الفصل الثالث عشر
بقلم/عبدالرحمن أحمد
الرداديارب إذا كان عفوك يمحو الذنوب فكيف ودك
وإذا كان ودك يضئ القلوب فكيف حبك وإذا كان حبك يدهش العقول فكيف قربك وإذا كان قربك يزيل الهموم فكيف النظر إلى وجهك الكريم
اللهم إنا نسألك عفوك وودك وحبك وقربك ولذة النظر إلى وجهك الكريم
اللهم آمين**************************************
- زين الحقني نائل بيموت
كانت هذه الكلمات آخر ما قالته قبل أن تلقي بهاتفها وتحاول هز رأسه الغارقة بالدماء، انهمرت دموعها بغزارة ورددت بقلة حيلة:
- يارب ساعدني أنا مش عارفة أتصرف إزاي
ثم نظرت إليه وأردفت:
- متسيبنيش يا نائل بالله عليك أنا مليش غيرك، أنا غبية وأستاهل كل اللي يحصلي لكن أنت ملكش ذنب تبقى كدا
مالت برأسها وسندت على صدره وسط الطريق وهي تبكي بصوت مرتفع ولسوء حظها أن هذا الطريق كان طريق جانبي ولن يساعدها أحد، توقفت عن البكاء وخطر ببالها فكرة جعلتها تنهض من مكانها على الفور، مالت عليه ورفعت نص جسده الأعلى وضمته بكلتا يديها ثم سحبته إلى الخلف بصعوبة حيث سيارتها، استمر هذا الأمر خمس دقائق حتى وصلت إلى السيارة وفتحت الباب بسرعة ثم انخفضت ورفعته بصعوبة، حاولت إدخاله السيارة لكن هذا كان صعبًا للغاية وقواها أضعف من أن تحمله إلى الداخل لكن حبها له وخوفها على فقدانه أعطاها القوة لكي ترفعه وأدخلت نصف جسده الأعلى أولا ثم أدخلت بقية جسده وفتحت باب السيارة الخلفي وجلبت قميص له كانت تحتفظ به ثم ربطت به رأسه لمنع خروج تلك الدماء المخيفة، قامت بإغلاق الباب ثم التفت حول السيارة واستقلت المقعد الأمامي خلف المقود وأدارت سيارتها بيد مرتعشة.***
أطلقت الرصاصة من سلاحها وألقته وهي تبكي بصوت مرتفع، ضمت وجهها بين كفيها وارتجفت بشدة بينما اتسعت حدقتي «طيف» بصدمة فهي لم تصبه هو بل أصابت الحائط من خلفه، رمقها بحيرة فهي لم تقتله على الرغم من معرفتها أنه ضابط شرطة وفي مهمة رسمية للإيقاع بها، حاول الجلوس بصعوبة بسبب إصابته لكنه فشل في ذلك بسبب قوة الألم لذلك عاد برأسه إلى الخلف مرة أخرى وهو يقول:
- ممكن تساعديني أقعد؟
بعدت كفيها عن وجهها لتكشف عن وجهها الغارق بالدموع والذي يظهر عليه الضعف رغم قوتها وصلابتها، تحركت بتلقائية تجاهه وساعدته على الجلوس قبل أن تعود لتجلس مكانها مرة أخرى فرمقها بحيرة كبيرة فهو لا يصدق أنها تعشقه إلى هذا الحد، سعل بصوت هادئ وهذا ما ذات ألم إصابته قبل أن يردد بهدوء:
- سيزكا الواحد مش بيختار حياته ولا بيختار أهله ولا حياتهم، الواحد ساعات مش بيبقى قدامه غير طريق واحد يا إما يمشيه يا إما يفضل واقف مكانه والحياة مفيهاش غير إنك تمشي الطريق أو تموت وأنتي اختارتي الحياة وأي حد هيختار الحياة، لقيتي والدك صاحب منظمة عالمية بتهدد أمن أي دولة وفجأة مات قصاد عينك والمجلس كمل الباقي، كنتي طفلة متعرفيش حاجة وهم اللي مسحولك دماغك وربوكي على طريقتهم ورغبتهم علشان تبقي سيزكا اللي قاعدة قدامي، ده مش ذنبك لكن ذنب المجلس، أنتي جواكي خير أكتر من الشر لكن للأسف ملقيتيش اللي ينمي الخير ده لغاية ما شوفتيني اتعلقتي بيا علشان أنا اللي عالجتك وخليتك تشوفي الجزء التاني من الحياة وهو الحياة اللي بجد مش حياة الدم وتجارة المخدرات والأسلحة وكل ده، الحياة البسيطة اللي أي حد عايشها مش حاسس بيها وبيحسوا بيها في حالة واحدة بس وهي إنها تضيع منهم
أنت تقرأ
بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"
Acciónرواية بنت القلب الجزء الاول من "سلسلة عالم المافيا" رواية كوميدية ، اكشن ، رومانسية بقلم عبدالرحمن أحمد 2020