وجد ياغيز نفسه ينساق معها و يجاريها في سيل من القبلات المحمومة..كيف له أن يقاومها و ان يبقى جامدا امامها و هو يعشقها الى هذا الحد الكبير الذي لا يستوعبه عقله..كيف له ألا يتأثر بها و باقترابها منه في حين هو يذوب بمجرد ان تضع يدها على يده و تلامسه..كيف له ألا يقبلها و لا يلتهم شفاهها و هو الذي كان يحلم بتلك اللحظة منذ سنوات طويلة..تعلقت هزان بعنقه و اخذت تلامس خصلات شعره الكثيف من الخلف..لم ينفصلا لحظة واحدة..لم يبتعدا عن بعضهما..لم يتوقفا عن تبادل القبلات و كأن واحدهما عطش للآخر و يريد أن يروي ضمئه..يتشاركان نفس الهواء و يرتبطان برباط أبدي لا يقوى أي شيء على تقويضه..وضع ياغيز يديه حول خصر هزان و قربها منه حد الالتصاق..لا يريدها أن تبتعد و لا أن تتراجع..يريدها أن تستمر بحبه بنفس هذه الطريقة الجنونية التي تحبه بها الآن..يريدها أن تظل قوية و جريئة و عاشقة و ألا تتوقف عن حبها له مهما حصل..و حتى ان حدث و عرفت حقيقته البشعة تلك..هذا كل ما يتمناه و ما يريده..رغم انه امر يشبه المستحيل..فكيف لها أن تستمر بحب وحش يعيش على الدماء؟ كيف لها ان تعشق جثة حية لا تجلب معها سوى الموت و الظلام؟ كيف لها ان تستأمنه على نفسها و على حياتها و ان تثق به و هو يرغب في امتصاص دمها و يجن برائحته؟ لذلك اراد ان يعيش معها هذه اللحظات قبل فوات الأوان..لذلك انهار و اعترف لها بحبه لعله يستطيع أن يرتوي منها و من حبها قبل ان تكرهه و تحتقره و تشمئز منه..امتص شفاهها بنهم..سحب كل شفة على حدا و استمتع برحيقها الرائع..غار بلسانه في اعماق فمها و راقص لسانها تحت وقع قبلاتهما العنيفة و العميقة..تمتم بين تمازج الشفاه " اعشقك هزان..أهيم بك" رفعت هزان عيونها نحوه و كأنها لا تصدق اعترافاته المتتالية..ابعد هو رأسه عنها و قال و هو يبتسم" صدقي هزان..لقد كنت زلزالا عنيفا ضرب اركان قلبي و هز كل كياني..حاولت الهرب منك و معاملتك ببرود لكنني لم انجح..انت كالنار تحرقينني و تجعلينني استمتع بهذا الحريق..آااااه هزان..لو تعلمين كم انتظرتك" لامست هزان وجهه و ردت بصوت مرتعش" و ها أنا معك الآن..اعلم بأنك لم تعش قبلي هذا العشق و هذا الشغف لذلك كنت تنتظرني..ها انا معك و بين يديك..و أنا اعشقك ياغيز..كل ما فيك يشدني نحوك دون تعقل او منطق..و تتحدث عن اللهب و الحرائق ؟ الا تشعر باحتراقي و ذوباني بين يديك؟ الا تحس بجسدي الملتهب المتأثر بقبلاتك و لمساتك؟ لا افهم ذاتا كيف تنجح في الحفاظ على برودة جسدك حتى خلال هذه اللحظات الحميمة..انا احسدك على هذا صراحة"..
تجهم وجه ياغيز و هرب بعيونه منها و كأنه يطلب منها دون كلام ألا تسأل أسئلة لن يكون قادرا على الاجابة عليها..تعلقت هزان بكتفيه تعانقه بشدة و تحتبسه بين ذراعيها و الابتسامة لا تفارق محياها..كانت سعيدة بانهياره و ضعفه امامها و بتخليه عن بروده و انكاره و اعترافه بحبه لها..همس ياغيز بصوت مبحوح" هزان..يجب أن نذهب الى القصر..لقد تأخرنا" ابتعدت عنه قليلا و هي تسأل" لن تذهب اليها أليس كذلك؟" اجاب" لا..لا تقلقي..لن اذهب" صفقت هزان بسعادة و قالت" تمام..الآن صار بامكاني أن أرتاح..هيا لنذهب" ركبا السيارة و انطلقا نحو القصر..كان جينك جالسا مع أمين و ميلدا عندما دخلت هزان و قالت مبتسمة" مرحبا..كيف حالكم؟" نظر ابوها الى وجهها المنشرح و رد و هو يفتح ذراعيه لها" نحن بخير مادامت صغيرتنا بخير..تعالي الى أبيك" عانقته هزان بشدة ثم قبلت خديه و هي تقول" شكرا ابي العزيز" ..تقدمت من جينك و صافحته و جلست بجانبه فسأل" ما سر هذه الابتسامة الجميلة؟ هل زال غضبك مني؟" غمزته و تمتمت" سنتحدث فيما بعد" ثم نظرت الى الخادمة و سألتها" نيفين..هل العشاء جاهز؟ أنا أكاد أموت جوعا" هزت الخادمة برأسها و تحركت نحو المطبخ و ما هي الا لحظات حتى اجتمع الجميع حول المائدة..أكلت هزان بشهية و كانها لم تأكل منذ أسبوع ..قالت و هي تمضغ لقمة" الطعام لذيذ جدا" قالت ميلدا" أنا من أعددته..أسعدني أنه اعجبك" ابتلعت هزان لقمتها و ردت بلطف" لتسلم يداك" ابتسمت ميلدا بسعادة فربت أمين على يديها و كأنه يقول ألم أقل لك بأن هذا سيحدث..انهت هزان طعامها و نظرت الى جينك و قالت" انتظرك في الحديقة" و خرجت مسرعة ..في غرفته..وضع ياغيز الزجاجة الفارغة على الطاولة القريبة منه و أغمض عينيه محاولا السيطرة على ذلك اللون القاتم الذي اكتسى لونهما بعد أن احتسى الدماء..فتح عيونه و نظر من النافذة فرأى هزان تمشي مع جينك و هي تضحك و تمرح..قطب جبينه و تأفف بضيق..يكره أن يراها مع ذلك المستذئب..يكره ان يراه قريبا منها..يكره ان يحادثها و ان يضحك معها..يكره وجوده بقربها..و ليته يستطيع أن يبعده عنها و ان يمنعها من لقاءه..لكنه واثق من انها بأمان معه هو أكثر من وجوده هو معها..جينك لا يمثل خطرا على هزان الا اذا غضب و فقد السيطرة على نفسه..أما هو فيمثل خطرا عليها في كل لحظة يكون فيها قريبا منها..و ذلك أكثر ما يضايقه و ما يزعجه..
وقفت هزان بجانب جينك و سألت و هي تقطب جبينها" هل لي أن تعرف لماذا اختفيت ليلة البارحة؟ لماذا تركتني فجأة دون أي تبرير؟ ماذا لو لم يكن ياغيز هناك لكي اعود معه؟ هل نسيت بأنني ذهبت بسيارتك انت؟ صراحة انا غاضبة منك جدا" اقترب جينك منها و لامس وجهها بأصابعه و هو يهمس" آسف..أتمنى أن تعذريني..لقد طرأ لي عمل مستعجل و لم استطع ان اخبرك..أعتذر..هيا لا تغضبي و لا تسمحي لابتسامتك الجميلة بأن تختفي" تراجعت هزان قليلا و قالت" تمام..لكن عدني بألا يتكرر هذا" ابتسم جينك و رد" تمام..اعدك..لن اتركك لوحدك مرة اخرى..هيا..ابتسمي..و الا لن استطيع أن انام هذه الليلة" ابتسمت هزان و قالت" اشفقت عليك..لكن اذا تكرر الأمر مرة أخرى فلن اسامحك..هل فهمت؟" هز جينك برأسه و اجاب" نعم..فهمت" ضحكت هزان و قالت" و الآن حدثني عن عملك و عن نشاطاتك السرية" و اخذا يمشيان معا و يتجاذبان أطراف الحديث..بعد حوالي الساعة..ودع جينك هزان مقبلا اياها على خديها ثم ركب سيارته و غادر فيما تحركت هي عائدة الى غرفتها..نظرت الى غرفة ياغيز فرأتها مظلمة ..ابتسمت و همست" ليلة سعيدة حبيبي" ثم صعدت الى غرفتها..لم تكن متعبة و لا راغبة في النوم..جلست خلف مكتبها و ارجعت رأسها الى الخلف و عيونها مغمضة..راجعت في ذاكرتها كل لحظة قضتها بين ذراعي ياغيز..مازالت تشعر بشفاهه تلتهم شفاهها و بيديه تضغطان على جسدها..مررت لسانها على شفتيها و كأنما لتستشعر آثار قبلاته عليهما..حركت يدها على الطاولة فوقع كتاب من الكتب التي احضرتها اليوم من المكتبة..التقطته و اخذت تتصفح اوراقه..تذكرت عندئذ بأنها لم تجد كتابا يتحدث عن مصاصي الدماء..فتحت حاسوبها و نقرت على لوحة مفاتيحه كلمات مفادها بحث عن كل المعلومات حول مصاصي الدماء..و ما ان فعلت حتى انقطعت الكهرباء و أظلم القصر بأكمله..كانت هزان تخاف الظلام و تكرهه..جمدت في مكانها و أخذت تتنفس بسرعة..سمعت فجأة صوت وقع اقدام تقترب منها..ارتعد جسدها خوفا و سألت بصوت مرتعش" من هذا؟"..
![](https://img.wattpad.com/cover/239446261-288-k934801.jpg)
أنت تقرأ
حب من عالم آخر
Romanceقد تصادفكم قصص حب غريبة و مختلفة..و قد تتخيلون حكايا متفردة و نادرة لعشاق يلتقون و يفترقون و قد يجتمعون في النهاية و يكتبون نهاية سعيدة لقصتهما..أما هذه القصة فهي لا تشبه مثيلاتها من القصص..و حكاية الحب هذه لا يمكن لعقولكم أن تستوعبها..لأنها ببساطة...