الفصل السادس عشر

1K 44 4
                                    

دخلت هزان على والدها الذي كان يذرع الصالون جيئة و ذهابا في انتظار وصولها..اقتربت منه و عانقته بقوة و هي تقول" ابي العزيز..انا هنا..انا بخير..لا تقلق ارجوك..هذا ليس جيدا من أجل صحتك" ضغط عليها ابوها بين ذراعيه ثم رد" انا بخير ما دمت انت بخير يا ابنتي..اخبريني..ماذا حدث؟" جلس و جذبها لتجلس بجانبه فاجابت" لقد مر كل شيء بسلام..و الفضل يعود الى ياغيز الذي حماني كعادته..بمجرد شعوره باهتزاز الارض ارتمى علي و غطاني بجسده..لولاه لم اعرف ماذا كان سيحدث" نهض امين و اقترب من ياغيز و عانقه بقوة و هو يردد" شكرا لك يا ابني..شكرا جزيلا..لا اعرف كيف ساوفيك حقك..لم اخطئ يوما في منحك ثقتي" ربت ياغيز على كتف الرجل و قال" انا لم أقم سوى بواجبي سيدي" ابتسم امين و عاد يجلس بجانب هزان و يمسك بيديها ثم قال" سأعطيك مكافأة كبيرة ..و لا تعترض..انت تستحقها..هذا اقل ما يمكن ان اعطيه لك مقابل حمايتك لابنتي و انقاذك لحياتها" ابتسمت هزان و قالت" معك حق ابي..اعطه المكافأة و ارفع له اجره لأنه سيصبح قريبا رجلا متزوجا" حملق امين في وجه ياغيز و صاح بحماس" حقا؟ هل هذا صحيح بني؟" جمد ياغيز في مكانه و تنفس بعمق قبل ان يجيب" نعم..هذا ما سيحدث قريبا..انا مرتبط و قد اتزوج" بدت السعادة جلية على ملامح أمين و قال" لقد اسعدتني بهذا الخبر بني..انت رجل صالح و مخلص و تستحق ان تعيش بسعادة مع امرأة تحبك..تهاني القلبية لك..و لا تنسى بأن تعرفني على سعيدة الحظ" هز ياغيز برأسه و رد" سأفعل سيدي..و الآن عن اذنكما..سأذهب الى غرفتي اذا سمحتما لي" اشار له امين بالخروج و عاد يتحدث مع ابنته التي كانت تحاول ان تبدو طبيعية و الا تظهر حزنها و انزعاجها لوالدها لكي لا يحزن و يقلق عليها..من نافذة غرفته..لمح ياغيز جينك و هو يتجاوز البوابة و يدخل الى القصر فضغط على الزجاجة التي كان يمسكها بيده بكل ما اوتي من قوة حتى تحطمت الى قطع صغيرة..نظر ياغيز الى الجرح الذي ارتسم على كفه دون نزول دماء منه..مرر يده الاخرى عليه فاختفى الجرح و لم يعد له أثر..لكن جرحا آخرا كان ينزف و يوجعه دون ان ينجح في مداواته كما يفعل عادة..انه يكره ذلك الجينك الذي يتردد على هزان و يتقرب منها..يتمنى أن يمنعه من الاقتراب منها و من مجرد الحديث معها..لكنه لا يملك الحق لفعل ذلك..و لعل السبب الحقيقي الذي يمنعه من فعل ذلك هو ذلك البروتوكول القديم المعقود بين العشيرتين لكي لا يتعرض أحدهم للآخر..بروتوكول بين مصاصي الدماء و المستذئبين..لا يعتدي احدهم على الآخر و لا يكشف حقيقته امام البشر الطبيعيين..

دخل جينك على هزان و ابيها و هو يحييهما بقوله" مرحبا..كيف حالكم؟ آسف لقدومي دون موعد مسبق لكنني قلقت عليكم بعد الرجة الأرضية التي حدثت" ابتسم أمين و رد" اهلا و سهلا يا بني..نحن بخير و الحمد لله..و انت؟ و عائلتك؟" اجاب" بخير..لكن امي هلعت و خافت و هي ترى الاشياء تتساقط من حولها في البيت..حالة طبيعية لمن شهد على ما جرى" اشار الرجل لجينك بالجلوس و هو يقول" حمدا لله على سلامتكم" نظر جينك الى هزان و سألها" و انت؟ هل كنت في الجامعة؟" أومأت هزان برأسها بالايجاب و ردت" نعم..كنت في الجامعة..و الحمد لله أنني لم اصاب بأذى..هناك بعض الجرحى و المصابين فقط..لقد مرت بسلام" وضع جينك يده على يدها و همس" لقد خفت عليك كثيرا" وقف امين و استأذن في الذهاب الى مكتبه و كأنه تعمد ترك هزان و ضيفها لوحدهما..قال جينك" هزان..هل تريدين أن نخرج و نذهب الى مكان هادئ و نتحدث قليلا" ردت و هي تقف" نعم..أريد..أشعر بأنني بحاجة الى بعض الهدوء" رافقها جينك الى الخارج و سأل" هل ستصطحبين معك مرافقة؟" اجابت" لا..لا داعي لذلك..مرافقتك تكفي" ابتسم جينك بسعادة و فتح لها باب السيارة بنفسه و ما ان صعدت حتى ركب بجانبها و انطلق مسرعا..خرج ياغيز من غرفته و سأل عن هزان فاخبروه بأنها خرجت مع جينك دون ان تصطحب معها مرافقة..تجهم وجهه و استشاط غضبا لأنه يكره تواجد هزان مع ذلك المستذئب الذي يحاول ان يسرقها منه..و لعل ما يؤلمه اكثر هو ان جينك يستطيع أن يكون مع هزان و ان يتزوجها و ان يتخفى جيدا لأن جسمه دافئ على عكس جسده هو البارد..جينك ليس جثة ميتة بلا حياة مثله هو..بل له قلب ينبض داخل اضلعه و دماء تدب في عروقه..و لا يمثل خطرا عليها مثله هو..

حب من عالم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن