احاطت هزان وجهه بيديها و وضعت جبينها على جبينه و تمتمت بصوت مرتعش"ياغيز..حبيبي..لماذا تحمل نفسك وزر خياري؟ أنت تظن بأنني لا اعلم ما اطلبه و ما أريده..و تعتقد بأنني مجرد فتاة مجنونة تجازف بكل شيء لكي تكون مع حبيبها..لست كذلك..أنا أعلم جيدا بأنني لا أريد حياة لست فيها..لا أريد أن أفترق عنك..لا أريد أن أعيش من دونك..لا أريد أن أهرم و أشيخ و تتغير ملامحي و اموت أمامك فأؤلمك بذلك و أحزنك..لا أريد أن تشهد موتي و أن تنهي حياتك بسببي..أريد أن نعيش معا..و أن نموت معا..أريد أن أكون مثلك..و أعيش حياتك انت..حتى و لو لم تكن حياة طبيعية..و ماذا أعطتني الحياة الطبيعية؟ هل اعطتني السعادة؟ لا..هل اعطتني الحماية؟ لا..لقد سرقت مني أبي دون ان استطيع حمايته..لقد تركتني بلا أحد..و لم ينفعني سواك..لم يحمني سواك..لم ينقذني سواك..لم يحتويني و يحنو علي سواك..لم يعطني احد الأمان و الاطمئنان و السعادة و الحماس و الأمل سواك..لذلك أريدك أنت..و أريد حياتك أنت..و أريد حبك أنت..و أريد العيش معك أنت..أنا أؤمن بأن القدر هو الذي جعلنا نجتمع و هو الذي زرع حبك في قلبي و هو الذي يخبئ لي في طياته أن أكون مصاصة دماء..أنا اخترت و لست نادمة على خياري..و أعي جيدا مدى صعوبة و خطورة هذا الخيار..لكنني مصرة على هذا..و لن تستطيع أية قوة أن تثنيني عن قراري..انظر الي حبيبي..انظر الي..انا احبك و أريدك و لن أتراجع عن خياري..لذلك لا تحمل نفسك مسؤولية خياري و قراري..و لا داعي لاحساسك بالذنب..فلنمضي في طريقنا معا..يدا بيد..و الباقي لا يهم..سنتحمل كل شيء معا..و سنكون أقوى ما دمنا معا..هل فهمتني حبيبي؟" وقف ياغيز و تأفف بضيق و اخذ يمرر يده خلال خصلات شعره الكثيف و هو يقول بنبرة عجز و استسلام" ماذا افعل معها؟ ماذا افعل؟ مجنونة و بلا عقل" اقتربت منه و لفت عنقه بذراعيها و قالت بإصرار" و أحبك..اياك ان تنسى ذلك"..
نظر اليها ياغيز و سأل" لن أنسى..هل من طلبات أخرى؟" هزت هزان برأسها و ردت"نعم..هناك طلب آخر دون غيره..لا أريد سواه" قطب ياغيز جبينه و قال" مالأمر؟ اطلبي هزان هانم" اجابت" أريد أن نقيم علاقة معا..و أنا بشرية..هكذا..قبل أن تحولني" ابتعد ياغيز عنها و قال بعصبية" هزان..هل جننت؟ هل تريدين أن تنتحري؟ هل تريدين أن أؤذيك؟ ألم اخبرك في السابق بأن العلاقة الجسدية بيننا الآن مؤذية و خطر عليك..لا أستطيع أن أفعل بك هذا..يكفيني هذا الشعور القاسي الذي أشعر به الآن..انسي هذا" قالت هزان و هي تقترب منه" ياغيز..أنا أعلم جيدا بأنك لن تؤذيني..أريدك أن تفهمني..و إنا انسانة عادية أستطيع أن أتفاعل معك و أن اشعر بكل لمسة منك..سيكون جسدي حارا و قادرا على الاحساس بك..اريد أن تكون العلاقة الآن ..و أريدك أن تحقق لي ما ابتغيه..ياغيز..أنت اول رجل في حياتي..أول رجل يلمسني..و أريد أن أكون معك و أنا دافئة و جسدي كله حياة و حرارة..اريد لأول مرة أن تكون هكذا..عندما اتحول سأصبح باردة و لن استطيع الشعور بما سأشعر به الآن..أرجوك ياغيز..لا ترفض لي هذا الطلب..أرجوك..ان كنت تحبني حقا..حقق لي هذه الرغبة" نظر اليها طوال لحظات دون ان ينطق بحرف ثم تمتم بصوت خافت" هيا لنعد الى القصر" و سبقها فلحقته دون أن تتكلم..اعترضتهما هوليا فعانقتها هزان و همست بكلمة " شكرا" فربتت هوليا على ظهرها و ردت" لا داعي لشكري..لقد قلت الحقيقة كما رأيتها و كما بدت لي..انت ستصبحين مصاصة دماء مثلنا..و ستكونين اقوى واحدة فينا..لقد سبق و اخبرت ياغيز بأنكما ستكونان معا الى الأبد..هذا ما رأيته في مستقبلكما" ابتعدت عنها هزان و كررت" شكرا لك هوليا..لولاك انت لما كان ياغيز قبل بأن يحولني..و لما كان وافق على رغبتي..سأعترف لك بأمر..لطالما غرت منك و حقدت عليك عندما كنت تظهرين مع ياغيز و عندما كان يخبرني بأنكما معا..لكنني الآن أريد أن اخبرك بأنني أريد أن نكون اصدقاء..انت حقا رائعة..و أتمنى أن تجدي شخصا يحبك حقا..لأنك تستحقين هذا"..
نظرت هوليا الى هزان و قالت" شكرا لك هزان..و انا ايضا يشرفني أن أكون صديقتك" عانقتها هزان مرة أخرى ثم لحقت بياغيز تحت انظار كمال الذي كان يراقبهما من أحد أبراج القصر..مشت هزان بجانب ياغيز الذي كان صامتا و هادئا..نظرت اليه و سألت" ياغيز..لقد تأخر الوقت..ما رأيك أن نسرع قليلا؟" ابتسم و رد" اذا أسرعت هزان هانم فلن تكوني قادرة على اللحاق بي" اقتربت هزان منه و قالت" اعلم ذلك..لهذا لدي فكرة رائعة تجعلنا نصل معا في نفس الوقت..دون أن يسبق احدنا الآخر" سأل" و ما هي هذه الفكرة؟" ردت" أن تحملني على ظهرك" ضحك ياغيز بأعلى صوته و قال" انت تأمرين هزان.. تعالي الى هنا" حملها ياغيز على ظهره و ركض بها بأقصى سرعته..تشبثت هزان بكتفيه و هي تبتسم من سعادتها بكونها معه و بقدرتها على عيش هذا الحماس الذي تعيشه بسببه..وصلا بعد لحظات الى القصر..انزلها ياغيز و قال" تعالي لندخل الى القصر قبل أن ينتبه الحراس الينا" لفت هزان ذراعيها حول عنقه و طبعت قبلة على شفتيه و هي تهمس" شكرا لك حياتي لوجودك معي..أنتظرك في غرفتي..لا تتأخر علي..لن انام الا بين أحضانك" رمقها بعيونه العاشقة و قال بقلة حيلة" و هل استطيع أن أرفض لك طلبا هزان؟ تمام..سآتي اليك..و لن تنامي الا بين ذراعي..لا تقلقي" تحركت هزان و همت بالابتعاد عنه عندما لمحت جينك يقترب منهما..نظر الى هزان و القى عليها السلام ببرود ثم نظر الى ياغيز و قال" اريد أن اتحدث معك..اتبعني لو سمحت" اشار ياغيز الى هزان بأن تدخل ثم تبع جينك الى الغابة.
أنت تقرأ
حب من عالم آخر
Romantikقد تصادفكم قصص حب غريبة و مختلفة..و قد تتخيلون حكايا متفردة و نادرة لعشاق يلتقون و يفترقون و قد يجتمعون في النهاية و يكتبون نهاية سعيدة لقصتهما..أما هذه القصة فهي لا تشبه مثيلاتها من القصص..و حكاية الحب هذه لا يمكن لعقولكم أن تستوعبها..لأنها ببساطة...