الفصل السادس - الجزء الثالث

2.9K 267 8
                                    

الفصل السادس

اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

******************************

لاحظ «يوسف» اهتمام «طيف» بالنظر إلى جهة وهو يردد :
- مستحيل !
ربت على كتفه قبل أن يقول متسائلًا :
- فيه أيه يا تامر ! أيه اللي مستحيل
نظر إليه وأشار بيده إلى الخلف وهو يقول بابتسامة :
- ده كريم صاحبي من أيام الكلية مش عارف ايه اللي جابوا هنا ، وحشني ابن الايه عايز اروح أسلم عليه
توقف المصعد وفتح أبوابه قبل أن يتحدث «يوسف» بنبرة جادة ومحذرة :
- يلا بينا ومتبوظش كل اللي لسة مبدأناهوش
هز رأسه بالايجاب واتجه إلى الداخل وهو يقول :
- متقلقش أنا فاهم كل حاجة ومش هروح يعني اقوله أنا أهو في الوقت ده
- جدع يلا بينا نطلع ننام ساعتين قبل الجد

***

في صباح اليوم السابق فتح «خالد» عينيه قبل أن يفرد ذراعيه في الهواء وهو يجوب ببصره الغرفة وفجأة نهض من مكانه بسرعة عندما رأى «فريدة» بجواره نائمة ، حدق بها بعدم فهم وتصديق لما فعله وتذكر ما فعله بالأمس مع طفله ففتح عينيه بصدمة وكأنه كان في حلم وقد آفاق منه للتو لكنه تفاجئ بأنه حقيقة ، ظل ينظر إليها وهو يسأل نفسه كيف تزوجها وجعلها تنام بجواره على فراش واحد إلى أن استيقظت من نومها فوجدته ينظر إليها بشرود مما جعلها تقول بابتسامة :
- صباح الخير يا حبيبي
لم يجيبها بل ظل محدقًا بها وهو يضم حاجبيه بشرود شديد فتحدثت هي مرة أخرى :
- مالك يا خالد بتبصلي كدا ليه ؟
هز رأسه بعشوائية وهو يحاول معرفة أسباب تزوجه لتلك المرأة لكنه لم يجد إجابة واضحة لذلك وجه سؤاله إليها بغضب :
- أنا اتجوزتك إزاي وليه ؟

اعتدلت في جلستها قبل أن تنظر إلى عينيه وهي تقول بعدم فهم :
- أيه اللي بتقوله ده يا خالد !! انت كويس ولا سخن ؟
أجابها بانفاعل شديد وهو على حافة الجنون :
- بقولك اتجوزتك ازاي وليه ! ردي على سؤالي
قلقت بشدة من انفعاله عليها لذلك رددت بهدوء وهي تحاول امتصاص غضبه :
- اهدى يا خالد ومتتعصبش .. إحنا اتجوزنا بعد ما مراتك ماتت ، ساعتها أنت حبتني واتجوزتني ؟
هز رأسه بالنفي بقوة ثم نهض من على الفراش ووقف أمامها وهو يقول بغضب :
- لا ده محصلش ! أنا فاكر إني اتجوزتك لكن مش فاكر ازاي ! زي ما فاكر إني ضربت معاز ابني امبارح بافتراء بسببك لكن مش عارف عملت فيه كدا إزاي ، أنا مالي !! لا لا أنا هتجنن
وضع يديه على رأسه واغلق عينيه لثوانٍ قبل أن يفتحها مرة أخرى وينظر إليها بتوعد قائلًا :
- أنا معرفش كل ده حصل إزاي بس كل اللي أعرفه هو إزاي اصلحه وبداية تصليحه بطلاقك ، أنتي طالق ومش عايز أشوف وشك هنا تاني
اتسعت حدقتيها بصدمة ونهضت من مكانها لتقف قبالته وجها لوجه وهي تقول بعدم تصديق :
- أنت بتطلقني يا خالد ! أنت اتجننت ؟
هز رأسه بالنفي ثم حدق بها وقال بنبرة تحمل التهديد :
- لا متجننتش ولو نطقتي بحرف واحد أنا هقتلك

لم تحاول مناقشته وتراجعت بخوف بينما أتجه هو إلى غرفة طفله لكي يتحدث معه في ما حدث بالأمس ، فتح الباب برفق وتقدم إلى الداخل فوجد فراشه خالي مما جعله يردد اسمه بصوت عالٍ :
- معاز !!
بحث في أرجاء الغرفة ولم يجده فترك الغرفة وظل يبحث عنه في جميع غرف الشقة وهو ينادي إسمه لكنه لم يتلقى أي رد منه ، عاد إلى غرفته مرة أخرى وأمسك معصم زوجته بقوة وهو يسألها بغضب :
- معاز ابني فين ؟
حاولت التخلص من قبضته واردفت بتألم :
- آآآه سيب أيدي أنا معرفش راح فين
تركها ووضع يديه على رأسه وهو يردد بعدم تصديق وحيرة :
- هيكون راح فين يعني ! راح فين ؟؟

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن