الفصل الخامس والثلاثون
وصل إلى الشركة وترجل من سيارته ثم اتجه إلى الأعلى وسط نظرات العاملين بالشركة له ، توجه إلى مكتب «نائل» وما إن وصل حتى طرق الباب فأتاه الصوت من الداخل :
- ادخل
فتح الباب وتقدم خطوتين إلى الداخل ، رفع «نائل» بصره ليرى من فتفاجأ به أمام عينيه ، نهض بغضب ونظر إليه بتهديد قبل أن يتحدث «يوسف» بهدوء :
- نائل ممكن تسمعني ؟
نظر له بجمود وهو يتذكر إهانته له ومحاولة قتله ثم ردد بجفاء :
- أسمع ايه؟ أنت جاي هنا ليه وبعدين غريبة يعني بتنطق اسمي .. مش كنت بتناديني ابن الخدامة !! أهي الخدامة ماتت واستريحت من الدنيا كلها والشياطين اللي بتتكلم عنها أمثالك
التقط أنفاسه بصعوبة وتقدم خطوتين وهو يقول بندم :
- طيب اسمعني وبعدين احكم والله أنا مش هنا علشان أقلل منك ولا أهينك زي زمان
رفع إحدى حاجبيه وجلس على كرسيه مرة أخرى وهو يقول :
- امال جاي هنا ليه ؟
أجابه بكل وضوح دون أي تمهيد :
- علشان أعتذرلك يا نائل .. أنا آسف إني غلطت فيك وفي والدتك ، آسف إني قللت منك وعاملتك وحش والله أنا ندمان على ده وأنا بقيت كويس ، أنا عارف إنك صعب تتقبل كلامي لأني هنتك كتير وحاولت أقتلك بس والله يوسف اللي قدامك ده غير يوسف بتاع زمان وندمان على كل حاجة عملتها وعايزك أخ ، بجد أنا محتاجك جنبي وتنسى يوسف القديم خالص لأن اللي قدامك ده بني آدم تاني خالص نضيف وبحاول أصحح كل حاجة عملتها غلط وأنا واثق إنك محترم وقلبك طيب وهتسامحني ، خليني أخوك الكبير وأوعدك مش هتندم أبدا على كدا
لم يكن يتوقع هذا الاعتذار منه وهذا ما جعله صامت لا يتحدث ، تفاجأ بهذا الأسلوب المهذب من شقيقه الذي اعتاد إهانته في كل وقت ، ظل لبضع ثوانٍ يفكر في هذا الأمر ، هل يقبل اعتذار من حاول قتله وأهانه وأهان والدته ! لكن هذا شقيقه الأكبر ويبدو عليه الندم حقًا ، وقف والتف حول مكتبه إلى أن أصبح مواجهًا له وقال بهدوء :
- تعرف أنا مصدوم بس فرحان في نفس الوقت ، لو كلامك ده صدق ومن قلبك فأنا فرحان ومسامح بس لو خطة جديدة علشان توقعوا الشركة فده مش هيحصل وهتندم أشد الندم
اقترب منه ووضع يده على كتفه بحب قائلًا :
- أقسم بالله ما بكذب عليك ولا خطة علشان الشركة ، ربنا يعلم اللي في قلبي وأنا بجد ندمان وعايزك تسامحني ونبقى أخوات بجد مش مجرد كلام
ابتسم «نائل» وهز رأسه بالإيجاب قائلًا :
- أنا مسامح في كل حاجة علشان احنا أخوات وأنا محتاج لأخ كبير
حضنه «يوسف» بحب ثم ابتعد ونظر إليه بابتسامة قائلًا :
- الحمدلله كدا قلبي استريح أهم حاجة مايكنش فيه حاجة في قلبك ناحيتي ولو محتاج مني أي حاجة قول أنا أخوك الكبير
ابتسم وربت على كتفه بحب وهو يقول :
- تسلم يكفي إنك جنبي بس ممكن أسألك سؤال ؟
ضم حاجبيه وهو يقول بتساؤل :
- سؤال ايه ؟
جلس على طرف مكتبه وقال متسائلًا :
- ايه اللي غيرك بالطريقة دي وخلاك يوسف اللي واقف قدامي ده ؟
ابتسم وسحب كرسي ليجلس أمامه وهو يقول :
- الحب يا سيدي .. من أسبوعين كان في بنت شغالة في كافيه قريب ولما كانت مروحة متآخر لقيتها واقفة على الطريق ومش لاقية مواصلات خالص ولما عرضت عليها أوصلها لأنها مش هتلاقي مواصلات رفضت وخافت مني فقلت تمام ومشيت بس بالصدفة بصيت من مرايا العربية لقيت في عربية وقفت قدامها وخرج منها شابين وبيركبوها العربية غصب ، ساعتها وقفت العربية ونزلت جري عليها وكان معايا مطواة أنت عارف إني مش بمشي من غيرها تحسبًا لأي ظرف ، المهم العيال كانوا سكرانين وشافوا المطواة في ايدي قاموا سايبينها وهربوا بالعربية وعرضت عليها تيجي أوصلها وفعلا وصلتها وكانت بنت بسيطة جدا وساكنة في منطقة صعبة وعشوائية .. بعدها بيوم روحت كافيه وشوفتها بالصدفة شغالة فيه وبعدها عرفنا بعض وكل يوم كنا بنتكلم وحكيتلها عن الماضي بتاعي كله ، الصراحة البنت دي نضفتني وعرفتني إن البني آدم مش بفلوسه ولا مكانته ، البني آدم بقلبه الأبيض وحبه للناس وللحياة وهي السبب بعد ربنا في يوسف اللي قاعد قدامك ده
شعر «نائل» بالسعادة لأنه الآن أمام شقيقه الذي تمنى أن يكون كما هو الآن ، شعر بالراحة لأنه قص عليه ما حدث في حياته الخاصة ومع تلك التي أحبها فقال بسعادة :
- الحمدلله إن ربنا بعتهالك وأرشدك للصح ، ربنا يحفظكم ويخليكم لبعض ويجمعكم على خير يارب
رفع يده إلى السماء وآمن على دعائه :
- آمين
أنت تقرأ
بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"
Actionرواية بنت القلب الجزء الاول من "سلسلة عالم المافيا" رواية كوميدية ، اكشن ، رومانسية بقلم عبدالرحمن أحمد 2020