الفصل الثالث والثلاثون - الجزء الثاني

3.7K 389 14
                                    

الفصل الثالث والثلاثون

أوصله أحد أمناء الشرطة إلى زنزانة مليئة بالمجرمين والذين يظهر على وجوههم الإجرام ، فك قيد يده وردد بصرامة :
- ادخل اترزع جوا
رفع إحدى حاجبيه بتعجب من الإهانة التي يتعرض لها وردد بنفاذ صبر :
- بقولك ايه أنا الرائد طيف أيمن ضياء ابن اللواء أيمن ضياء يعني الموضوع ده لو ماانتهاش دلوقتي هتعرض نفسك لمشكلة كبيرة أنت في غنى عنها
شعر أمين الشرطة بالقلق وقال بتردد :
- لو فعلا سعادتك رائد شرطة فأنا ماليش دعوة .. دي أوامر عمر باشا وأنا ماأقدرش أكسر الأوامر .. سامحني
قام بإغلاق باب الزنزانة ورحل ليتركه وحيدًا وسط هؤلاء المجرمين ، التفت ورمقهم باستحقار قبل أن يتجه إلى إحدى الأركان ويجلس بعدم رضا ، عبست ملامحه وهو ينظر إليهم فوقف أحدهم وقال بصوت جهوري غاضب :
- جرى ايه يا عم أنت داخل مش طايق نفسك ولا طايقنا ليه!! شكلك متعرفش حسن الضبع والحفلة اللي بيعملها للمساجين الجداد
نظر إليه «طيف» باستحقار وردد بلهجة مهددة :
- بقولك ايه أنا ميفرقش معايا ضبع ولا قطة حتى ، خليك في حالك علشان أنا خلقي ضيق ولو قمت هعملها معاك
ضحك «حسن» بصوت مرتفع ونظر إلى المساجين الموجودين فضحكوا كلهم بعد تلك النظرة ، وقف ثلاثة أشخاص آخرين واقتربوا من «حسن» ، قال أحدهم بتوعد صريح :
- شكله كدا أول مرة يدخل سجن وشايف نفسه يا معلم وأنا بقول نسيبنا من فقرة الترحيب وندخل في فقرة الحفلة على طول علشان نعلم عليه ويبقى زي أي حد شاف نفسه في البداية واتكسرت عينيه بعد كدا
ابتسم «حسن» بشر ونظر إلى «طيف» وأردف وهو يقترب منه :
- ومين قالكم إني مش هدخل في الحفلة على طول ، قوم يلا وكلمني زي ما بكلمك
ظل «طيف» مكانه ولوى شفتيه بحركة مستفزة قبل أن يقول بهدوء :
- لو قربت مني أنت أو الكلاب اللي وراك دول هتزعلوا أوي وأنا متعصب يعني هضرب بغباء.. روح مكانك واقصر الشر علشان هيبقى شكلك وحش قدام المجرمين اللي قاعدين يهيصولك وفرحانين بيك دول لما ترقد على الأرض زي البطة البلدي
هتف أحدهم :
- ده بيغلط فينا وفيك يا معلم سيبنا نربيه
أسرع وقال بغضب :
- وأنا مش هقدر عليه يعني !!
اتجه إليه وأوقفه من قميصه بقوة فتحرك «طيف» وبدون مقدمات ضربه بكلتا يديه بقوة على رأسه من اليمين ومن اليسار ففقد توازنه وفقد الوعي ، رفع رأسه وابتسم :
- بكل بساطة وسهولة المعلم بتاعكم رقد على الأرض ، ها نكمل الخناقة ولا كل واحد يرجع لمكانه بكرامته !
شعروا جميعًا بالخوف إلا أن أحدهم أخرج شفرة حادة كان يضعها أسفل لسانه وشجعهم على الهجوم فاندفع الجميع تجاهه ، حاول جرح وجهه باستخدام الشفرة لكن «طيف» تفاداها وبحركة سريعة أمسك يده وباليد الأخرى ضغط بقوة على جزء أسفل رأسه ففقد الوعي هو الآخر ، انتبه إلى الاثنين الآخرين وركل أحدهم بقوة ثم اقترب من الآخر وركله في بطنه ثم قام بفعل نفس الحركة عليه وأفقده الوعي ، اتجه إلى الأخير فصاح بخوف :
- أنا آسف يا باشا .. أنا .. أنا خدامك ومش هتتكرر تاني
ابتسم بإنتصار وعاد ليجلس مكانه مرة أخرى بهدوء ...

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن