الفصل الرابع والعشرون - الجزء الثاني

3.9K 397 27
                                    

الفصل الرابع والعشرون

نفذ رغبتها وضمها إلى صدره بحب ، أغلقت عينيها وشعرت براحة وطمأنينة افتقدتها كثيرا ، لا تعلم كم من الوقت بقيت هكذا لكن ما يريحها الآن وجودها بالقرب منه ، ظلت هكذا لفترة طويلة زادت عن نصف ساعة وقرر «طيف» عدم إبعادها لأنه افتقدها هو الآخر كثيرًا ، ابتعدت قليلا عنه ونظرت إلى عينيه قائلة :
- آسفة .. كدا اتآخرنا على الجلسة صح ؟
هز رأسه بالنفي وأجابها بحب :
- حضنك ينسي أي جلسة وينسي الدنيا بحالها ، مش قادر أوصفلك أنتِ وحشتيني اد ايه ، أنا كنت حاسس إن الدنيا اتسحبت مني يوم ما بعدتِ عني ولما شوفتك تاني وجيتِ في حضني بقيت حاسس إن الدنيا كلها تحت رجلي ... يلا يا حبيبتي نبدأ الجلسة علشان ترجعلك الذاكرة إن شاء الله
ابتسمت بحب وعادت إلى الخلف قبل أن تستلقي أمامه وتقول :
- أنا جاهزة يا دكتور
ابتسم هو الآخر واقترب قليلا منها وبدأ حديثه قائلًا :
- عايزك تنظمي نفسك .. اتنفسي بصورة طبيعية .. اسحبي الهواء وطلعيه بهدوء ونظام .. يلا ورايا شهيق زفير
نفذت ما قاله وبدأت تتنفس بنظام فتابع هو :
- غمضي عينيكِ واتخيلي نفسك واقفة في وسط الظلام اللي أنتِ شايفاه ده .. اتخيلي نفسك بتتحركي ومش شايفة حاجة .. دوري على مصدر ضوء يخرجك من الضلمة دي .. ماتيأسيش ودوري كويس في كل مكان واتخيلي إن النور ده هو حياتك اللي قبل كدا ولو شوفتي حاجة بلغيني
نفذت ما قاله وشعرت أن أنفاسها المنتظمة بدأت في الزيادة رغمًا عنها ، حاولت السيطرة عليها لكنها لم تستطع وأصبحت تتنفس بصورة عشوائية ولاحظ هو ذلك لكنه تركها كي تستطيع الوصول إلى هذا الضوء ، حركت رأسها بعشوائية كأنها ترى كابوس مزعج ولا تستطيع الاستيقاظ منه ، بدأ جسدها يرتعش وينتفض وبدأ العرق يتصبب من جبهتها فأمسك كلتا يديها وهتف بصوت شبه مرتفع كي يفيقها :
- نيران !! نيران فوقي أنا جنبك
فتحت عينيها ونظرت حولها بقلق ثم نظرت إليه بخوف قبل أن يمسح على رأسها بحنو قائلًا :
- اهدي خالص ماتخافيش أنا جنبك .. أنا جنبك يا حبيبتي ماتقلقيش .. قوليلي بقى شوفتي ايه
أخذت وقت حتى استطاعت تنظيم أنفاسها مرة أخرى وهدأ خوفها قليلا ، نظرت إليه وبدأت في سرد ما رأته :
- أنا سمعت كلامك وفعلا حسيت إني موجودة فعلا في مكان كله ضلمة .. حاولت أمشي وكنت ماشية بحذر وخايفة أتكعبل في حاجة أو أقع لغاية ما شوفت ضوء خفيف جدا بس لونه أحمر ساعتها حسيت إن الأكسجين اللي في المكان كله اتسحب وباخد نفسي بالعافية بس كملت لغاية ما لقيته .. كان مديني ضهره ومش ظاهر منه غير أجزاء بسيطة جدا في وسط الضلمة .. كان لابس زي جلبية بس سودة وطالع منها ظعبوط أسود ومغطي راسه .. شكله عامل زي بتوع الهاكر كدا وفجأة لف ليا بس وشه ماكانش ظاهر .. هدومه والظعبوط ده بس اللي باين وهمس بصوت كأنه في ودني وقال العهد الأول تم تنفيذه .. قريبا سوف يحل الدمار بعدها لقيت جسمي بيترعش وفجأة لقيتك بتصحيني
ضمها إليه وربت على ظهرها وهو يقول :
- ماتخافيش يا حبيبتي مفيش حاجة ، ده ممكن اللي حصلك في فترة ما كنتِ مخطوبة .. اهدي بس وبكرا نكمل علشان ماتتعبيش تمام ؟
هزت رأسها بالإيجاب قائلة :
- تمام تمام

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن