الفصل الرابع و الثلاثون

1K 39 0
                                    

رافقت ميلدا هزان الى غرفتها فيما اعترض جينك طريق ياغيز و منعه من التحرك و الذهاب الى غرفته..حدجه ياغيز بنظرة حادة و سأل" ماذا تريد يا هذا؟ ابتعد عن طريقي" رد عليه جينك ببرود" لماذا عدت أنت ؟ ألا تعلم بأن وجودك معها خطر عليها؟ لماذا تصر على أذيتها؟ لماذا لا تختفي الى الأبد و تدعها تعيش بسلام من دونك ؟" ابتسم ياغيز بسخرية و قال" مثلما عاشت الأربع الأشهر الماضية من دوني؟ أين كنت أنت؟ لا بد بأنك كنت معها..هل استطعت التخفيف عنها أو جعلها تنام بسلام؟ هل كنت تعلم بأنها كانت تعاني من الكوابيس؟ ألم تكن قادرا على رؤية حزنها و وحدتها؟ هل نجحت في جعلها تنسى آلامها؟ اسمع جينك..أنا و أنت نعلم جيدا بأن البروتوكول يمنعني من فضحك أمامها..و من جعلها ترى حقيقتك..و الا لكنت جعلتها تعرف ذلك منذ زمن..ما يهمني فعلا هو مصلحة هزان..و حمايتها..و منع اصابتها بأي أذى..من أي شخص..حتى و لو كان أنت..أو أنا..لذلك لا تقلق..و كن لها الصديق الذي تحتاجه كما كنت دائما..و اياك ان تعترض طريقي مرة أخرى" هم ياغيز بالتحرك لكن جينك منعه و هو يقول" لكن أنا لا أريد أن أكون صديقها..أنت تعلم جيدا بأنني أحبها..و أتمنى ان تحبني و أن تكون لي..أنت تسيطر على عقلها و تجذبها نحوك بقوة الى درجة لا ترى معها غيرك..لو تختفي انت و .." قاطعه ياغيز" لن تحصل على فرصة معها حتى لو اختفيت أنا..انت تعلم ذلك جيدا..انها تحبني أنا..و صدقني..لو حدث و اختارتك أنت و اختارت أن تبقى معك أنت..فأنا سأنسحب عندها بهدوء..هزان هي من تختار مع من تبقى و من تحب..الخيار خيارها و ليس خيار أحدنا..افهم هذا..و اسمح لي بالمرور" ابتعد ياغيز عن جينك الذي قال" لكنني لن أستسلم..سأحاول دائما أن أكسب حبها و أن أفوز بقلبها..لن أستسلم أبدا سيد ياغيز" تجاهل ياغيز كلامه و اتجه الى غرفته..وضع حقيبة ملابسه ثم صعد مسرعا الى غرفة هزان..

استلقت هزان على سريرها فسألتها ميلدا" هزان..بنيتي..هل تحتاجين الى شيء؟ هل تريدين شيئا ما؟ ارجوك لا تترددي في طلب ما تريدين مني..أنا موجودة هنا من أجلك..أتمنى أن تتقبليني و أن تسمحي لي بأن أساعدك و أعتني بك" نظرت هزان الى وجه المرأة و عيونها..كان كل شيء فيها يوحي بصدقها و بصدق مشاعرها تجاهها..هزت برأسها و أجابت" شكرا لك..أنا لا أحتاج شيئا الآن..أريد فقط أن أنام..و اذا احتجت الى شيء..سأطلبه منك..اعدك بذلك" ابتسمت ميلدا بسعادة و عانقت هزان بقوة ثم خرجت و اغلقت الباب خلفها..همت هزان بالنهوض من سريرها لكي تذهب الى ياغيز لكنها فوجئت به واقفا أمامها..حملقت فيه و سألت بقلق" كيف عرفت بأنني اريد رؤيتك الآن؟ هل حقا تستطيع قراءة الأفكار" اقترب منها ياغيز و ضغط على كتفها بخفة لكي تعود الى الاستلقاء ثم جلس بجانبها و أجاب" نعم..أنا قادر على سماع افكار البشر كلهم..إلا أنت..أنت الشخص الوحيد الذي اعجز عن سماع ما يفكر فيه" فغرت هزان فاها بدهشة و سألت" واااو..هل أنا مميزة الى هذه الدرجة؟ مالذي يجعلني خاصة جدا هكذا؟" ضمها ياغيز اليه و رد" أنت حقا مميزة هزان..كنت طيلة سنوات أنتظر الشخص الذي سيظهر أمامي و الذي سأكون عاجزا عن قراءة افكاره..و ظهرت أنت..ما سأقوله الآن قد يخيفك قليلا..لكن لا تقلقي..لن أؤذيك أبدا" هزت هزان برأسها فأضاف" رائحة دمك مميزة و خاصة جدا بالنسبة لي..أتمنى تذوقه و امتصاصه..لكنني أنجح في السيطرة على نفسي بسبب حبي الكبير و عشقي لك..هل أخفتك؟" رفعت هزان عيونها نحوه و قالت" لا..لست خائفة منك..الأمان الذي أشعر به و أنا هنا..معك..و بين ذراعيك..لا يمكن أن يتغير..يبدو أن العشق يفعل فعله بكلينا..هو يجعلنا نتخطى كل مخاوفنا و يجعلنا نتغلب على كل العوائق..أحبك ياغيز" ابتسم و رد" و أنا أيضا حياتي" صمتت هزان قليلا ثم سألت" ياغيز..هل لي أن اعرف كم عمرك؟" اجاب" ثلاثون سنة" قالت" و منذ متى و أنت في عمر الثلاثين؟" قطب ياغيز جبينه و اجاب" منذ مئتي سنة" حملقت فيه هزان باستغراب و قالت" حقا؟ هذا يعني بأنك رجل مسن جدا..و أنا لا ارافق الرجال المسنين" عبس ياغيز فضربته هزان بخفة على كتفه و قالت" أنا أمزح حبيبي..لا تعبس هكذا..أنا أحبك بكل حالاتك و كيفما كنت..كن واثقا من ذلك" اقتربت منه هزان و قبلته بخفة ثم عادت لدفن رأسها في صدره..

حب من عالم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن