الفصل التاسع والثلاثون
خرج «طيف» واتجه إلى هذا المنزل الذي كان يُوضع فيه الكاميرا التي تصور الشارع بأكمله ، كانت الكاميرا أعلى محل تجاري صغير فبحث عن زر لكي يضغط عليه ويستدعي مالك هذا المحل فلم يجد مما دفعه لأن يخبط بيده بقوة على الباب الحديدي للمنزل ، انتظر لدقيقتين فلم يجد إجابة مما دفعه لأن يعيد طرقاته على الباب مرة أخرى وبصوت أعلى ، ما هي إلا ثوانٍ وخرج رجل في الخمسين من عمره وقال بغضب :
- أنت اتجننت ولا ايه إزاي تخبط على الباب كدا وفي ساعة زي دي ! وبعدين شكلك شارب بوشك اللي كله لزق وتعاوير ده
رفع حاجبيه بتعجب قبل أن يسحب بطاقة هويته ويرفعها أمام عينيه وهو يقول :
- معاك الرائد طيف أيمن بتقول كنت ايه! اه افتكرت شارب صح ؟
تلجلج في الحديث ورفع يديه ليدافع عن نفسه :
- آسف والله يا باشا ماكنتش أعرف إنك شرطة ، اتفضل أنا تحت أمرك
أشار إلى الكاميرا الموضوعة وقال بجدية :
- عايز فيديوهات الكاميرا الجميلة دي
رفع حاجبيه بتعجب وهو يقول :
- دلوقتي يا باشا ؟
هز «طيف» رأسه بالإيجاب وأكد عليه ذلك :
- أيوة دلوقتي ، في جريمة قتل حصلت في الشارع والكاميرا دي هتساعدنا ، يلا علشان وقتنا
فرك عينيه ثم قال بجدية وهو يشير إلى الداخل :
- اتفضل سعادتك ، الجهاز جوا
تقدم ووطأ بقدميه داخل المنزل وأرشده هذا الرجل إلى الغرفة وفتح له جهاز الكمبيوتر الذي تُسجل عليه الفيديوهات الخاصة بالكاميرات ثم ردد :
- دي كل الفيديوهات سعادتك ، كل أسبوع بيتمسح علشان المساحة وكدا لكن الفيديوهات دي من 3 أيام لغاية أسبوع وهكذا
نظر إلى الحاسب وردد بجدية :
- عايز الفيديو من الساعة ١٠ بالليل لغاية 2
أشار إلى إحدى الفيديهات وقال :
- ده الفيديو بتاع النهارده كله يا باشا افتحه وهتلاقي فيه الوقت من تحتعلى الجهة الأخرى اقترب «زين» من «ياسمين» وردد بهدوء :
- روحي وصلي نائل وارجعي ريحي علشان شكلك تعبان ، انا بقول بلاش تروحي الشركة بكرا
ابتسمت بهدوء وربتت على كتفه بحب وهي تقول :
- أنا كويسة ومش هينفع ماأروحش بكرا علشان استلام السكرتيرة الجديدة للشغل وفي ميتينج مع كذا شركة ، هروح أنام ساعة كدا وهروح
أمسك كتفيها بحب وهو يقول :
- طيب يا حبيبتي لما توصلي نائل وتوصلي البيت طمنيني تمام ؟
هزت رأسها بالإيجاب وقالت بابتسامة :
- تمام
تركها واتجه إلى «محمد» الذي كان ينظر إلى جثة ابنه بصدمة ثم قال بهدوء :
- بعد اذنك ياريت تتفضل علشان نكمل بقية الإجراءات ، ماينفعش تقعد هنا .. في إسعاف جت وهتاخد يوسف على المشرحة
نظر إليه بغضب وقال بتحذير :
- أنا ابني مش هيروح مشرحة وهيتدفن دلوقتي
هز «زين» رأسه برفض وهو يقول بجدية :
- ماينفعش وبعدين مش حضرتك اللي تحدد ، ده شغلنا إحنا ويلا بعد اذنك نفذ اللي بقوله ، أنا مقدر موقفك وده اللي مخليني هادي لكن أنا مانسيتش آخر لقاء بينا
نهض «محمد» ونظر إليه بنظرات مليئة بالكره والتوعد :
- هتحرك وهسيب المكان بس هروح أقدم بلاغ أتهمك فيه بإنك اللي قتلت ابني وعندي فيديو قدام بيتي وأنت بتهددني وبتهدد ابني ، أنت اللي قتلته ومش هسيبك
ابتسم «زين» وهز رأسه بأسف قبل أن يقول :
- عارف عنوان القسم ولا أوصلك ؟برضه هفضل هادي علشان مقدر اللي حصلك بس دقيقة كمان لو مامشيتش بالذوق هتمشي بالعافية ، اختار بقى
نظر بتحدي له لثوانٍ قبل أن يتحرك إلى الخارج.
أنت تقرأ
بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"
Actionرواية بنت القلب الجزء الاول من "سلسلة عالم المافيا" رواية كوميدية ، اكشن ، رومانسية بقلم عبدالرحمن أحمد 2020