ألقت هزان نظرة سريعة على وجه ياغيز الخالي من التعابير ثم عادت لمواصلة حديثها مع جينك الذي بدا مستمتعا جدا بصحبتها و اهتمامها..مشت هزان و جينك عائدين الى الحديقة حيث كان الجميع يقضون وقتا ممتعا و خلفهم مشى ياغيز صامتا و النيران تعتمل في داخله..و مع نهاية الحفل رافقت هزان رئيس الوزراء بهجت و ابنه جينك الى سيارتهم مع أبيها ..امسك جينك بيدها و قال" استعدي لقضاء يوم مميز للغاية معي في الغد..و انا سأكون في قمة السعادة لأننا سنكون معا" ابتسمت هزان فاقترب منها و طبع على خدها و هو يهمس" ليلة سعيدة ايتها الجميلة" ردت" ليلة سعيدة جينك" ..ودع أمين صديقه بهجت و وضع يده في يد ابنته و مشيا عائدين الى القصر ..قال ابوها بنبرة فرح" أسعدني كثيرا انك اتفقت مع جينك..انه شاب مميز" هزت هزان برأسها و قالت" نعم..انه كذلك..صحبته مريحة..لقد اتفقنا على قضاء يوم الغد معا" نظر اليها ابوها و رد" هذا جميل..استمتعي بوقتك يا ابنتي" ضحكت هزان و قالت" سأفعل بكل تأكيد" ..اوصلت والدها الى غرفته بعد ان قبلته و تمنت له ليلة سعيدة ثم ذهبت الى غرفتها و ما ان دخلت و ارادت ان تغلق الباب خلفها حتى ظهر ياغيز امامها ..رفعت حاجبها استغرابا و سألت" ياغيز؟ ماذا تفعل هنا؟ ماذا تريد؟" دخل ياغيز و هو يجيب" آنستي..اردت فقط ان احذرك من هذا المدعو جينك..لا يبدو شخصا جديرا بالثقة" ابتسمت هزان بسخرية و قالت" و كيف عرفت ذلك؟" رد" انه ينظر اليك بطريقة حقيرة..ليتك تستطيعين معرفة ما يفكر به بخصوصك" زمت هزان شفتيها و قالت" عجبا..و هل تعلم انت ذلك؟" رد" نعم..لا يصعب معرفة طريقة تفكير الرجال اذا رأوا امامهم امرأة جميلة مثلك..انه يراك وسيلة للتسلية فقط..و انت تعطينه فرصة لكي يكون قريبا منك" سألته" و هل يزعجك ذلك؟"...
ابتلع ياغيز ريقه و أجاب ببروده المعهود"لا..لا يزعجني..لكن مهمتي هي حمايتك و أخشى ما أخشاه أن ينجح ذاك الفتى في أذيتك..ارجوك سيدتي..اياك أن تثقي به" اقتربت هزان من ياغيز كثيرا حتى صار قادرا على الشعور بأنفاسها الدافئة تلفح وجهه..سارع الى الاشاحة بوجهه بعيدا و هو يسد أنفه عن رائحتها التي تكاد تذهب عقله و تفقده صوابه..وضعت هزان يدها على كتف ياغيز و همست بصوت خافت" غريب..تريدني ألا أثق به..و من أخبرك بأنني أثق بك انت؟" اجاب دون ان ينظر اليها" لأن غايتي الوحيدة هي حمايتك" قالت" تمام..فهمت ان مهمتك هي حمايتي..لكن من الأفضل لك ألا تتدخل في حياتي الخاصة و في علاقاتي..سأفعل ما أشاء و سأرافق من أريد..و سأعطي ثقتي لمن أراه أهلا لها..اكتفي بالقيام بعملك..و الباقي لا يعنيك" نظر اليها ياغيز و ازاح يده عنها ثم تراجع الى الخلف و هو يقول" معك حق سيدتي..يبدو انني تجاوزت حدودي..آسف..سأقوم فقط بواجبي..ليلة سعيدة" اكتفت هزان بالايماء له برأسها دون ان تجيبه..خرج ياغيز و بقيت هزان لوحدها..هذا الرجل يستفزها و يزعجها..ليته يعترف بأنه يغار عليها و يتضايق من رؤيتها مع رجل آخر..لكنه يفضل المكابرة و الانكار و التصرف معها ببرود..و لعل ما يزعجها اكثر هو أنها تهتم به و تعجب حتى ببروده ذاك..تجد نفسها مشدودة نحوه كالمسحورة..شكله..صوته..حتى رائحته..كل ما فيه يجذبها و يغريها بالاقتراب اكثر منه..
![](https://img.wattpad.com/cover/239446261-288-k934801.jpg)
أنت تقرأ
حب من عالم آخر
Romanceقد تصادفكم قصص حب غريبة و مختلفة..و قد تتخيلون حكايا متفردة و نادرة لعشاق يلتقون و يفترقون و قد يجتمعون في النهاية و يكتبون نهاية سعيدة لقصتهما..أما هذه القصة فهي لا تشبه مثيلاتها من القصص..و حكاية الحب هذه لا يمكن لعقولكم أن تستوعبها..لأنها ببساطة...