة ارتبطت بجهاز لاسلكي يضعه في جيبه..وقف أمام رجل في الخمسين من عمره يجلس خلف مكتبه..انه الوزير أمين شامكران
..نظر أمين لياغيز و قال" ياغيز..اريدك أن تأخذ معك احد الرجال و تذهب الى المطار لاستقبال ابنتي هزان ..ستصل على الساعة العاشرة من امريكا..أريدك أن تنتبه اليها و أن تكون انت حارسها الشخصي..سلامتها ستكون مسؤوليتك..أنت تعلم جيدا بأنك الوحيد الذي اثق به و أعتمد عليه..لذلك سأسلمك امانة غالية..و انا واثق بأنك ستكون عند حسن ظني كما كنت دائما" هز ياغيز برأسه و رد بنبرة واثقة" كما تأمر سيدي..أعدكم بأنني سأكون عند حسن ظنكم" ابتسم أمين و وقف ..تقدم نحو ياغيز و ما ان اقترب منه حتى ربت على كتفه و هو يقول" كم تمنيت ان يرزقني الله بولد مثلك..لكنني لم انجب سوى هزان..و هي تغنيني عن كل الأولاد..رغم انها مجنونة قليلا..لكنها كل حياتي..ارجوك ياغيز..انتبه اليها و لا تدع مكروها يصيبها" صمت ياغيز قليلا ثم قال" لا تقلق سيدي..امانتك ستكون في الحفظ و الصون..عن اذنك سيدي" و تحرك مغادرا المكتب فيما تابعه امين بعيون كلها اعجاب و تقدير..انه فعلا شاب كفؤ..منذ ان اختاره لحراسته منذ ستة أشهر تقريبا..استطاع كسب ثقته و الدخول الى قلبه..أمين و شجاع و جسور..حركته خفيفة و بديهته سريعة..لا يتاخر أبدا عن تأدية واجبه و لا يخون ثقته..لذلك اختار ان يؤمنه على حياة ابنته و وحيدته التي تعود لتوها من السفر..توقفت سيارة مرسيدس سوداء أمام المطار و نزل منها ياغيز و رفيقه مراد..اشار اليه ان يبقى بجانب السيارة و دخل هو الى الداخل..نظر الى ساعته..انها الساعة العاشرة الا ثواني..نزع النظارة السوداء عن عينيه و نظر باتجاه مسار وصول المسافرين..بدأوا بالتوافد تباعا ..رفع هو لافتة كتب عليها الانسة هزان شامكران..و ما هي الا لحظات حتى تقدمت منه فتاة طويلة القامة بشعر قصير مموج لونه اسود مع خصلات بنية و صفراء..ترتدي فستانا مزركشا لا يكاد يصل الى أعلى فخذيها..تحتذي حذاءا جلديا بكعب عالي..نزعت نظارتها البيضاء فتجلت تحتها عيون سوداء واسعة برموش كثيفة..و زادت المساحيق الداكنة من جمالها..زين معصمها وشم على شكل وردة و تحت اذنها وشم آخر على شكل نجمة..نظرت الى ياغيز و قالت" هاي..انا هزان شامكران"..
أنت تقرأ
حب من عالم آخر
Romanceقد تصادفكم قصص حب غريبة و مختلفة..و قد تتخيلون حكايا متفردة و نادرة لعشاق يلتقون و يفترقون و قد يجتمعون في النهاية و يكتبون نهاية سعيدة لقصتهما..أما هذه القصة فهي لا تشبه مثيلاتها من القصص..و حكاية الحب هذه لا يمكن لعقولكم أن تستوعبها..لأنها ببساطة...