ابعد ياغيز رأسه عن هوليا و هم باللحاق بهزان عندما وقف جينك امامه معترضا طريقه..تمتم ياغيز بصوت خافت" ابتعد من طريقي" رد جينك بعصبية"لن أفعل..توقف عن ايذاءها" نظر ياغيز الى جينك بعيون تغير لونهما و قال" لا تتدخل انت..هذا ليس من شأنك..ثم لا تنسى بانني حارسها الشخصي..و من واجبي أن أكون معها اينما ذهبت..ابتعد" لكن جينك وضع يده على كتف ياغيز و صاح به" لا تفقدني صوابي..هزان معي الآن و انا المسؤول عنها..اهتم انت بحبيبتك و دعني انا اعتني بها" أزاح ياغيز يده عنه بعصبية و رد" اسمع يا هذا..أقسم بأنني سأنسى كل شيء يمنعني من تحطيم رقبتك و قتلك اذا لم تبتعد من أمامي الآن" اشتعل جسد جينك غضبا و كان يفصل على تحوله الى ذئب لحظات قليلة..صارت عيون ياغيز زرقاء داكنة و هم بالتكشير عن أنيابه عندما وقفت هوليا بينهما و هي تقول" عودا الى وعيكما انتما الاثنان..ابتعدا عن بعضكما و لا تنسيا أننا في مكان عام يعج بالناس..اهدئا و افترقا كل الى مكانه..هيا" تراجع ياغيز الى الخلف و أسرع جينك بالخروج الى الخارج..اختفى بين أشجار الغابة المتاخمة للمباني الشاهقة المجاورة للملهى و اخذ يركض بسرعة و ما هي الا لحظات حتى تحول الى ذئب ضخم بني اللون و أخذ يعوي بصوت يشق صمت الكون..اسرع ياغيز نحو الحمام و دون ان ينتظر خروج هزان فتح الباب و دخل..رفعت هزان رأسها و نظرت اليه بعيون تكسرت اهدابها و سالت كحلتها و سألت بعصبية" ماذا تفعل هنا؟" اقترب منها و اجاب" أنا هنا لكي اهتم بك..كيف تشعرين؟" ابتسمت هزان بسخرية و قالت" كيف اشعر؟ هل حقا تريد أن تعرف كيف أشعر؟ أشعر و كأن الحيطان تتهاوى على رأسي..أشعر و كأن قلبي سيغادر صدري من الألم..أشعر و كأن الهواء الذي أسحبه الى داخلي يحرق رئتي و يوجعهما..أشعر و كأنني أموت ببطء..هل عرفت الآن كيف اشعر؟ هل فهمت الآن سيد ياغيز؟" تقدم ياغيز منها فتراجعت الى الخلف و هي ترفع يديها في وجهه و تقول" لا تقترب..لا تلمسني..لا أريد أن أذل نفسي أكثر من هذا..لا أريد أن أضع كرامتي و عزة نفسي تحت قدمي و ادوسهما..لا أريد أن أنسى بأنك مرتبط بأخرى و تحبها و ستتزوج قريبا..أرجوك..لا تقترب مني..ابتعد عني" واصل ياغيز تقدمه نحوها حتى التصق جسده بجسدها..قرب يده منها و راح يمرر اصابعه على وجهها ببطء و يمسح دموعها الغزيرة..حملقت فيه هزان و هي تشعر بأنفاسه تلامس وجنتيها..لفحتها رائحة جسده المغرية و التي تنسيها نفسها..سألته بصوت مبحوح" لماذا تفعل هذا؟ لماذا تهتم بي و بمشاعري؟ لماذا تعاملني بلطف هكذا؟ لماذا تنظر الي هكذا و كأنك تعشقني؟ لماذا ياغيز؟ لماذا تعذبني و تؤذيني بهذه الطريقة؟.." ..
صمت ياغيز و لم يجد كلاما يجيبها به..ان قال أنه يحبها فسيعطيها أملا بعلاقة طبيعية لن يكون قادرا على ضمانها لها..و ان واصل الحديث عن الواجب و المسؤولية فسيجرحها و يؤذيها أكثر..وجد نفسه واقعا بين نارين كلاهما يحرق جنبيه و يكويه بلا رحمة..حبه لها و جنونه بها من جهة..و من جهة خوفه عليها من نفسه و من عشيرته و من ردة فعلها اذا عرفت حقيقته..امام صمته احاطت هزان وجهه بيديها و همست" ياغيز..أرجوك لا تصمت هكذا..قل شيئا..كذب احساسي او أكده..أشعر بأنك تحبني لكنك تكابر و تخفي و تحاول ابعادي عنك..هل هذا صحيح؟ هل ما اراه في عيونك الآن صحيح؟ أخبرني ارجوك..أشعر بان حياتي و موتي مرهون بكلمة ستقولها شفاهك..تكلم..و لا تبقى صامتا هكذا..أرجوك" وضع ياغيز جبينه على جبينها و غمغم بصوت مبحوح" و ماذا عساي أن اقول هزان؟ كيف أجيبك على أسئلتك هذه؟ كيف اريحك من عذابك و في نفس الوقت كيف أحميك؟ ليت الأمر كان سهلا كما تظنين..ليتني استطيع أن أسمعك الكلام الذي ترغبين فيه..ليتني أقدر أن أطفئ هذه النار التي تشتعل داخلك..ليتني أتمكن من انقاذك من هذا الالم الذي أنا سببه..لكنني لا أجد سوى الصمت كحل لمأساتي..هزان..أنا آسف..أنا لست الرجل المناسب لك..و من الأفضل لك أن تبقي بعيدة عني..أنا شخص سيء و خطير..أنا لن أجلب لك سوى الأذى و الألم..هيا لنذهب من هنا لو سمحت..و سأجد حلا لهذا الوضع الصعب الذي وقعت فيه بسببي" حملقت فيه هزان و سألت بقلق" و ماذا ستفعل؟ لا تقل بأنك ستتخلى عني و ستكف عن حراستي؟" تراجع ياغيز الى الخلف و اجاب" نعم..هذا هو الحل المناسب..انا.." صاحت به هزان" لا..مستحيل..لن اقبل ذلك..لن اوافق أن تتركني و تتخلى عني..مكانك بجانبي..انا أشعر بالأمان بوجودك..لن احتمل فكرة أن تغيب عن ناظري و ألا اراك كل يوم..تمام..فهمت انك لا تحبني..لذلك لن اضغط عليك و لن أجبرك على حبي..افعل ما تشاء..ابقى مع حبيبتك و تزوجها اذا أردت..لن ازعجم و لن اعترض طريقك..لن اقف حاجزا امام سعادتك..لكن لا تذهب الى أي مكان..أرجوك..ابقى معي..كحارسي الشخصي فقط..و لن أطالبك بأي شيء آخر" هز ياغيز برأسه و قال" تمام..هزان..آسف مرة أخرى..أكره أن أتسبب في دموعك و في ألمك..لكن" قاطعته هزان و هي تتحرك نحو الباب" لا تقل شيئا..هيا نخرج من هنا" وضعت هزان يدها على المقبض و حاولت فتح الباب لكنه أبى أن يفعل..حاولت مرة اخرى لكنه كان عائقا..و في نفس اللحظة انقطعت الكهرباء و عم الظلام المكان..تسارعت انفاس هزان و ارتعد جسدها خوفا..كانت تخاف الأماكن المغلقة و المظلمة..قالت بصوت مرتعش" ياغيز..اين انت؟ اقترب لو سمحت..أنا خائفة"..
أنت تقرأ
حب من عالم آخر
Lãng mạnقد تصادفكم قصص حب غريبة و مختلفة..و قد تتخيلون حكايا متفردة و نادرة لعشاق يلتقون و يفترقون و قد يجتمعون في النهاية و يكتبون نهاية سعيدة لقصتهما..أما هذه القصة فهي لا تشبه مثيلاتها من القصص..و حكاية الحب هذه لا يمكن لعقولكم أن تستوعبها..لأنها ببساطة...