الحلقة الثانية عشر
عبدالرحمن أحمد
اقترب رماح من صندوق خشبى وسحب سيفين وألقى بأحدهم إلى طيف فالتقطه وهو يردد بتساؤل :
- ايه ده يا باشا !! سيف ؟ من امتى الشرطة بتستخدم سيوف ؟
ثم أخفض صوته وهتف بصوت غير مسموع :
- طلعلى حصانين بقى من الصندوق وقل لى تعالى عاركنى .. ده اللى ناقصأجابه رماح بنبرة جادة :
- مش بنستخدم سيوف بس فى مواقف كتيرة مابيبقاش معاك سلاح فى مهمة ، ساعتها ممكن تمسك أى حاجة .. ماسورتين حديد .. خشبتين وتبدأ تدافع عن نفسك ، أما هنا بتتدرب بسيف علشان ده أتقل وكل حركة محسوبة كويس أوى فتقدر تتحكم فى ضربتك
ثم اقترب منه ليتابع :
- يلا
نظر إليه طيف بقلق وتردد وهو يسأل :
- يلا ايه ؟
رفع رماح السيف وهو يصيح بقوة :
- خش اضرب
رفع طيف سيفه واقترب ليضرب رماح لكنه تفادى ضربته وركله بقدمه فتقدم مرة أخرى وهو يأخذ حذره ....***
هتفت بتعب شديد وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة :
- بس كفاية كدا احنا طول اليوم بنجرى والغابة دى مابتخلصش
أخذ يجوب المكان بعينيه ثم نظر إليها قائلًا :
- طيب هنبات هنا ونصحى بدرى نكمل
تركته وظلت تجمع الأخشاب واقترب هو منها ونظر إليها باندهاش قائلًا :
- هتولعيها ازاى ؟
نظرت إليه بابتسامة ثم نظرت أمامها ووضعت أوراق الشجر على خشبة صغيره ثم وضعت عليها خشبة أخرى عموديًا وأخذت تلفها بقوة فتصاعد دخان قليل فعاودت فعل تلك الخطوة عدة مرات حتى اشتعلت الأوراق فأسرعت ووضعت بعض الأخشاب الصغيرة ومن ثم وضعت أخشاب كبيرة فاشتعلت النيران ...ابتسم غيث وجلس أمام النيران وهو يردد :
- ماعلمتنيش الحاجات دى فى التدريب يعنى
رفعت كتفيها لتقول مبتسمة :
- اديك عرفت يا سيدى ، قل لى بقى بما إننا قاعدين كدا .. كلمنى عنك شوية
ابتسم غيث واعتدل فى جلسته وهو يستعيد ذكرياته من جديد وأردف :
- أنا ياستى وحيد أبويا وأمى ، عيلتنا كلها صغيرة جدًا وكلهم تقريبًا ماتوا ، بابا مات وأنا صغير وماما فضلت مربيانى وعلمتنى لغاية ما بقيت فى أولى كلية ساعتها ماما ماتت وبقيت وحيد فى الدنيا دى ، اعتمدت على نفسى فى كل حاجة .. كنت بشتغل علشان أتعلم وأصرف على نفسى ورغم الشغل كنت شاطر فى الكلية وأخيرًا خلصتها وبدأت أشتغل فى سوبر ماركت قريب مننا والحمد لله كنت عايش مستريح لغاية ما فى يوم كنت راجع من الشغل وهوب لقيت حاجة اتحطت على وشى ماحستش بنفسى وفوقت هنا علشان أكتشف إنك المدربة بتاعتى بس الصراحة متخيلتش إن اللى تدربنى تكون عسل كدا
ابتسمت ورددت بخجل :
- أنتَ عارف أنا من بعد خبر موت أخويا حسيت إنى وحيدة فى الدنيا دى وقررت أبقى شخصية تانية ، شخصية معندهاش مشاعر ولا بتحس وفعلًا نجحت فى ده لغاية ما اتكلفت بمهمة تدريبك وشوفتك ساعتها حسيت بحاجة غريبة ، كنت بحب الوقت اللى بدربك فيه وأتكلم معاك زى ما أكون لقيت حاجة تايهة منى
غمز لها بابتسامة وهتف بسعادة :
- ايه الكلام الحلو ده ، مفيش مأذون هنا يكتب علينا ويخلصنا ولا ايه
ضحكت بصوت منخفض ثم رددت بصوت مرهق :
- أنا هنام بقى علشان تعبانة أوى ولسة بكرا هنمشى كتير ولازم نستريح
حرك رأسه بالإيجاب وفرد جسده على الأرض وهو يقول بإرهاق :
- عندك حق ، لازم نستريح شوية علشان منعرفش بكرا مخبيلنا ايه بس ربنا يستر محدش يلاقينا
حركت رأسها بهدوء وهى تردد :
- متقلقش احنا بعدنا جامد ده غير إنهم مش هيدوروا علينا دلوقتى ، ممكن الصبح علشان كدا لازم نقوم بدرى
أغلق عينيه بتعب وردد بهدوء :
- ربنا يستر
أنت تقرأ
بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"
Actionرواية بنت القلب الجزء الاول من "سلسلة عالم المافيا" رواية كوميدية ، اكشن ، رومانسية بقلم عبدالرحمن أحمد 2020