الفصل السادس و الأربعون

1K 36 0
                                    

جلس جينك بجانب هزان التي اخذت تأكل بشهية و الابتسامة لا تفارق محياها..نظرت اليها ميلدا و قالت" ادام الله سعادتك بنيتي..اقسم بأن هذا المنزل لا تنيره سوى ابتسامتك" قالت هزان و هي تبتلع لقمة" شكرا لك ميلدا أبلا..و الأكل الذي تعدينه لذيذ للغاية..اشعر بانني سأزداد عشرين كيلوغراما في ظرف اسبوع" مازحها جينك قائلا" و عندها اناديك يا سمينة و اضحك عليك طوال الوقت" ضربته هزان بخفة على كتفه و قالت" بغيض" ضحك جينك و ميلدا و اخذا يأكلان طعامهما دون ان يتوقفان عن ممازحتها..رفع جينك نظره نحو النافذة فرأى ياغيز يقف هناك..أشار اليه بأن يأتي اليه لكي يتحدثا..اومأ له جينك بانه سيتبعه..ثم التفت الى هزان و قال" هزان..عن اذنك..سأجري مكالمة هامة و اعود..انهي انت طعامك يا سمينة" رمقته هزان بنظرة حادة و قالت بغضب" اغرب عن وجهي يا بغيض" ابتسم جينك ثم سارع بالخروج ليلحق بياغيز الذي كان ينتظره وسط الغابة..سأله جينك بقلق" مالأمر ياغيز؟ لماذا اردت ان تراني؟" طاطأ ياغيز رأسه و اجاب" لكي اناقش معك تفاصيل الخطة التي رسمتها في عقلي..انها وسيلتنا الوحيدة لكي نقنع المجلس بعدم وجود ضرورة لتحويل هزان و لكي نثني هزان عن التمسك بمطلبها الملح و هو ان تتحول الى مصاص دماء" قطب جينك جبينه و سأل من جديد" و كيف سنفعل ذلك؟ انت تعلم جيدا بأن هزان مصرة على الموضوع و كلانا نعرف جيدا كم هي عنيدة و متهورة..أخشى اذا خالفت رغبتها بأن تلتجئ الى المجلس لكي يحولوها..و عندها ستعاقب انت على مخالفتك لأوامرهم" رد ياغيز" هناك حل نخدع به المجلس لكي يصرفوا النظر عن مسألة تحويل هزان" قال جينك" و ماهو؟" اجاب ياغيز بعد صمت" أن تموت هزان"..

حملق جينك في ياغيز لوهلة ثم صاح به" ماذا؟ ماذا تقول ياغيز؟ هل جننت؟ لقد وعدتني في السابق بألا تؤذي هزان.. كيف تفكر هكذا؟ انا لا.." قاطعه ياغيز" اهدأ جينك..انت لم تفهم ما أعنيه..الوسيلة الوحيدة التي استطيع بها قطع علاقة المجلس بهزان و ان أجعلهم يتراجعون تماما عن قرار تحويلها هو أن نوهمهم بأن هزان ماتت قبل أن اتمكن من تحويلها..اذا نجحنا في ذلك و مثلنا امام الجميع بأن هزان ماتت ..عندها لن يكون هناك أي علاقة للمجلس بها..و سينشغلون بأمور اخرى" صمت جينك قليلا ثم سأل" اذا سلمنا بأن هذا الجزء من ااخطة سيسير على ما يرام و سننجح في خداع المجلس..فماذا سنفعل بهزان؟ كيف سنثنيها عن عزمها بأن تصبح مثلك؟ كيف سنقنعها؟" تنهد ياغيز بحرقة و رد" ستكون تلك مهمتي أنا..سأقنعها بطريقتي و ما يلي ذلك سيكون له علاقة بك انت..سيتوجب عليك ان تنقلها الى منطقة تقع تحت سيطرتكم و لا يستطيع مصاصو الدماء ان يضعوا قدمهم فيها..سيقع على عاتقك حماية هزان و منعها من العودة الى هنا او الظهور في أي مكان تكون معروفة فيه..جينك..اعلم بأننا لسنا اصدقاء..لكنني اثق بأنك تحب هزان و تخاف عليها..لذلك سأؤمنك عليها و ستتولى انت حمايتها" قال جينك" تمام..سافعل..تستطيع الوثوق بأنني سأحميها بكل قوتي و لن اسمح لأي شيء بأن يمسها..لكنك لم تخبرني..أين ستكون أنت عندئذ؟ هل ستختفي؟ و هزان؟ ماذا ستفعل من دونك؟" ابعد ياغيز عيونه التي اغرورقت بالدموع عن جينك و رد بصوت مبحوح" سأكون في مكان بعيد..و هزان..ستنساني و تعيش حياتها..ستكون تحت نظرك و حمايتك..و انت ستساعدها على وضع حياتها على المسار الصحيح" زم جينك شفتيه و تمتم" ياغيز..كنت واثقا بانك تحب هزان كثيرا..لكنني لم اتخيل بأنك تحبها الى درجة التخلي عنها..اخشى الا تتقبل الامر و أن.." قاطعه ياغيز" لن تفعل..كن واثقا من ذلك..المهم الآن أن ننفذ خطتنا لخداع المجلس و خداع الجميع بأن هزان ماتت..لن نخبر أحدا بخطتنا لكي لا ينفضح امرنا..انا و انت فقط نعلم بالأمر" سأل جينك" و ما هي تفاصيل الخطة؟" اخذ ياغيز يشرح له كل تفاصيل الخطة ثم عادا معا الى القصر..

رأت هزان جينك يتقدم نحوها و من خلفه اطل ياغيز و بدا مهموما و هادئا اكثر من اللازم..سألت هزان بقلق" ماذا حدث؟ هل تعاركتما؟ صرت افهم الآن سبب عدم اتفاقكما بأية طريقة كانت..العداوة بينكما تاريخية و قديمة..لكن هذا لا يمنع ان تعاملا بعضكما بشيء من التفهم لأجلي..ارجوكما" رفع جينك يديه باستسلام و قال" على رسلك هزان..لم نتعارك و لم نتخاصم..التقينا مصادفة في الحديقة و تحدثنا قليلا ..هذا كل ما في الامر..لا تقلقي" نظرت هزان الى ياغيز كأنها تسأله هل هذا الكلام صحيح فهز برأسه و قال" ما يقوله صحيح..لا تقلقي" ابتسمت هزان و قالت" تمام..هذا جيد..ياغيز..هيا نذهب الى الجامعة..لقد تأخرت" سبقها نحو السيارة و فتح لها الباب..التفتت هي الى جينك و قالت" نلتقي لاحقا..اعتني بنفسك" لوح لها جينك بيده و هو يقول" و انت ايضا..الى اللقاء" ..ركبت هزان بجانب ياغيز و قبلته على خده فابتسم و انطلق بالسيارة..وصلا بعد دقائق الى الجامعة..دخلت هزان الى المدرج و قضت ساعات و هي تلقي محاضراتها..و ما ان انتهت حتى خرجت مسرعة للقاء ياغيز الواقف في الخارج..همست و هي تسير بجانبه نحو السيارة" اشتقت اليك" نظر اليها ياغيز لوهلة نظرة عميقة ذات معنى ثم رد" و انا ايضا" ..وصلا الى مرآب السيارة المظلم و كان المساء قد حل..اتخذ ياغيز مكانه خلف المقود و قبل ان يتحرك بالسيارة وضعت هزان يدها على يده و قالت" لا تتحرك" قطب جبينه و سأل بقلق" لماذا؟" لم تجبه هزان بل تحركت لتجلس على ساقيه..بدا الاضطراب واضحا على وجهه و تمتم" هزان..ماذا تفعلين؟ نحن في المرآب..و قد يرانا احدهم" همست و هي تدفن وجهها في رقبته" ارفع البلور الأسود الذي يمنع الرؤية..و لا تقاومني..اشتقت اليك كثيرا" نظر اليها ياغيز بتردد فقالت بإصرار" هيا" تأفف ياغيز بنفاذ صبر و قلة حيلة و فعل ما طلبته..صارا معزولين عن العالم الخارجي..و صار مستحيلا ان يراهما احد..شعر ياغيز بحرارة انفاس هزان تحرق بشرته الباردة..تمتم بصوت مبحوح" هزان..انت تفقدينني صوابي" همست في اذنه" ليكن..فلنجن معا..من جديد..أنا اريدك..الآن..و هنا" و قربت شفاهها من فمه فاحتواهما ياغيز بين شفتيه و اخذ يقبلهما برغبة و شغف..لفت هزان ذراعيها حول عنقه و بادلته قبلاته المجنونة..

حب من عالم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن