الفصل السابع - الجزء الثاني

4.4K 435 16
                                    

كن ملاكي
سلسلة عالم المافيا
عبدالرحمن أحمد (الرداد)

الفصل السابع

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ).

ضغط «نائل» على أسنانه بقوة وغضب شديدين ، كور يديه استعدادًا للكمه بكل قواه لكنه تراجع في الثواني الأخيرة حتى لا يفقد عمله في ثاني يوم له به فهو في أشد الحاجة لهذا العمل ولن يضيعه لأجل كره بقلبه لأخيه والذي يكون من أم ثانية

نظر إلى «ياسمين» وردد بنبرة مسالمة تظهر احترامه لها كونها مديرة عمله الحالي وأردف :
- أنا هسكت علشان أنا في الشغل وفي مكتبك يا أنسة ياسمين ، تؤمرينى بحاجة تانية قبل ما أمشى؟
كادت أن تجيبه إلا أنه قاطعها بصوته الحانق الغاضب ونظراته الحادة المشتعلة وأردف :
- الواد ده يمشي حالا من الشغل يا ياسمين
نظر إليه بعدم تصديق فهو يريد قطع عمله كما فعلت والدته بالسابق ثم نظر إلى «ياسمين» وهو على أتم الاستعداد لقرارها الصادم فهو علم من «وحيد» أنها خطيبته ولكن لم يكن يعرف نهائيًا أن هذا الذي يتحدث عنه هو أخيه الذي يبغضه ، انتظر ردها للحظات وأخيرًا تحدثت وهي تنظر إلى «يوسف» :
- أنا مش فاهمة الحكاية بالظبط بس ماينفعش أي مشاكل بينكم تدخل في الشغل ، الشغل مالهوش علاقة بأي خلاف بينكم
ازداد اشتعال النار التي بداخله واحمر وجهه بغضب شديد وكأنه ينذر عن انفجار ضخم بعد لحظات من الآن فقاطعته هي قبل أن يبدأ فى الكلام :
- معلش يا يوسف بس هو احترمني ومااتكلمش
كانت جملتها الأخيرة بمثابة القداحة التي قامت بإشعال النيران أكثر وأكثر ، رغم غضبه الشديد إلا أنه كبحه بصعوبة وهو يقول :
- ياسمين أنا خطيبك والواد ده حقود وقلبه وحش وعايز مصلحة الشركة ، لازم يمشي لأنه خطر ، ماتخليناش نتخانق على حتة عيل مالهوش لازمة
احترقت دمائه من هذا الحديث الذي يخترق صدره ويشعل الغضب والحزن بداخله لكن سبحان من ثبته إلى تلك اللحظة وجعله متماسكًا هكذا
عادت لتقف خلف المكتب الخاص بها ورمقته بنظرة محذرة وهي تقول :
- يوسف أنا قلت اللي عندي وأنا شايفة إنه ماغلطش واحترم وجودي ومش معنى إن في خلاف بينك وبينه يبقى أطرده من الشغل ، تمام ولا مش تمام ؟

أنهت حديثها ثم نظرت إلى «نائل» واستطردت :
- روح أنت يا نائل
أومأ برأسه ورحل على الفور دون أن يتفوه بكلمة واحدة وبقى «يوسف» الذي لم يصدق ما حدث منذ لحظات فهي لم تستجب لطلبه وقامت بإحراجه أمام هذا البغيض كما يدعوه ، هو يكرهها ويريد تدميرها لكن بعدما حدث الآن زاد كرهه لها وزاد توعده بالشر ، لم يحتمل الوقوف لوقت أكثر بل خرج وصفق الباب خلفه بقوة وغضب ليعلن عن رحيله ، أما هي فجلست على مقعدها وتأففت وهي تفرك بجبهة رأسها فقد شعرت بصداع شديد بسبب ما حدث أمامها منذ ثوانٍ ، شعرت بأنها قامت بالتقليل من «يوسف» لكنها هدأت قليلًا عندما تذكرت كل ما قالته ولم تجد به خطأ فهي قالت ما يجب أن يُقال وتصرفت بحكمة ...

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن