الحلقة الثامنة والعشرون

9.2K 758 44
                                    

الحلقة الثامنة والعشرون

هضربك بالرصاص لو كملت ، بقولك اقف .. اقف
فتح الباب دون أن يستمع إليها فارتعشت يديها و لم تستطع إطلاق الرصاص وخفضت يدها فى الحال لتراه يغلق الباب خلفه ، خرج رماح وأيضًا غيث وليان على هذا الصوت ليتفاجئوا بنيران تقف فى منتصف الاستقبال الخاص بالشقة وبيدها سلاحها وتلتقط أنفاسها بصعوبة حيث راودتها تلك الأيام التى تمنت لو لم تتذكرها مرة أخرى
اتجهت إليها فاطمة وأمسكتها من كتفيها وهزتها بقوة قائلة :
- مالك يا نيران في ايه وفين طيف ؟
نظرت إليها بضعف ثم عاودت النظر إلى الأسفل مرة أخرى قائلة :
- طيف طلع شغال معاهم ، أنا شوفته بيتلفت وبيخرج وبعدين لبسوه حاجة على عينيه وركب العربية معاهم .. طيف استغفلنا كلنا
اتسعت حدقتيها وهتفت بعدم تصديق :
- لا استحالة طيف يعمل كدا
هنا تقدم رماح وهتف بقوة ليعبر عن هجومه عليها :
- أنا واثق فى طيف زى ما واثق فى نفسى ، طيف استحالة يروح يشتغل معاهم من نفسه أكيد حصل حاجة وبلاش حكمك على الأشخاص ده ، زين مات بسببك وأنا كنت هموت بسببك كفاية تهورك ده ، ليه مافكرتيش إن طيف لما رجع الصبح بعد ما كلم اللواء أيمن رجع وشه متغير ومابيتكلمش .. أكيد عرف حاجة أو حصل حاجة
هنا تحدثت ليان قائلة :
- فى المنظمة بيستغلوا نقطة الضعف علشان يضغطوا على أى شخص زى إنهم يهددوه بعيلته أو بالموت أو بحد عزيز عليه ومليون فى المية هددوه ، أنا معرفهوش غير من يوم واحد بس ومن خلال نظرتى أقدر أقول إنه استحالة يتحد مع المنظمة إلا لو كانوا هددوه بعيلته ، احنا بدل ما نرمى التهم عليه المفروض نساعده
تقدم غيث وأكد على حديث ليان قائلًا :
- أنا مع ليان ، زى ما ساعدنا إننا نخرج من الفندق ونجانا من الموت يبقى كلنا لازم نساعده ونقف جنبه
رمقتهم نيران بتعجب ودهشة شديدة فهى ترى الآن ثقتهم اللامتناهية فى طيف أما هى فلم تعطى لنفسها مبرر واحد فقط على براءته وهذا ما فعلته بالضبط مع خطيبها الراحل زين ، فقدت القدرة على النطق وشعرت بأن المكان يلتف من حولها ففقدت الوعى فى الحال مما جعل الجميع يهرول تجاهها بينما حملها رماح ووضعها على سريرها واتجهت كل من فاطمة وليان إليها ليحاولوا إفاقتها وإبقاءها آمنة .

نجحت محاولتهم فى إفاقتها فنظرت إليهم ثم رفعت كفيها ودفنت وجهها وبكت بصوت مرتفع وهى تقول :
- سيبونى لوحدى ، عايزة أقعد لوحدى لو سمحتم
أشار لهم رماح بالخروج وتركها وما إن خرجوا من الغرفة حتى أشار بإصبعه قائلًا :
- خلى بالك منها يا فاطمة أنتِ وليان وأنا هاخد غيث وهننزل ندور على طيف علشان نعرف منه اللى حصل ونعرف نتصرف
أومأت رأسها بالإيجاب قائلة :
- تمام

انطلق رماح بصحبة غيث للبحث عن طيف وبدآ بالالتفاف حول المنزل ثم بدأوا بالبحث عنه فى المناطق المجاورة حتى وجدوه يجلس على إحدى المقاعد بجوار الطريق ، كان يستند بمرفقيه على ركبتيه ويدفن وجهه بين كفيه فاقترب منه رماح وغيث ، جلس رماح يمينه وجلس غيث على يساره وبدأ رماح الكلام قائلًا:
- ايه اللى حصل يا طيف ، جرى ايه .. أنتَ الصبح كنت جاى وشك متغير قُل لى ايه اللى حصل ؟ هددوك ؟
رفع طيف رأسه ليظهر وجهه المغطى بالدموع ثم نهض من مكانه وابتعد قليلًا قبل أن يلتفت إليهم ويقول بحزن :
- أنا آسف ، غصب عنى والله
وفى تلك اللحظة خرج الكثير من رجال المافيا ووجهوا أسلحتهم إلى رماح وغيث فوقف رماح وصاح بغضب :
- بتبيعنا ؟ أنتَ مجنون يا طيف !! ايه اللى عملته ده
هز رأسه بحزن وتراجع بظهره إلى الخلف وهو يردد بعينان دامعتان :
- آسف .. غصب عنى ، والله غصب عنى
تقدموا وقاموا بتقيدهم بإحكام وغطوا رءوسهم بقطعة قماشية سوداء وحضرت سيارتان وقاموا بوضعهما فى واحدة واتجه باقى الرجال الى السيارة الثانية وانطلقوا بعيدًا ...
سقط طيف على ركبتيه واشتد بكائه وكأنه طفلًا صغيرًا ، فشل فى كونه طبيب والآن فشل بكونه ضابط شرطة ، كل ما يعرفه الآن أنه لا يستحق هذا العمل فهو ضعيف الشخصية ...

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن