الفصل الثامن عشر - الجزء الثالث

2.9K 275 28
                                    

الفصل الثامن عشر

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

الفصل الثامن عشر

عبدالرحمن أحمد
الرداد

اللهم فاجعل مكانَ اللوعة سَلْوَةً، وجزاءَ الحزنِ سرورا، وعندَ الخوفِ أمْنًا.
اللهم أبرد لاعِجَ القلب بثلجِ اليقينِ، وأطفئ جمرَ الأرواحِ بماءِ الإيمانِ.

****************************************

"فقدان من اعتدنا على وجودهم في حياتنا يجعل منا وعاء فارغ، لا نجد بعدهم ما نحيا لأجله كما يدفعنا لفعل أشياء كثيرة لا ندرك مدى خطورتها"

أضواء حمراء وزرقاء أضاءت المكان الخارجي للفيلا لتعلن عن وجود مكثف لسيارات الشرطة والتي يتقدمها سيارة إسعاف، امتلأ المكان برجال الشرطة بشكل مكثف منهم من يرفع البصمات ومنهم من يستجوب حارس البوابة الخارجية، تقدم «زين» ونظر إلى جثة «فاطمة» التي كانت مُغطاه بقماش أبيض تلون باللون الأحمر بفعل الدماء ثم انتقل ببصره إلى «رماح» الذي كان يجلس جوارها على ركبتيه ويميل بجسده إلى الأمام ليضع كفيه على وجهه بشكل يُوحي بالصدمة والفاجعة، حزن كثيرًا على حاله وتقدم بخطوات هادئة حتى وصل إليه وانخفض حتى يُصبح في مستوى جسده، وضع يده على كتفه وردد بهدوء شديد:
- رماح مينفعش قعدتك دي! قوم معايا علشان خاطري
لم يصدر أي رد فعل واضح منه وظل على حالته تلك فلوى «زين» ثغره وربت على كتفه بهدوء قائلًا:
- أنت أقوى من إنك تبقى بالشكل ده قدام كل رجالتك اللي موجودين دول، أنا عارف إن اللي حصل صعب بس لازم تتماسك شوية علشان تعرف تقف على رجلك تاني!
كان وكأنه في عالم آخر غير هذا العالم الذي يتحدث فيه «زين» ولم يتفوه بكلمة واحدة بل ظل على حاله ولم يتحرك قيد أنملة فنهض هو من مكانه والتفت إلى «طيف» الذي اقترب ونظر إلى الجثة بحزن شديد، اقترب من صديقه وردد قائلًا:
- طيف أيه اللي جابك هنا؟
ظل موجهًا بصره تجاه جثة «فاطمة» وردد بتأثر شديد:
- عايزني أسمع بالخبر ده ومكنش موجود، فاطمة كانت أختي قبل ما تكون زميلتي في الشغل، كنت بعتبرها زي تنة بالظبط وكانت دايما تيجي تاخد رأيي في أي حاجة ده غير إنها صاحبة نيران المقربة، نيران لو عرفت معرفش رد فعلها هيبقى إزاي، أنا كنت دايمًا بفكر لو حد مننا حصله حاجة أيه مصير الباقي، كنت بفكر لو فعلا أنا مُت هل الباقي هيزعل! كنت دايمًا ببتسم وأقول لا إحنا أبطال الحياة اللي إحنا عايشين فيها وكنت بشبه الحياة دي برواية وإحنا أبطال الرواية دي والأبطال محدش فيهم بيموت لكن بعد المشهد ده اكتشفت إن ده واقع مينفعش نهرب منه
نظر هو الآخر إلى حيث ينظر وردد بأسف شديد:
- أينعم أنا انضميت للتيم ده متأخر لكن فعلا قضيت أوقات معاكم حسيت فيها إن أنا وسط عيلة وكلنا اخوات وخايفين على بعض وبنخطط مع بعض وبنهزر ونضحك مع بعض، مكنتش متخيل إن شغلي ده هيبقى بالشكل الجميل ده، بقيت أحب أروح شغلي علشان أبقى وسط أخواتي، متوقعتش للحظة إن حد من العيلة دي يختفي فجأة، تعرف أنا حاسس إننا في حلم وهنصحى منه وهنفضل كلنا مع بعض
أغلق «طيف» عينيه بحزن قبل أن يفتحها مرة أخرى لتقع على «رماح» الذي كان شكله يُحطم القلوب، عاد ببصره إلى «زين» وردد بهدوء:
- رماح صعبان عليا أوي، كنت متوقع إنه أقوى من كدا بسبب طريقة شغله لكن هرجع وأقول إن هو بني آدم، كلمته؟
هز رأسه بالإيجاب ونظر إلى حيث ينظر وهو يجيبه بنبرة تحمل الحزن:
- حاولت أهون عليه واقومه من مكانه لكن هو في عالم تاني، اكنه مش سامعني أصلا، على حالة الصدمة دي من ساعة ما جيت، خايف أضغط عليه ينهار

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن