الفصل الثاني عشر - الجزء الثالث

2.9K 269 13
                                    

الفصل الثاني عشر

بقلم/ عبدالرحمن أحمد
الرداد

اللهم أصلح لى دينى الذى هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، وأجعل الحياة زيادة لي في كل خير وأجعل الموت راحة لي من كل شر.
اللهم أجعل خير عمري آخره وخير عملي خواتمه وخير أيامي يوم ألقاك فيه.

نظر إلى مكتبها بتردد شديد فهو كان يفكر في عدم الذهاب حتى لا يلتقي بها مرة أخرى وجها لوجه لكنه مضطر لهذا حتى يتابع عمله، اتخذ قراره النهائي واتجه إلى مكتبها بخطوات هادئة ثم طرق الباب لترد هي من الداخل:
- أدخل
التقت أنفاسه ورسم الجدية على وجهه قبل أن يفتح الباب بهدوء شديد، رفعت بصرها لتجده هو فنهضت على الفور من مكانها وارتبكت كثيرًا وهي تشير إلى المقعد المقابل لها وتقول:
- آآآ... اتفضل
تقدم برسمية تامة وجلس على المقعد المقابل لها وهو يردد بجمود:
- عايز كل اوراق الشغل بتاعة الفترة اللي فاتت
هزت رأسها بالإيجاب وتحركت من مكانها إلى الخارج لتخبر «اسراء» بجلب تلك الاوراق ثم عادت مرة أخرى وجلست مكانها قبل أن يقول هو باعتراض:
- مش كانت اسراء تجيبه على مكتبي علطول بدل اللفة دي!
لم تعرف ما تقول لكنها تذكرت شيء ورددت على الفور:
- ده علشان أبلغك بحاجة عقبال ما الورق يوصل
رفع أحد حاجبيه وردد بتساؤل:
- حاجة أيه؟
ترددت كثيرًا في إبلاغه حيث أنه كان له دور كبير في بداية هذا المشروع لكنها استقرت على إخباره بالأمر لعل يجد الحل ويصلح هذا الأمر، رفعت بصرها وأردفت بجدية:
- مشروع الفرع التاني حصل شوية مشاكل ووقف، حاولت أرجع الدنيا لكن في مشاكل مع المستثمرين ورافضين أي تمويل وإحنا السيولة اللي معانا متكفيش تكمل المشروع لأن معظم الفلوس اتدفعت للشركات اللي هتغذي الفرع الجديد
مرر أصابعه بين فروة رأسه ليفكر بالأمر قبل أن يقول بسخرية:
- يعني نفذتي اللي أنا كنت رافضه! أنا قولت في البداية المستثمرين مش مضمونين ولازم يبقى معانا سيولة كافية علشان لو حصل حاجة نقدر نكمل المشروع لكن اللي حصل منك عكس ده ويعتبر جيبنا بضاعة ومنعرفش هنبيعها فين أصلا
ظهر الحزن على وجهها وهي تردد بأسف:
- مكنتش أعرف إن المستثمرين هيعملوا كدا
تحدث بداخل نفسه بغضب:
- هتفضلي طول عمرك متهورة، أراهن إنك خدتي عكس قراري علشان تبيني إنك خدتي حقك مني بس جت على دماغك زي ما ندمتي على اللي عملتيه
وأثناء ذلك رددت هي بتساؤل:
- ساكت ليه؟
نهض من مكانه قبل أن يوجه أنظاره تجاهها وهو يقول بجدية:
- أنا هتصرف في الموضوع ده النهاردة وأحاول أحله
ثم رحل من أمامها على الفور واتجه إلى مكتبه ليفكر بحل لتلك المعضلة.

***

قبل أن يُطلق هذا المجهول رصاصته على رأس «يوسف» أسرع وأمسك السلاح بكلتا يديه بحرفية تامة ثم قام بلفه بقوة قبل أن يركله بقدمه ليوقعه أرضًا، اتجه إليه وانخفض ثم قبض على ملابسه بقوة ولكمه في وجهه عدة لكمات وهو يقول:
- واضح إنك متعرفنيش كويس
خرجت الدماء بغزارة من وجهه فتوقف هو عن لكمه وأمسك بسلاحه الذي أخذه منه ووجهه إلى رأسه وهو يقول:
- مجلس الريد لاين عايز يقتلني ليه؟
تنفس هذا المجرم بصعوبة قبل أن يجيبه بضعف:
- أي حد مصري خطر على المنظمة دي
ابتسم «يوسف» بسخرية وأردف:
- يعني أنت اللي من حواري أمريكا بلغتك دي؟
هز رأسه عدة مرات وهو يقول بضعف:
- إحنا اتربينا هنا واتدربنا هنا من واحنا أطفال علشان كدا موثوق فينا
ضحك بصوت مرتفع على كلماته الأخيرة وردد بسخرية:
- اتدربتوا هنا وأنتوا أطفال؟ يا جدع ده أنا مضربتش حد بالسهولة دي قبل كدا تدريب أيه، تتوقع بقى أسيبك ترجعلهم مضروب كدا علشان يعرفوا إن تدريبهم فستك ولا أموتك ويعرفوا بردو إن تدريبهم فستك! أنا محتار
في تلك اللحظة دلف قائد رجال «سيزكا» والمسؤول عن تدريب «يوسف» ونظر إلى مايحدث بتعجب قبل أن يردد باللغة الإنجليزية:
- ماذا يحدث هنا
رفع «يوسف» بصره وأجاب على سؤاله قائلًا:
- إنه من رجال المجلس، تسلل إلى هنا وحاول قتلي لكنني تمكنت منه، كيف سيكون رد فعل سيزكا عندما تعلم ما حدث وأن رجالها غير قادرين على حماية المكان

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن