الفصل التاسع والعشرون - الجزء الثاني

3.5K 391 13
                                    

الفصل التاسع والعشرون

انتهى الاثنان من الطعام ونظر «زين» إلى «طيف» قائلًا :
- أنا فضفضتلك عني وعن حياتي احكيلي بقى أنت مين بالظبط واهو نتسلى بدل الخنقة اللي احنا فيها دي
ضحك «طيف» وفرد ذراعيه في الهواء قبل أن يسند بظهره على الحائط وقال :
- طيب يا معلم ، أنا طيف أيمن ضياء ابن اللواء أيمن ضياء .. كنت حابب طب نفسي ودخلته بس اكتشفت إن الشغلانة دي صعبة هنا جدا بس قبل الاكتشاف ده جتلي نيران كانت فاقدة الذاكرة وكنت أنا الدكتور بتاعها وأنا اللي ساعدتها إن الذاكرة ترجع وبعدين دخلت ضباط متخصصين وبقيت ظابط شرطة لغاية ما بقيت زي ما أنا وبعدها اشتغلت مع نيران ونفذنا عملية برا مصر ضد منظمة إرهابية وحبيتها واتجوزنا وفي نص شهر العسل حصل اللي حكيتهولك قبل كدا .. توتة توتة خلصت الحدوتة
هز رأسه بالإيجاب ثم نظر إليه ونطق بهدوء :
- ماخلصتش ولا حاجة .. إن شاء الله ترجعلها من تاني وتكملوا حياتكم ، هي حياة ظباط الشرطة كدا لازم تتعود عليها
رفع «طيف» إحدى حاجبيه ونطق مازحًا :
- أنت بتتكلم زي بابا كدا ليه اوعى يكون هو اللي مخطط يخطفني علشان أنت اللي تفهمني الكلام ده !
ضحك «زين» ورفع يديه ليدافع عن نفسه قائلًا :
- لا لا ياعم أنت هتلبسني تهمة ولا ايه وبعدين مش هضرب نفسي رصاصة يعني .. روق كدا
في تلك اللحظة فُتح باب في الحائط وكان بشكل دائري وغريب ودلف رجل لا يظهر وجهه ، كان يضع سترة طويلة تغطيه من رأسه إلى قدمه ، أضاء الضوء من الخارج المكان بنسبة ضئيلة ورفع هذا الرجل السترة من على رأسه ليكشف وجهه فتفاجأ «طيف» به ونهض من مكانه وهو يقول بغضب :
- أنت ! أنا قلت عايز أفهم مش أتخطف وأترمي هنا .. أنتوا مين وايه خطتكم ؟
ابتسم نصف ابتسامة وأشار إلى الهاتف الذي بيده وقال :
- هتعرف كل حاجة في وقتها بس دلوقتي الموبايل بقى فيه نت .. صور فيديو لنفسك وأنت بتقول لأبوك يتراجع عن اللي في دماغه علشان لو فكر يشيل الشريحة من جسم نيران هتموت
قطب جبينه بعدم فهم وردد :
- أنا مش فاهم حاجة ومش هعمل حاجة غير لما أفهم
شبك «غارم» يديه أمامه وهز رأسه بالإيجاب قبل أن يجيبه :
- تمام .. الشريحة اللي في جسم نيران دي ليها تواصل مباشر مع المخ يعني بضغطة زرار واحدة نقدر نوقف دماغها وقلبها وتموت .. الشريحة دي هي اللي كانت مانعة الذاكرة بتاعتها ومحطوط عليها معلومات عادية كتير كأنها إنسان آلى واحنا اللي بنتحكم فيه واحنا برضه اللي رجعنالها الذاكرة بضغطة زرار ، لما الذاكرة رجعتلها راحت لسيادة اللواء وقالتله وهو طبعا بيجهز دلوقتي علشان تدخل أوضة العمليات علشان يشيل الشريحة ولو أنت ماحذرتهوش هتخسرها للأبد ، الاختيار في ايدك .. يا تسمع الكلام وتقوله اللي هقولهولك بالظبط يا إما هتندم باقي عمرك واه صح الشريحة اتزرعت في فهد وفيكم أنتوا الاتنين أثناء إغمائكم
شعر «طيف» بالقلق ورفع الهاتف بتردد وضغط على تطبيق الكاميرا ثم انتقل لتصوير الفيديو ...

***

أنهى حديثه مع الطبيب الذي سيجري العملية الجراحية ثم اتجه إلى «نيران» وربت على كتفها بحب ثم أشار بيده كي لا يستمع أحد ما يحدث وكانت إشارته بمعنى "لا تقلقي سيمر الأمر بسهولة .. أنا هنا بجوارك" فابتسمت وهزت رأسها بمعنى "أنا أعرف ذلك" ثم اتجهت إلى الداخل وجلس هو أمام غرفة العمليات وعاد بظهره إلى الخلف قبل أن يستمع لصوت رسالة من هاتفه فنزعه من جيب بنطاله وفتحه ليتفاجأ بفيديو من ابنه «طيف» والذي كان يقف في مكان مظلم ووجهه فقط الذي كان واضحًا ، ضغط على زر التشغيل ليستمع إلى محتوى الفيديو الذي كان يحتوي على :
- بابا .. الشريحة اللي في جسم نيران متوصلة بالمخ ويقدروا يتحكموا فيها ولو حاولت تشيلها هتموت ، بابا أرجوك انقذها وماتخليهاتش تشيلها ، كل حاجة هتبقى بخير حتى لو انهزمنا
توقف عن الكلام قليلا ونظر وراء الكاميرا كأنه يتلقى أمر ثم عاد يتحدث مرة أخرى :
- بابا خليك فاكر .. العهد الرابع تم تنفيذه
انتهى الفيديو وأسرع «أيمن» إلى غرفة العمليات وهتف بصوت مرتفع :
- استنى يا دكتور ماتعملش حاجة !
التفت الطبيب الذي كان على وشك البدء في إجراء الجراحة وردد بتساؤل :
- في حاجة يا سيادة اللواء ؟
هز رأسه بالإيجاب ونظر إلى نيران التي انتبهت له وقال :
- الشريحة لو اتشالت هتموت ، طيف لسة باعت فيديو يحذرني دلوقتي ..

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن