أنهت هزان طعامها فأعطاها ياغيز دواءها ..شربته و أشارت له لكي يجلس بجانبها..جلس فأمسكت بيده و هي تقول" ياغيز..هل سبق و أن عضضت انسانا من قبل؟" اجاب" في السابق نعم..لكنني دربت نفسي مطولا فيما بعد على الاكتفاء بدماء الحيوانات رغم أن ذلك غير كاف بالنسبة الي..أظل عطشا طوال الوقت..لكن ذلك افضل من التعرض للبشر" صمتت هزان قليلا ثم قالت" تمام يا..يكفي أسئلة لليوم..ياغيز..لقد مللت..ماذا تقترح أن نفعل؟" زم ياغيز شفتيه و رد" لا أعلم..هل تريدين أن أحضر لك حاسوبك..اقرإي شيئا او العبي لعبة ما لكي يمر الوقت..و الا ستضجرين كثيرا" هزت هزان بكتفيها و ردت" لا أريد..ألا نستطيع أن نخرج من القصر و نذهب الى أي مكان بعيد؟" اجاب" لا يجب أن تتحركي من مكانك..جسمك مازال ضعيفا و تحتاجين الى الراحة..ما ان تتحسني حتى آخذك الى حيث تريدين" سألت" هل هذا وعد؟" رد" نعم..اعدك بذلك..لكن أرجوك..انتبهي لنفسك و حاولي أن ترتاحي جيدا" عادت هزان للاستلقاء من جديد و هي تصفر..احضر ياغيز رقعة الشطرنج و جلس قبالتها و قال" هل أنت مستعدة لمنافستي في لعبة الشطرنج؟" صفقت هزان يديها بحماس و ردت" اكيد..هذا رائع" ..أخذا يلعبان بتركيز تام..يحرك هو بيادقه ..و تفاجئه هي بحركة منها..تنظر الى عينيه فتكاد تنسى نفسها لكنها تعود و تتقدم عليه..و لعل ما ساعدها كثيرا هو أنه عاجز عن سماع أفكارها..صارت تتقدم عليه المرة تلو الأخرى و تطيح ببيادقه الى أن اطاحت بالملك و قالت" كش ملك سيد ياغيز..لقد هزمتك شر هزيمة" ابتسم ياغيز و رد" نعم..لقد فعلتها..كنت دائما أهزم كل من يلعب امامي و ينافسني..و ذلك بفضل قدرتي على قراءة الأفكار..و هذا يختلف معك أنت..لذلك هزمتني..مبارك لك" لفت هزان يديها حول عنقه و اقتربت منه و هي تقول" جيد أنك اعترفت بالهزيمة..اعتقد بأنني اذا تحولت الى مصاصة دماء مثلك فسأصبح أقوى منك بكثير و سأكون قادرة على هزمك اذا تصارعنا" انتفض ياغيز واقفا بعد ان ابعد يديها عنه و قال بصوت مرتعش" هزان..اياك أن تقولي هذا..اياك أن تتحدثي عن تحويلك..انت لن تصبحي مصاصة دماء..بل ستبقين هكذا انسانة طبيعية تعيش حياة طبيعية..هذه الحياة التي اعيشها ليست بالشيء الجميل الذي سأشجعك عليه..أرجوك هزان..حتى و لو كان ما قلته مجرد مزاح..اياك ان تكرريه مرة أخرى..لو سمحت"..
نظرت هزان الى ياغيز و قالت" تمام..لا تغضب..قلت ذلك في سياق المزاح فقط..أنا لن أفكر في هذا الا اذا" و صمتت فسأل ياغيز بقلق" الا اذا ماذا؟" اجابت هزان بنبرة واثقة" الا اذا كان تحولي هو الحل الوحيد لكي أكون معك دائما" حملق فيها ياغيز و كأنه لا يصدق ما يسمعه منها و صاح بها" ماذا؟ هل جننت؟ كيف تفكرين بهذه الطريقة؟ هل تعتقدين بأنه أمر جميل و رائع أن تكوني مصاص دماء؟ هل هذه حياة تختارينها لنفسك؟ و من أجل ماذا تفعلين ذلك؟ من أجل من؟ من أجلي أنا؟ أنا مجرد جثة باردة لا تستأهل أن تفعلي هذا بنفسك من أجلها" وقفت هزان و اقتربت منه و احاطت وجهه بيديها ثم همست" اولا..لا تطلق على نفسك هذا اللقب مرة أخرى..أنت بالنسبة الي رجل رائع كلك حياة و حيوية..و الأمان الذي أشعر به معك لم أشعر به سابقا..و ثانيا..نعم..من أجلك أنت..و من أجل حبك..أختار أن أصبح مثلك لكي أكون معك..هل وصلتك الاجابة الآن؟" ابعد ياغيز يديها عنه و قال" لا بد أن الحادث أثر عليك..لقد فقدت صوابك حقا..ما تقولينه مجرد هراء و اوهام يصورها لك الحب و يشجعك عليها..افهمي هزان..أنا لن أسمح لك بأن تفعلي ذلك بنفسك..لن أسمح لك بأن تحولي حياتك الى جحيم من أجلي..لن أسمح لك أبدا" اقتربت منه هزان من جديد و سألت" أجبني اذا على سؤالي التالي..هل يمكن أن نكون أنا و أنت معا دون أن أتحول؟ هل يمكننا أن نعيش حياة طبيعية؟ هل يمكننا أن نتزوج و أن ننجب أطفالا بصفة طبيعية أم لا؟ هيا أجبني" صمت ياغيز قليلا و راح يفكر فيما يجب أن يقوله لها..اذا أخبرها بالحقيقة فستصر على تحولها الى مصاص دماء..لذلك يجب أن يكذب عليها لكي يمنع جنونها ذاك..نظر اليها و هو يبتسم ثم أجاب" طبعا نستطيع أن نكون معا دون أن تتحولي..لا داعي لذلك من الأساس..انسي الأمر و عيشي حياتك بصفة طبيعية..و اياك أن تفكري بهذا الأمر مرة أخرى" لفت هزان ذراعيها حول عنقه و قالت بسعادة" اذا لا مشكلة..كل ما أريده و ما أرغب به هو أن أكون معك على الدوام..لأنني أحبك" و قربت وجهها من وجهه و طبعت على شفاهه قبلة رقيقة..
اشتبكت شفاههما في قبلة رقيقة لكنها سرعان ما تحولت الى لهيب أحرق كليهما و جعل الهواء الذي يتنفسانه يتبخر و يذهب سدى..صارت القبلات متتالية و عميقة و صارت أجسادهما متلاصقة..وضع ياغيز ذراعيه حول خصر هزان و حاول جعلها تقف ثابتة في مكانها لكنها راحت تشده نحو السرير و هي تحاول أن تفتح أزرار قميصه..توقف هو عن تقبيلها لكنها واصلت تقبيله و سحبه..ابتعد عنها ياغيز مستعينا بسرعته الفائقة و وقف في ركن بعيد عنها و هو يقول" توقفي هزان" حملقت فيه هزان و سألت بقلق" ياغيز..ماذا حدث؟ لماذا ابتعدت عني؟ ألا تريدني مثلما أريدك؟" اجاب" بلى..أريدك..لكن ليس الآن..أنت ماتزالين ضعيفة بعد الحادث..و لا تستطيعين تحمل علاقة جسدية..ارجوك هزان..حاولي أن تتفهمي ذلك..أنا لا أريد أن أؤذيك" قطبت هزان جبينها و قالت" لكنك أخبرتني بأننا نستطيع عيش علاقة طبيعية..و أنا أشعر بأنني على ما يرام..ياغيز..أخبرني بالحقيقة لو سمحت" اقترب منها ياغيز و احتواها بين ذراعيه و همس" هزان..حياتي..العلاقة الجسدية مع شخص مثلي تكون مؤذية بالنسبة لك..جسمك الآن ضعيف و غير قادر على تحملها..هي مسألة وقت فقط..و سيحدث بيننا ما نريد له أن يحدث..أنا خائف عليك..هذا كل ما في الأمر" تعلقت هزان به و تمتمت" تمام..مثلما تريد..ياغيز..قد تستغرب تصرفاتي..لكنني أحبك كثيرا..و بطريقة اعجز أنا نفسي عن فهمها..أتصرف معك بطريقة لم يسبق لي أن تصرفت بها مع أحد..لم يسبق أن ركضت أنا خلف رجل ..و لم يسبق لي أن أقمت علاقة جسدية مع أحدهم..انت الوحيد الذي اندفع نحوه دون تعقل أو منطق..حبك يفقدني صوابي و يصيبني بالجنون..ماذا تفعل بي أنت؟" ابتسم ياغيز و قبل جبينها ثم قال"و انت؟ لو تعلمين ما تفعلينه بي لاستغربت و لاندهشت..معك انت أتصرف دون حذر..دون خوف..و دون حسب حساب لأي شيء قد يحدث..أنقذك بأية طريقة كانت عندما تكونين في خطر حتى و لو كانت تلك الطريقة ستفضحني و ستكشف حقيقتي أمام الناس..مجرد وجودك بجانبي ينسيني كل شيء..تسيطرين على عقلي و على حواسي..و توقظين في تلك المشاعر الانسانية التي كنت أظن انها ماتت بمجرد تحولي..تحيينني هزان..تبعثين الروح في جسدي و تجعلينني اتعلق بهذه الحياة التي لطالما كرهتها و اردت انهاءها..أرأيت ما تفعلينه بي" رفعت هزان عيونها نحوه و قالت" يبدو أن كلانا يفعل بالآخر مفعول السحر..هذا هو الحب الذي لطالما بحثت عنه و حلمت به..أحبك ياغيز.."..
أنت تقرأ
حب من عالم آخر
Romanceقد تصادفكم قصص حب غريبة و مختلفة..و قد تتخيلون حكايا متفردة و نادرة لعشاق يلتقون و يفترقون و قد يجتمعون في النهاية و يكتبون نهاية سعيدة لقصتهما..أما هذه القصة فهي لا تشبه مثيلاتها من القصص..و حكاية الحب هذه لا يمكن لعقولكم أن تستوعبها..لأنها ببساطة...