الفصل الثامن

1.1K 49 1
                                    

في الصباح..استيقظت هزان على الساعة الثامنة و نزلت الى الأسفل حيث كان والدها ينتظرها على الفطور..قبلت خده و جلست قبالته و هي تقول" صباح الخير..اشعر بحماس كبير لقضاء اليوم مع جينك..اريد القيام بأمور لم اقم بها من قبل..هذه الحياة الروتينية لا تليق بي" ابتسم ابوها و رد" هذا جيد..لكن كوني حذرة يا ابنتي..اياك و التهور..افهم حبك للمغامرة لكنني لست مستعدا لخسارتك" ربتت هزان على يد امين و قالت" لا داعي للقلق..ساكون حذرة جدا" ثم التفتت الى ياغيز الواقف خلفها و قالت" لن يكون هناك داع لتواجدك معي اليوم..حرس جينك الخاص سيكونون برفقتنا..تستطيع اعتبار نفسك في اجازة اليوم" نظر ياغيز الى أمين الذي قال" هزان..يا ابنتي..أنا لا أستطيع أن أثق بأحد و أؤمنه عليك سوى ياغيز..حرس جينك يحرسونه هو لأنه ابن رئيس الوزراء..و انت؟ ماذا اذا اصابك مكروه بسبب اهمالهم؟ لا..لن ارضى بهذا..يجب ان يرافقك ياغيز..انها الطريقة الوحيدة لكي اكون مطمئنا عليك" اعترضت هزان" لكن.." قاطعها ابوها" ارجوك يا ابنتي..هذا افضل لكلينا..يجب » ان يكون ياغيز معك" مررت هزان يدها بعصبية على عنقها و قالت بعد صمت" مع انه لا داع لوجوده..لكنني سأقبل من اجلك انت فقط يا أبي" نظر ياغيز الى أمين و أومأ له برأسه لكي يطمئن..بعد ساعة..توقفت سيارة جينك في مدخل القصر و برفقته سيارة اخرى مخصصة لحرسه..ارتدت هزان سروال جينز ازرقا و قميصا اسودا و حذاءا رياضيا ثم ركبت مع جينك الذي كانت الابتسامة تعلو وجهه..سألته" حسنا..الى اين سنذهب اولا؟" رد" انها مفاجئة..اعدك فقط بأن يكون اليوم مميزا و لا يشبه غيره..ثقي بي" مدت هزان يدها و فتحت الموسيقى العالية و راحت تحرك يديها و تغني..اما ياغيز فانظم الى فريق الحراسة في السيارة الثانية..بعد دقائق..وصلوا الى ميدان كبير للسباقات..ترجل جينك و هزان من السيارة ليجدا سيارتي سباق من نوع فيراري في انتظارهما..صاحت هزان بحماس" واااو..هذا رائع..لطالما اردت أن اقود سيارة كهذه" نظر اليها جينك و قال" و انا أيضا..هيا لنتسابق" ركبت هزان سيارتها الحمراء فسارع ياغيز للركوب معها..رمقته هزان بنظرة حادة و سألت" ماذا تفعل هنا؟ هيا انزل لو سمحت" رد ياغيز ببرود" لا..لن افعل..ان كنت ستقومين بهذا الهراء فسأكون معك..لن اسمح لأي مكروه بأن يصيبك" حاولت هزان الاعتراض لكن امام اصراره صمتت و حاولت التركيز على السباق..انطلقت السيارتان بسرعة جنونية ..مرة تسبق هذه و مرة الأخرى..كانت الابتسامة تعلو وجه هزان و تزيد من جماله و جاذبيته..و كان الحماس باديا عليها..اما ياغيز فكان يتأملها و يراقب الطريق تحسبا لأي طارئ..

استطاعت هزان في نهاية المضمار أن تتفوق على جينك و تسبقه فترجلت من السيارة و هي ترفع يديها و تصيح فرحا بانتصارها..ابتسم جينك و قال" مبروك فوزك في الجولة الأولى هزان هانم..لكن مازال امامنا الكثير من الجولات..لا تفرحي كثيرا" ابتسمت هزان و ردت"تمام..سأنتظر أن اهزمك بالضربة القاضية..و عندها سأفرح كما يجب" ..انتقلا فيما بعد الى القفز من الطائرة باستخدام المظلات الهوائية..حاول ياغيز ان يقنع هزان بعدم خوض هذا التحدي لكنها كانت مصرة على القيام به..فأصر بدوره على مرافقتها..ربط نفسه بها و عندما حان الوقت قفزا معا من الطائرة..فك ياغيز حزام المظلة الهوائية في الوقت المناسب و راحت الرياح تأخذهم ذات اليمين و ذات الشمال الى أن نزلا في النهاية على الارض و قد سبقا جينك و تفوقا عليه..اتجه الجميع فيما بعد الى منطقة جبلية عالية اعلن فيها جينك بأنهم سيقومون بالتحدي الأخير و هو تسلق الجبل..كانت المغامرة على قدر عالي من الخطورة لكن هزان كانت تعشق المغامرات و تصر على القيام بها..وقف ياغيز يراقبها و هي تثبت الحبال حول خصرها..و لأن الحبل لم يكن قادرا على حمل شخصين معا..أصرت هزان على أن تتسلق لوحدها دون مرافقته لها..و لم يثنيها تغير الطقس و لا تلبد السماء بالغيوم عن القيام بهذا التحدي الأخير..نظر اليها جينك المثبت بالحبال هو الآخر و اعطى اشارة الانطلاق..راح كلاهما يتسلق الجبل خطوة بعد خطوة في محاولة للتفوق على الآخر..وقف الحرس عند قمة الجبل في انتظار وصول المتسلقين..و على وجه ياغيز بدت ملامح القلق و التوتر..أغمض عينيه بشدة لوهلة كأنه يحاول السيطرة على الافكار السوداء التي تتوالى عليه ثم فتحهما و بقي يراقب ما يحدث..وصلت هزان الى منتصف الطريق قريبا عندما اخذ حبلها يهترئ و يتآكل من الاعلى دون ان تنتبه اليه..واصلت صعودها نحو الأعلى دون ان تعلم بأن كل خطوة تأخذها صعودا كانت تمهد لنزول مدوي الى الأسفل..و لعل ما حدث في اللحظة التالية كان مرعبا و مفاجئا و مخيفا..لقد انقطع الحبل فجأة و شعرت هزان بأنها تتهاوى الى الأسفل..انطلقت صرخة مدوية منها و هي توقن بأن النهاية قد حانت..ماذا حدث بعد ذلك..و كيف وجدت نفسها تقف على ساقيها اللتان لامستا الارض..لا تعلم..كانت عيونها مغمضة في استسلام للحظة ارتطام ستأتي لا محالة..لذلك لم تشعر بشيء..و لم تفهم ما جرى..و كأن هناك يدا خفية التقطتها و أنزلتها بسلام الى الأسفل..فتحت هزان عينيها و نظرت حولها لكنها لم تجد أحدا..نظرت الى الأسفل فوجدت نفسها تقف على ساقيها دون ان يحدث ذلك الارتطام الذي كانت واثقة منه...

حب من عالم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن