..لامس ياغيز كتفها بخفة و همس" انا خلفك تماما..لا تقلقي..انا هنا..معك" التفتت هزان فرأت عيونه تلمع بلون ازرق لامع زاده وسامة و جاذبية..شهقت هزان و راحت تتأمله و كانها ترى تحفة فنية امامها..لف هو ذراعيه حول كتفيها و احتواها بين ذراعيه بحنان..سحبت هزان رائحته المثيرة الى اعماقها و قالت بصوت مرتعش" عيونك تلمع بلون رائع في الظلام..ياغيز..أحيانا أشعر بأنك لست بشريا" جمد ياغيز في مكانه و حبس أنفاسه في انتظار بقية كلامها..وضعت هزان يدها على صدره و اضافت بنبرة ضعيفة" أشعر بأنك ملاك..انت ملاكي الحارس..فيك جمال و سحر و جاذبية عجيبة..أتعلم..أخاف حد الرعب من الاماكن المغلقة و المظلمة..لكنني الآن لست خائفة..اتعلم لماذا؟ ..لأنك موجود معي..وجودك يشعرني بالأمان و الطمأنينة..اجد نفسي مرتاحة البال و مطمئنة على نفسي و انا معك..ليتني أبقى دائما هكذا..بين ذراعيك..و يحتضنني جسدك البارد هذا" ابتلع ياغيز ريقه بصعوبة و حدث نفسه و كانه يخاطبها" ليتك تعلمين انت أن هذا الشخص الذي تشعرين بالأمان بوجوده هو اكبر خطر عليك..هو شخص يعشق رائحة دمك و يتمنى أن يمتصه..ليتك تعلمين بأن هذا الجسد البارد الذي يحتويك الآن يصبح شعلة من نار بمجرد اقترابك منه..آااااه هزان..ليتك تعلمين ما انت قادرة على فعله بي بمجرد لمسة منك..تحيينني و تجعلين الدماء تغلي في عروقي من جديد..انت عشقي هزان..انت كل ما اريد في هذه الحياة..لكنني لا استطيع رميك في الخطر بسبب حبي الممنوع..سأحميك طوال عمري ان كنت بقربك او بعيدا عنك..لكنني لن أسمح لنفسي بأن أكون انانيا و أن اطلب منك مواصلة حب جثة بشرية و مصاص دماء مثلي..لن افعل ذلك ابدا" انتبه لنفسه عندما رفعت هزان رأسها نحوه و تمتمت" فيم صمتك هذا؟ مالذي يشغل عقلك؟" اجاب" لا شيء..هل انت بخير؟" قربت هزان وجهها منه و همست" انا بخير" حملق ياغيز في تفاصيل وجهها الجميل الذي يعشقه و في شفاهها المرتعشة و كأنها تتوسل اليه ان يقبلهما..نسي نفسه و نسي الزمان و المكان و ما يمنعه عنها..غاب صوت تعقله و منطقه و حضر فقط صوت عشقه الكبير..احنى رأسه و احتوى شفاهها بين شفتيه في قبلة رقيقة أسعدت قلب هزان المتعطش لهذا الاقتراب و اكدت لها بانه حتى و لو انكر ذلك يملك مشاعرا قوية تجاهها تجعله عاجزا عن مقاومتها..
.التهم ياغيز شفاه هزان التهاما..تنقل بين العلوية و السفلية بمتعة و رغبة كبيرين..فشل من جديد في مقاومة سحر تقبيلها و ملامسة شفاهها و الإرتواء من رحيقها..يأخذ منه دون اكتفاء..بل كلما اخذ رغب بالمزيد و المزيد..و استسلمت هزان للهيب قبلاته الحارقة بسعادة كبرى و بفرح ادفء قلبها و ضخ الدماء في عروقها..لفت ذراعيها حول عنقه و قربته منها اكثر و كأنها تخشى أن يهرب منها او ان يتراجع بعد لحظات..تعمقت قبلتهما اكثر فأكثر و التقت الألسنة و تراقصت معا و اختلطت الأنفاس و صار ما يجمعهما اكثر مما يفرقهما حتى و لو كان ذلك للحظات قليلة..عادت الكهرباء و انارت المكان لكنهما لم ينتبها..كان غارقين في عالمهما الخاص الذي لا يحتوي على احد غيرهما..و كأن الزمان زمانهما فقط..و المكان لهما فقط..كم مضى من الوقت و هما يتبادلان القبل..كم مضى من الوقت و أحدهما مرتبط بالآخر..لا احد فيهما يعلم..لكن كان لا بد للعقل من صحوة تنهي لحظات الثمالة و السكر و تعيد الوعي لكي يسيطر على الأجواء من جديد..استفاق ياغيز من نشوته و غفلته و انذهاله بكل تفاصيلها و رفع رأسه عنها ثم تراجع الى الخلف بسرعة و كأنه لا يصدق ما حدث منذ قليل..لقد ورط نفسه فيها و معها من جديد..لقد انهزم امامها و رمى عرض الحائط كل الموانع و العوائق التي تمنعه عنها..لقد استسلم لجنونه بها و رغبته فيها و نسي نفسه ليذوب كالشمع في فمها و بين شفتيها..فتحت هزان عيونها و نظرت اليه و الابتسامة لا تزال تعلو شفتيها..رأت اضطرابه و شحوبه و ارتباكه فقالت بنبرة توسل و استجداء" لو سمحت ياغيز..اياك ان تكرر نفس الهراء على مسمعي من جديد..اياك أن تحاول جعل ما حدث بيننا قبل قليل سخيفا و تافها و بلا معنى..لأنني لن أصدقك و لن تنجح في اقناعي..لقد صرت الآن واثقة مئة بالمئة من مشاعرك تجاهي..كما انا واثقت مما اكنه لك..حتى و لو كنت مرتبطا بغيري..و تحبها ربما..لكنك لن تستطيع انكار أنك تتأثر بي و باقترابي منك..لن تستطيع تكذيب انجذابك الي و رغبتك في تقبيلي..لن تستطيع فعل ذلك..لذا اما اعترف و ارح قلبي..أو اصمت و لا تقل شيئا..لأن الصمت سيكون أفضل من أي كلام قاسي قد تقوله لي" مرر ياغيز اصابعه خلال خصلات شعره بعصبية و رفع يديه باستسلام و هو يقول" لن أقول شيئا..لن افعل..هزان..ما قلته صحيح لكن هناك ما هو أهم منه..أنا لا استطيع أن اكون معك..لا استطيع أن اعدك بأن أكون لك و معك في علاقة طبيعية..لا أستطيع..هناك الف سبب و سبب يدفعونني للهروب منك" سألت هزان بحرقة" و ما هي هذه الأسباب؟"..
اجاب ياغيز بصوت مرتبك" هزان..انت تعلمين بأنني مرتبط و .." قاطعته هزان بعصبية" ياغيز..لو سمحت..لا تذكرني بأنك مرتبط بهوليا و بأنك تنتظر طفلا منها..اعلم بان هذا سبب أساسي..لكنني متأكد بأن هناك اسباب اخرى قد تكون اقوى من هذا..ثم لا تحاول اقناعي بأنك تحب هوليا حبا جارفا و الا لما كنت تأثرت بي و باقترابي منك..لما كنت رغبت في تقبيلي و استمتعت به..ارجوك ياغيز..اخبرني..لعل ذلك يخفف من قلقي و شكوكي و يطفئ هذه النيران التي تأكلني" طأطأ ياغيز رأسه بعجز و قلة حيلة و تمتم بصوت منكسر" لا استطيع ان أقول سوى أنني خطر عليك..انا لا أجلب لك سوى الأذى و الألم..لا يجب أن تتعلقي بي و تحبينني..بل على العكس..يجب أن تكرهيني و تنفري مني..يجب أن تبتعدي عني و الا تحاولي الاقتراب مني أبدا..و لا استطيع أن أقول أكثر من هذا" تقدمت هزان نحوه و قالت و هي تتأمل وجهه الذي تعشقه" مع الأسف سيد ياغيز..لقد جاء تحذيرك لي متأخرا جدا..لقد وقعت و انتهى الأمر..و بطريقة لم تحدث مع أي شاب تعرفت عليه من قبل..هناك شيء فيك يشدني نحوك و يجذبني بقوة..شيء لا أستطيع مقاومته او الهرب منه..و انا على ثقة بأنك لا تمثل خطرا علي..بل على العكس..أنت مصدر أماني و حمايتي و طمأنينتي..ثم لماذا تقول هذا الكلام عن نفسك؟ هل انت مجرم متخفي؟ او قاتل مأجور؟ او رجل عصابات؟ او زعيم مافيا؟ ان لم تكن واحدا من هؤلاء فهذا يعني بأنك تبالغ فقط و تحاول ابعادي عنك بكل طريقة ممكنة..لست واحدا من هؤلاء..اليس كذلك؟" ابتسم ياغيز على طريقة تفكيرها البسيطة و الساذجة و ارتياحا كذلك لانها لن تستطيع تخمين اي وحش يكون هو فضحكت هزان فرحا و قالت" أرأيت..اذا لا داعي لكل هذه الدراما و المبالغة..أنا لن اكون انانية و لن اطلب منك أن تتخلى عن هوليا و عن طفلكما القادم..لكنني أتمنى بأن تكون صريحا معها و مع نفسك و أن تراجع علاقتك بها..لا تكذب عليها و على نفسك..لو لم تكن تشعر بشيء تجاهي لما كان حدث بيننا ما حدث..بالنسبة الي..يكفيني بان تكون قريبا مني و معي..و بألا تتخلى عني و عن حمايتي..و لنترك الباقي للأيام..و سيحصل كل شيء كما يجب" ثم قربت فمها من فمه و طبعت عليه قبلة رقيقة و هي تهمس" أحبك ياغيز" ..بقي ياغيز ينظر اليها لوهلة فسألت" اييي .ماذا سنفعل الآن؟ كيف سنخرج من هنا؟ الباب مقفل و المقبض معطل..هل من حلول؟"ابتسم ياغيز و رد" طبعا هناك حلول..لحظة واحدة" ثم اقترب من الباب و بحركة واحدة كسر القفل و فتح الباب..
أنت تقرأ
حب من عالم آخر
Romanceقد تصادفكم قصص حب غريبة و مختلفة..و قد تتخيلون حكايا متفردة و نادرة لعشاق يلتقون و يفترقون و قد يجتمعون في النهاية و يكتبون نهاية سعيدة لقصتهما..أما هذه القصة فهي لا تشبه مثيلاتها من القصص..و حكاية الحب هذه لا يمكن لعقولكم أن تستوعبها..لأنها ببساطة...