الحلقة الثالثة والعشرون

9.6K 770 16
                                    

الحلقة الثالثة والعشرون

انحنى بظهره ليستند بمرفقيه على ركبتيه ثم دفن وجهه بين كفيه وراح يفكر فى هذا القرار الذى اتخذه فى وقت قصير وسأل نفسه الكثير من الأسئلة ، هل الفراق فى تلك الحالة هو الحل الأمثل ؟
ثم اعتدل فى جلسته وبدأ يحدث نفسه :
- معقول خلصت كدا مع تنّة ؟ أنا غبى علشان خدت قرار زى ده وطلقتها .. أيوة هى مش عايزانى بس أنا اللى عملته مش هين عليها برضه ، أعمل ايه بس ؟
***

فى تلك اللحظة طرق أحدهم الباب فاتجهت إليه بخطوات متمهلة وسألت بحذر مَن بالخارج فوجدته أحد العاملين وأمامه عربة صغيرة يحمل عليها الطعام ففتحت وهتفت :

- شكرًا لك
ابتسم لها ثم سحب سلاحه ووجهه إلى رأسها وأطلق رصاصة على الفور .
لكن فى نفس التوقيت سحبها "غيث" بسرعة كبيرة للأسفل فاستقرت الرصاصة فى الحائط ورفع سلاحه وأطلق رصاصة منه فاستقرت فى جسد هذا الرجل ، نهض من مكانه وتأكد من وفاته ثم عاود النظر إليها وهتف بلهفة :
- أنتِ كويسة ؟
هزت رأسها وهى تنظر إلى الجثة ورددت بصدمة :
- أيوة كويسة
ثم صوبت نظرها عليه وهتفت :
- أنتَ عرفت إنه هيعمل كدا ازاى؟
ابتسم بحب ثم اقترب منها وأمسك بكفيها وأردف :
- لازم تتوقع الغدر أو الهجوم عليك فى أى لحظة من اللحظات حتى لو ماشى بين ناس أنتَ متطمنلهم ، لازم تكون مستعد لأى حاجة .. لازم تشوف من ضهرك .. مش لازم تشوف بعينيك بس لازم إحساسك وحواسك كلها برا جسمك وبتحس بالمكان اللى أنتَ ماشى فيه
لازم يكون عندك رد فعل سريع جدًا وتقرأ الشخص اللى قدامك وتذاكره كويس وتفهم نقاط قوته ونقاط ضعفه وده كله من غير ما ياخد باله من أى حاجة ، لازم تعرف إن الغلطة مهما كانت صغيرة مسئولة عن حياتك كلها والأهم من ده كله وهكررها تانى لازم تتوقع الضربة من أى حد وفى أى لحظة
صمت قليلًا ثم استطرد قائلًا بحب :
- مش ده كلامك يا سيادة المدربة برضه ؟

شعرت بالسعادة لتلك الكلمات التى ألقاها على مسامعها فأسرعت وارتمت بين أحضانه ودست وجهها فى صدره لتشعر بتلك الحرارة المنبعثة منه وكأنه الدفء والأمان بل هو بالفعل هكذا ، شعرت بنبضات قلبه المتسارعة فرفعت رأسها قليلًا ونظرت إليه نظرة تعبر عن ما بداخلها وأردفت بحنو :
- بحبك
اتسعت حدقتيه وردد بعدم تصديق :
- أنتِ قلتى ايه ؟
ثم وضع كفه خلف أذنه وانخفض عليها قائلًا :
- سمعينى آخر كلمة تانى كدا
اعتدلت فى وقفتها وعقدت ساعديها أمام صدرها لتقول بابتسامة :
- بقول إننا نلحق نسيب الفندق حالًا علشان بقى خطر جدًا
فى تلك اللحظة تذكر ما حدث منذ لحظات ونظر إلى جثة هذا المجهول الملقاه أمام غرفته فهتف :
- عندك حق يلا بينا .. خشى جهزى حاجتك بسرعة وأنا هخفى الجثة دى قبل ما حد يطلع ويشوفها

***

وضع كفيه على وجهه وأخذ يفرك فيه بقوة ثم ردد بغضب :
- هيكونوا راحوا فين يعنى !! لا ومغطيين وشهم يعنى مستحيل نجيبهم
هتف "فهد" بنبرة جادة متشبعة بالثقة :
- أنا أديت أمر بإن مفيش عربية تخرج من القاهرة غير لما تتفتش وسيادة اللواء أيمن بيعمل كل اللى عليه وبيحاول يجمع تصوير كاميرات المنطقة كلها علشان يتتبع خط سير العربية دى وهنجيبها يا طيف متقلقش
زفر بقوة وأطبق جفنيه فى محاولة منه للسيطرة على أعصابه وردد بحنق :
- تمام وأنا هروح مشوار كدا يمكن يساعدنا

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن