الفصل الثامن - الجزء الثالث

2.9K 277 19
                                    


الفصل الثامن

ابتسم
فالبسمة السحر الحلال وهى عربون المودة واعلان الاخاء
وهى رسالة عاجلة تحمل السلام والحب وهي صدقة متقبلة تدل على أن صاحبها راضٍ مطمئن ثابت
*************************

كافح كثيرًا لكي تبقى عينيه مفتوحتان لكنه لم يستطع ونام بفعل التعب الشديد الذي سيطر عليه بسبب إصابته برصاصتين قبل بضعة أيام ، تابعت تغير ملامح وجهه وما إن أغلق عينيه حتى مسحت بيديها على وجهه بحب وقربت وجهها كثيرًا منه وهي تقول بحنين :
- هتقوم يا حبيبي وتبقى معايا علطول ، أنت غيرتلي حياتي ومستحيل هسيبك .. مش هخسرك ومش هسمح لأي حد يبعدك عني

***

انتهى من عمله بإحدى الشركات الصغيرة وترك مكتبه بعدما جذب هاتفه والمفاتيح الخاصة به ، تحرك إلى الخارج وسار الشارع الطويل كي يصل إلى المكان الذي يستقل منه سيارة ميكروباص لكي توصله إلى منزله وأثناء سيره وقفت سيارة «زين» بجواره واخرج رأسه قائلًا :
- نائل استنى
تفاجئ «نائل» به فتوقف واتجه إليه بابتسامة قائلًا :
- يااه عاش من شافك يا زين باشا
صافحه بحرارة قبل أن يبتعد ويقول بجدية :
- بقى كدا يا راجل ! تسيب شركتك اللي بقت أكبر شركة في الشرق الأوسط وتشتغل في شركة ملهاش أسم أصلا ! ده أنت اللي عملت الشركة ووصلتها للمكانة دي يا راجل
ابتسم ابتسامة خفيفة قبل أن يقول بجدية :
- مبقاش ليا مكان هناك خصوصًا بعد اللي حصل
شعر «زين» بالحزن على حاله لذلك تحدث بصوت هادئ :
- مش ناوي تسامح بقى وترجع !
رفع حاجبيه وهو يقول بابتسامة ساخرة :
- أسامح ! أسامح في الظلم اللي اتظلمته ولا في الإهانة اللي اتعرضتلها ؟ ياسمين مكتفتش بأنها صدقت البنت الـ**** دي لا دي قللت مني وحسستني إني ولا حاجة ، قولتلها هتندمي لكن مسمعتش الكلام ودي كانت النتيجة ، هي مش كانت عايزة الطلاق ! اديني نفذت رغبتها وطلقتها في اليوم اللي أثبت فيه براءتي .. أنا بعتبرك صاحبي واخويا يا زين بالله عليك متضيعش الأخوة اللي بينا دي
نظر إلى الأسفل بأسى قبل أن يرفع بصره مرة أخرى وهو يقول :
- طيب مش هكلمك في الموضوع ده تاني بس مش هسيبك تشتغل برا الشركة اللي ساهمت في نجاحها بشكل كبير ، لازم ترجع وتمسك منصبك من تاني
أغلق عينيه وتنهد قبل أن يفتحها مرة أخرى وهو يقول :
- مش هقدر أشتغل معاها في مكان واحد تاني ، مش هقدر خالص
وضع يده على كتفه وردد بإصرار :
- أنا مش هكلمك على الموضوع التاني علشان أنت رافض ده ، ياريت بقى مترفضش طلبي أنا كمان وترجع الشركة .. لو أنا أخوك فعلا زي ما بتقول يبقى ترجع الشركة وتنفذ طلبي الوحيد اللي بطلبه منك
لوى ثغره وفكر لثوانٍ قبل أن يجيبه قائلًا :
- هحاول يا زين ، أوعدك هحاول

***

- يعني مش لاقين جثته يا أيمن ! فهمني يعني أيه ؟ انا عايزة أدفن ابني
قالتها «اسماء» بغضب واضح من بين بكائها الشديد فأجابها «ايمن» بحزن :
- هنوصله يا أسماء .. ده شغلنا مش شغلك أنتي متخليش الزعل يسيطر عليكي
كانت تستمع «نيران» إلى شجارهم بوجه شارد ، كانت تبكي بصمت وعلى وجهها علامات الحزن الشديد كما سيطرت الصدمة عليها فهي لم تتوقع فراقهما سريعًا هكذا فهو كان بانتظار مولد طفلته والآن فارق الحياة قبل أن يراها بعينيه ، كلما تذكرت طلبه منها بالرحيل يزداد بكائها ولوم نفسها لأنها سمحت له بأن يلقى حتفه وحده ، تمنت لو أنها قُتلت معه حتى لا تعيش هذا الألم المميت

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن