..انها ترتدي فستانا احمرا طويلا بلا اكمام تزينه طيات على الجانبين و يغلق من الخلف بخيوط متشابكة..و به شق يصل الى اعلى فخذها الأيمن
..جمعت شعرها القصير الى أعلى و زينت عنقها بعقد ألماسي جميل..كانت مساحيقها الداكنة تظهر جمال عيونها الواسعة و امتلاء شفاهها...تأمل ياغيز هزان لوهلة بعيون لمعت بشكل غريب ثم قال بنبرة حاول ان تبدو طبيعية و هادئة" لقد ارسلني سيادة الوزير لاستعجالك..الضيوف بانتظارك آنستي" نظرت اليه هزان و سألت" كيف أبدو؟" رد بعصبية" عفوا؟" ابتسمت هزان و كررت سؤالها" كيف أبدو؟ اخبرني لو سمحت..هل يبدو شكلي مناسبا للحفل؟ هذه المرة الأولى التي اظهر فيها مع أبي منذ توليه الوزارة و لا أريد أن أخيب ظنه" اجاب ياغيز" لا تقلقي سيدتي..تبدين رائعة" ربتت هزان على كتفه قبل ان تتجاوزه الى الخارج..تبعها بصمت و هو يحاول أن يهرب من رائحتها التي تغلغلت الى اعماقه و تكاد تفقده صوابه..قبلت هزان خد أبيها فعانقها بحنان و امسك يدها ليصعدا معا على المنصة..تكلم أمين قائلا" مساء الخير جميعا..اهلا بكم ..و شكرا جزيلا لأنكم لبيتم دعوتي..لقد دعوتكم اليوم لكي نحتفل معا بعودة وحيدتي هزان من امريكا بعد ان أنهت دراستها و تميزت في مجال التاريخ..لطالما كانت ابنتي مصدر فخر لي..و ستبقى هكذا دائما..احبك هزان..و اتمنى لك التوفيق الدائم في كل حياتك..واتمنى ان تستمتعوا بالحفل..اوقاتا ممتعة للجميع" عانقت هزان والدها من جديد ثم امسك هو بيدها و راح يتجول و اياها بين الطاولات و يعرفها على هذا المسؤول او ذاك تحت فلاشات الصحفيين و نظرات المعجبين..مشى ياغيز خلفهما بصمت و هو يراقب كل حركة و سكنة في حالة تأهب قصوى للقيام بالتدخل في الوقت اللازم في حال حدوث أي طارئ..وقف امين و هزان امام رئيس الوزراء بهجت جاندان و ابنه جينك( اراس بولوت)
..صافح بهجت أمين ثم هزان و هو يقول" اهلا و سهلا يا ابنتي..لقد كبرت و صرت فتاة جميلة..هذا ابني جينك..انه يدير شركات النقل خاصتي" طبع جينك قبلة على يد هزان ثم دعاها للرقص معه تحت انظار ياغيز الملتهبة ..
وضع جينك يده على ظهر هزان و قربها منه و راحا يتمايلان معا على انغام الموسيقى في حين وقف ياغيز بجانب مجموعة الحرس الخاص و هو يحاول السيطرة على ذلك الشعور البغيض الذي يستبد به..ذلك الشعور الحارق الذي يلهب جسده البارد..أخذ يتنفس بعمق و بصورة متتالية لعل ذلك يساعده في السيطرة على نفسه لكن دون جدوى..ضغط بيد على يده الأخرى لكي لا يقترب من هذا الفتى الذي يحتوي هزان بين ذراعيه و يتأملها بعيون تكاد تلتهمها و لكي لا يبرحه ضربا..يكاد يسمع ما يدور في رأسه عنها..انه يرى فيها فتاة مثيرة و جذابة و يتمنى بأن يحصل على فرصة معها..و من يرى هزان و لا يفكر فيها بتلك الطريقة..ابعد ياغيز عيونه عن حلبة الرقص و حاول تشتيت تركيزه بالحديث مع مراد و القيام معا بجولة تفقدية حول القصر..وجد نفسه رغم ابتعاده عن المكان مسكونا بذلك الشعور الذي يكاد ينسيه نفسه و يجعله يتصرف بطريقة لا تليق..تمنى أن يكون له الحق في سحب هزان من بين ذراعي جينك و مراقصتها بدلا عنه..تمنى أن يكون قادرا على الاقتراب منها دون تردد او خوف..تمنى ان يحتويها بين ذراعيه و ان يخفيها عن اعين الجميع لكي تكون ملكا له لوحده..لكنه لا يستطيع ان يفعل ذلك..لا يحق له ذلك..و لا هو يسمح لنفسه بأن يفعله..فعل أحمق كذاك من شأنه أن يفضحه و يجعله يخسر الكثير..و هو ليس على استعداد لخسارة هذه الحياة التي أسسها لنفسه و لخسارة عمله الذي يعطي للحياة معناها..انهى جولته مع مراد و عاد الى مكانه..نظر يمنة و يسرة لكنه لم يرى هزان..اقترب من أمين و سأل عنها فأخبره بأنها تتمشى بجانب المسبح صحبة جينك..تحرك ياغيز باتجاه المسبح فرأى هزان واقفة مع جينك يتحدثان و يضحكان..انتبهت هزان الى وقوفه وراءهما فشبكت يدها في ذراع جينك و قالت" جينك..انك فعلا شخص لطيف و رفقتك ممتعة..ما رأيك أن نقضي يوم الغد معا؟" ابتسم جينك بسعادة و رد" اكيد..هذا من دواعي سروري..لست مجنونا لكي ارفض مرافقة امرأة جميلة و رائعة مثلك..سأمر عليك في التاسعة صباحا و اصطحبك حيث تريدين" قالت" تمام..اتفقنا"..
أنت تقرأ
حب من عالم آخر
Romantizmقد تصادفكم قصص حب غريبة و مختلفة..و قد تتخيلون حكايا متفردة و نادرة لعشاق يلتقون و يفترقون و قد يجتمعون في النهاية و يكتبون نهاية سعيدة لقصتهما..أما هذه القصة فهي لا تشبه مثيلاتها من القصص..و حكاية الحب هذه لا يمكن لعقولكم أن تستوعبها..لأنها ببساطة...