الفصل السادس والعشرون - الجزء الثاني

3.6K 381 9
                                    

الفصل السادس والعشرون "العهد الرابع"

دلفت إلى الداخل بتردد وخوف وما إن تقدمت بضع خطوات حتى أغلق الباب وأخرج سلاحه ووجهه إلى رأسها وهو يقول :
- أنتِ مين ؟
تسارعت أنفاسها بخوف شديد ونظرت إليه بقلق وهي تقول :
- أنت بتعمل ايه يا طيف ! أنا مش فاهمة حاجة ؟
شد أجزاء مسدسه بحركة عنيفة ثم وجهه إلى رأسها مرة أخرى وقال بغضب وصوت مرتفع :
- بقولك انطقي !! أنتِ مين ؟
تراجعت إلى الخلف بهدوء وهي تقول بتعجب :
- أنت اللي بتسألني ! المفروض أنا اللي عارفة الإجابة صح ؟ لو فاكر أنا اللي لما شوفتك سألتك نفس السؤال اللي هو أنا مين ! ساعتها أنت اللي عرفتني على نفسي بعد ما كنت ناسية كل حاجة حتى ناسية نفسي ولما أنت جاوبتني قلت تمام أنا هحاول أعيش طبيعية باسمي ده يمكن فعلا كان عندي حياه تانية وفعلا عملت كدا وكنت طبيعية جدا .. تنكر إني كنت بتعامل كأني أعرفك من زمان ! ده أيوة كنت حاساه لكن الإحساس لوحده مايكفيش .. إحساس إنك بتحس بالأمان مع شخص أنت ماتعرفهوش صعب .. هو حلو لكن تقنع نفسك إنك كنت ماضيه ولازم تعيش الحاضر بتاعه ، أنت بتسألني على أساس ايه ها ؟ أنا اللي بسألك دلوقتي أنا مين ؟
هز رأسه بالنفي وهو مازال موجها مسدسه إلى رأسها وقال بغضب وصوت مرتفع :
- معرفش !! معرفش أنتِ مين .. كل اللي عرفته إن احنا كلنا اتضحك علينا .. اتلعب بينا كأننا لعبة واتحكموا فينا واحنا فاكرين إننا ماشيين الطريق للآخر بنفسنا .. شوية انتشر مرض وخوف ورعب وشوية حياتنا باظت وفجأة أنتِ ظهرتِ من تاني أنتِ وفهد ! ليه ظهرتوا ؟ ايه اللي حصل أصلا ! ليه الغموض ده ؟ جاوبيني ليه؟
انهمرت دموعها واقتربت منه أكثر حتى التصق السلاح برأسها وقالت :
- أنا معرفش بس لو موتي هيريحك أنا ماعنديش مانع .. أنا أصلا تعبت .. تعبت من تمثيل إني عادية وعايشة حياتي القديمة عادي .. تعبت من محاولات التفكير المستمرة في الماضي اللي مش عارفاه .. تعبت من إن الكل عارفني وأنا مش عارفاه ، اتفضل اقتلني علشان أستريح .. دوس على الزناد ، رصاصة واحدة هتريحك وهتريحني
ارتفع صوتها الممزوج بالبكاء :
- اضرب .. ساكت ليه ؟ قلبك مش مطاوعك ! هات المسدس وأنا هخلصك من نفسي لو مش عايز ايدك تتغرق بدمي ، هات المسدس !
تراجع بضع خطوات إلى الخلف وهو يحرك رأسه حركات عشوائية وتساقطت دموعه وهو يقول :
- لا لا في حاجة غلط ، في حاجة غلط .. أنا مش فاهم حاجة .. دماغي هتنفجر ! دماغي مش مستوعبة اللي بيحصل ! لو أنتِ بريئة مين له ايد في ده ؟ والشريحة ازاي زرعوها ؟ الوشم كمان ! ده كله مالهوش علاقة ؟ لا لا
في تلك اللحظة دلف «غارم» إلى الداخل وردد بابتسامة :
- عمرك ما هتفهم ولا هتقدر تميز .. عمرك ما هتقدر توصل للحقيقة اللي بدايتها احنا ونهايتها إحنا برضه ، عمرك ما هتعرف احنا مين وبنعمل كدا ليه بس أنا هخليك تشوف وتفهم بنفسك .. هخليك تشوف الحقيقة زي ما نيران شافتها وفهد شافها .. أنت العهد الرابع يا طيف ، بمجرد ما تشوف الحقيقة أنت اللي هتطلب ده .. أنت اللي هتطلب التطهير .. هتطلب حياه نقية أنت اللي اخترتها بنفسك ، نيران شافت وطلبت ده واظن إنك هتعمل نفس ما هي عملت لأنكم رابط قوي والرابط القوي بيبين الحقيقة من الوهم

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن