الفصل الخامس
اللهمَّ لك الحمدُ كلُّه اللهمَّ لا قابضَ لما بسطتَ ولا باسطَ لما قبضتَ ولا هاديَ لما أضللتَ ولا مضلَّ لمن هديتَ ولا معطِيَ لما منعت ولا مانعَ لما أعطيتَ ولا مقربَ لما باعدتَ
********************************
فتحت عينيها على صوت تعرفه كثيرا فوجدتها شقيقتها الكبرى فنهضت بسرعة على عكس عادتها وارتمت في احضانها وهي تقول بشوق وحنين :
- ياسمين اخيرا جيتي
اجابتها براحة كبيرة وحنين :
- جيت يا حبيبتي ومش هبعد عنك كل ده تاني ان شاء الله
ثم ابعدتها عنها قليلا وضمت وجهها بين كفيها وهي تقول متسائلة :
- انتي كويسة ؟
هزت الصغيرة رأسها بالإيجاب واردفت بابتسامة :
- أيوة كويسة و...
وقبل أن تكمل دلف «نائل» إلى الغرفة فاسرعت لتقول بسعادة :
- نائل انت كمان جيت ! أنا فرحانة أوي
ابتسم وانخفض بجسده حتى يصبح في مستوى طولها ثم ضم كتفيها بكلتا يديه وهو يقول بحب :
- إحنا اللي فرحانين علشان رجعنالك تاني يا رورو ، انتي عاملة أيه .. الوضع تحت السيطرة يا سيادة الظابط ؟
عادت بظهرها خطوة إلى الخلف وأدت التحية العسكرية وهي تقول بجدية :
- تمام يا فندم .. كل حاجة تحت السيطرة
تعالت ضحكاته وضمها إلى حضنه فاعترضت «ياسمين» على طريقته واردفت :
- أنت بتشجعها علشان تبقى ظابط يا نائل ؟
رفع رأسه ونظر إليها ليجيبها بهدوء :
- طالما دي رغبتها وحلمها مينفعش حد يقف قصادها ، كل واحد بيحقق اللي هو عايزه مش اللي أهله عايزينه يا حبيبتي .. الواحد لو عنده حلم يبقى حاجة معينة بيبدع وبيتقن شغله فيها لانها كانت حلمه على عكس لو كان دخل حاجة بدون رغبته ساعتها بيبقى كسول ومعندوش الشغف إنه يكمل في الحاجة دي
انخفضت حتى اصبحت في مستواه ورددت بنبرة تحمل القلق قليلا :
- بس انا خايفة عليها يا نائل ، انا كل ما زين بيمشي بفضل حاطة ايدي على قلبي وخايفة عليه بس عارفة إنه قادر يحمي نفسه لكن لو رقية بقت زيه هقلق عليها أوي
مد يده ووضعها على كتفها الأيمن وهو يقول بهدوء :
- حبيبتي اللي ربنا مقدره هيحصل مهما كانت الأسباب ، سيبيها على الله هو اللي هيحفظها وهينجيها ان شاء الله
نظرت إلى شقيقتها التي بين يده ورددت :
- يارب***
حضرت «رنة» من الداخل فتفاجأت بشقيقتها في حضن والدتها فاسرعت تجاهها وهي تقول بعدم تصديق :
- تنة ! أنتي بجد جيتي ؟ أيه المفاجأة دي
تركت «تنة» والدتها وحضنت شقيقتها الصغرى وهي تقول بشوق :
- وحشتيني يا اروبة
ابتسمت واغلقت عينيها وهي تقول براحة :
- وانتي كمان ، افتقدتك في البيت والله
تدخلت «اسماء» بعد عدة لحظات وابعدت «رنة» وهي تقول بجدية :
- خشي جوا يا رنة شوفي وراكي أيه علشان عايزة اتكلم مع اختك شوية
قالت هي معترضة وهي تضرب بقدميها الأرض :
- يووه يا ماما هو أنا لحقت أشبع منها علشان اسيبها !
كررت طلبها مرة أخرى ولكن تلك المرة أكثر حدة :
- بقولك عايزة اختك في كلمتين وبعدين اشبعي منها ، هش يلا
- يووه طيب يا ماما
رحلت «رنة» واصطحبت «اسماء» ابنتها الكبرى إلى إحدى الغرف واغلقت بابها ثم جلست على الفراش أمامها وهي تقول متسائلة :
- اتطلقتوا ليه ! اكيد زعلك في حاجة صح ؟ قولي وأنا هخلي ابوكي يوريه النجوم في عز الضهر
هزت رأسها بالنفي واردفت بعد أن انهمرت دمعة من عينيها :
- لا يا ماما هو مزعلنيش بس أنا مقدرتش استحمل الوضع ، مش قادرة اقبل ان ليا واحدة شريكة في جوزي ، مش قادرة اسمع حكيه طول الوقت عن انجازات بنته اللي أنا مخلفتهاش ، مش قادرة استحمل إني الوحيدة اللي حزينة في الليلة كلها .. هو سعيد مع مراته التانية وبنته واينعم سعيد معايا بس الاكترية مع بنته وإلا مكانش أصلا اتجوز ، أنا لما وافقت ارجعله كنت حاسة إن جوايا حاجة اتكسرت ناحيته بس جيت على نفسي وقولت ابقى عاقلة زيادة عن اللزوم لكن لما تعايشت مع الوضع مقدرتش
زاد بكائها لدرجة كبيرة وتابعت :
- أنا بني ادمة بحس وكل يوم بتعذب ألف مرة ، مقدرتش استحمل وطلبت منه الطلاق ورغم رفضه اصريت وخليته يطلقني وبعدها شافرت علطول .. أنا راضية بقضائي كدا لكن مش هتعذب كل يوم على ذنب مش ذنبي
حضنتها والدها وربتت على ظهرها بحنو شديد وهي تواسيها قائلة :
- معلش يا حبيبتي ، ربنا يعوضك ويسعدك .. ده اختبار من ربنا علشان يقيس صبرك ، حسام أصلا من ساعة ما اتجوز عليكي وهو ميستاهلكيش ، مش مبرر إنه عايز طفل يقوم كاسر قلبك ، اقفلي صفحته وربنا يحلها من عنده ان شاء الله
أنت تقرأ
بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"
Actionرواية بنت القلب الجزء الاول من "سلسلة عالم المافيا" رواية كوميدية ، اكشن ، رومانسية بقلم عبدالرحمن أحمد 2020