اوقف ياغيز السيارة في مدخل القصر فاندفعت هزان مسرعة الى الداخل و هي تكاد تستشيط غضبا..ترجل ياغيز من السيارة و مشى بهدوء بإتجاه غرفته..دخل و أغلق الباب خلفه..وضع مسدسه على الطاولة و جلس على كرسيه الهزاز..أغمض عينيه و تنفس بعمق مرارا و تكرارا..من الجيد أنه ينجح في السيطرة على انفعالاته و على ردود افعاله و الا لكان تصرف بطريقة مختلفة مع هزان..تلك الفتاة المتمردة و المستفزة..تلك الفتاة التي يحاول قدر الامكان أن يظهر أمامها بمظهر الرجل البارد و البغيض لكي لا تنتبه الى حقيقة ما يشعر به تجاهها..فتح عيونه و تنهد بعمق ثم همس بصوت خافت" آه هزان..لو تعلمين كم انتظرتك" ..اندفع واقفا فجأة و نظر الى ساعته..انها تشير الى الواحدة بعد منتصف الليل..ألقى نظرة عبر النافذة ..الجو هادئ و الجميع نائمون..ابتسم بسعادة..فتح الباب و خرج على مهل ثم اختفى في الظلام..في الصباح..استيقظت هزان في ساعة متأخرة ..مررت اصابعها خلال خصلات شعرها المتموج القصير..و نظرت الى نفسها في المرآة..انها فتاة جميلة و مثيرة..و تستطيع أن توقع بهذا الحارس البارد و المستفز و ان تتحكم به..يجب أن تجعله يصبح كالخاتم في اصبعها..و بذلك ستذهب حيث تشاء و ستعيش الحياة التي تريدها دون أن يتدخل فيها أو يمنعها..القت نظرة على ثوب النوم الذي ترتديه..قميص خفيف بلا اكمام و شورت قصير بلون وردي..ابتسمت بخبث ثم فتحت الباب و نزلت الى الأسفل..كان ياغيز جالسا في المطبخ و ما ان سمع وقع خطوات هزان حتى وقف و التفت اليها و هو يقول" صباح الخير هزان هانم" ردت هزان و هي تتحرك بدلال" صباح الخير" بقيت واقفة فسألها" هل ستخرجين آنسة هزان؟" ردت و هي تجلس" سأفطر أولا..ثم سأقرر بعدها" ثم قالت تخاطب الخادمة" أعدي لي قهوة لو سمحت" ..تأملها ياغيز مطولا مستغلا انشغالها بالحديث مع الخادمة..انها مثيرة كالجحيم بثوب نومها الشفاف و جسمها المتناسق و الرشيق..ثم ابعد نظراته عنها و هو يعيد ارتداء قناع البرودة المعتاد..مالت هزان برأسها الى الخلف و سألت" هل ستبقى واقفا هكذا؟ تعالى و اجلس بجانبي" رد" أنا جيد هكذا سيدتي" غمزته بخفة و قالت" هذا أمر..اجلس" تحرك ياغيز و سحب كرسيه ثم جلس بجانبها..وضعت هزان ساقا على ساق و مالت بجسمها الى الأمام حتى كاد قميصها يشف عن نهديها المتكورين..تجاهل ياغيز حركاتها المتعمدة و هرب بنظراته بعيدا عنها..ارتشفت هزان رشفة من قهوتها و سألته" متى تستيقظ في العادة؟" اجاب" في السادسة صباحا" ضحكت هزان و قالت" اوف..انا احسدك على هذا..الاستيقاظ باكرا عدوي اللدود..هل تمارس الرياضة؟" هز برأسه فأضافت" جيد جدا.."
وضعت هزان يدها على ذراع ياغيز و تحسست عضلاته ثم قالت" لهذا تملك جسدا قويا" ابتلع ياغيز ريقه بصعوبة و ابتسم و هو يقول"تعودت ان امارس الرياضة دائما و ان احافظ على رشاقة جسمي كما يتطلب عملي..شكرا لك على المجاملة سيدتي" قربت هزان وجهها من وجهه و قالت" افضل ان تناديني باسمي..قل لي هزان..لا داعي لهذه الألقاب" تراجع ياغيز بكرسيه الى الخلف و تمتم" عفوا سيدتي..لا استطيع..عملي يحتم علي المحافظة على مسافة بيني و بين رب عملي..لا يسمح لنا على الاطلاق ان ننادي مخدومينا بأسماءهم مجردة" ابتسمت هزان بسخرية و سألت" هل انت دائما هكذا؟ جدي و صارم أكثر من اللازم؟" اجاب" تعودت ان اكون هكذا..اسمحي لي سيدتي بأن أتصرف كما يقتضيه واجبي" رفعت هزان يديها بإستسلام و قالت" تمام..لا داعي لكل هذا التوتر..تصرف كما يناسبك..كنت فقط احاول ان اؤسس معك علاقة صداقة..لكن يبدو بأنك لا تريد ذلك" همس ياغيز بصوت هادئ" هذا ليس من حدي سيدتي" وضعت هزان فنجانها على الطاولة و وقفت و هي تقول" انتظرني بجانب المسبح..سأوافيك هنا بعد دقائق" و تحركت تصعد الدرج بخفة..تجهم وجه ياغيز بشدة و تسارعت انفاسه و هو يحاول السيطرة على نفسه..كان واثقا تمام الثقة بأنها تحاول ان تثيره و ان تغويه لكي تسيطر عليه و تتحكم به..و يصبح خروجها و ذهابها حيث تشاء سهلا..لذلك لن يسمح لها بايقاعها في شباكه..رغم صعوبة ذلك بالنسبة اليه..ارتدت هزان زي سباحة مكونا من قطعتين بلون ازرق سماوي ثم لفت جسمها بمنشفة بيضاء كبيرة و خرجت من غرفتها و توجهت نحو المسبح الذي انعكست اشعة الشمس على مياهه..وقف ياغيز يراقب اقترابها بعيون كادت تفضح ما يعتمل داخله خاصة عندما ازاحت المنشفة عنها و تجلى جسدها بتفاصيله الأنثوية المغرية..القت هزان نظرة عليه كأنما لترى مدى تأثيرها عليه لكنه نجح في الابتسام ببرود و الاشاحة بنظره بعيدا عنها..تمتمت بصوت خافت" سنرى الى متى ستصمد سيد ياغيز؟" ارتمت هزان بين احضان المياه و راحت تسبح برشاقة..
أنت تقرأ
حب من عالم آخر
Romanceقد تصادفكم قصص حب غريبة و مختلفة..و قد تتخيلون حكايا متفردة و نادرة لعشاق يلتقون و يفترقون و قد يجتمعون في النهاية و يكتبون نهاية سعيدة لقصتهما..أما هذه القصة فهي لا تشبه مثيلاتها من القصص..و حكاية الحب هذه لا يمكن لعقولكم أن تستوعبها..لأنها ببساطة...