الفصل الحادي والعشرون - الجزء الثاني

3.9K 406 15
                                    

الفصل الحادي والعشرون

- أنت قلت قطة صح ؟
اختفت تبتسامته وتبدلت تعابير وجهه ورجع خطوتين إلى الخلف قبل أن يشير بيده قائلًا :
- لا لا اوعي يكون اللي في دماغي صح أصل لو اللي في دماغي صح يبقى أنتِ شايفاني معزة قدامك !!
اتسعت ابتسامتها وقالت بسعادة :
- تصدق فعلا حاساك من معزة
خبط بيده على يده الأخرى وقال بحزن :
- لا حول ولا قوة إلا بالله ..الناس كلها لما بتفقد الذاكرة بتنسى كل حاجة ماعدا أنتِ بتنسي كل حاجة وتشوفي الناس حيوانات يلا يا نيران .. يلا ياحبيبتي علشان أوديكي لأهلك وربنا يستر الزمن مايكررش نفسه
بالفعل اصطحبها إلى منزل عائلتها وطرق الباب ليفتح له «أمجد» الذي كان متجها إلى شركته فتفاجأ بها بجواره ، ظل لثوانٍ يحاول تصديق ما رأته عيناه قبل أن يقترب منها ويضمها إلى صدره بحب وهو يقول :
- بنتي حبيبتي .. مش مصدق إنك هنا ، أنا كنت فقدت الأمل في إني أشوفك تاني
حاولت التخلص منه وابتعدت لتقف خلف «طيف» خوفًا منه فنظر هو إلى «طيف» وحرك رأسه بمعنى ماذا يحدث ولماذا هي خائفة فأجابه بابتسامة :
- معلش يا عمي أصلها فقدت الذاكرة زي ما حصل زمان للأسف بس أوعدك إنها تبقى كويسة ، أنا جيبتها تقعد معاكم اليوم كله لغاية ما أخلص شغل وهعدي عليكم قبل الفطار اخدها
هز رأسه بالإيجاب وأشار إليها بالدخول وهو يقول :
- ادخلي يا نيران .. أنا أبوكي يا حبيبتي
نظرت إلى طيف بقلق فابتسم وحرك رأسه بالإيجاب قبل أن يقول :
- متخافيش ده أبوكي ودي الفيلا بتاعة عيلتك كلها .. ادخلي
تحركت إلى الداخل بحذر وكانت والدتها تنزل الدرج إلى الأسفل أثناء دخولها فلاحظتها ولم تصدق عينيها فأسرعت إليها وضمتها بحب وظلت تقبل رأسها وجبينها بحب قبل أن تقول :
- نيران روحي وعقلي وحياتي كلها .. وحشتيني أوي
استسلمت تمامًا لها دون أن تبادلها نفس الشعور فنظرت إلى عينيها وقالت بتعجب :
- مالك يا حبيبتي ! أنتِ تعبانة أو فيكِ حاجة ؟
أقترب «أمجد» منها وضمها إليه بحب قبل أن يقول ما سيحزنها :
- نيران فقدت الذاكرة .. طيف كان لسة هنا وسابها وفهمني كل حاجة
شهقت بصوت مرتفع وهي ترمق ابنتها بصدمة :
- ياعيني يابنتي ، أنتِ ذنبك ايه يحصلك كل ده
ثم مدت يدها وقالت :
- تعالي يا نيران أنا أمك يا قلبي ، تعالي نطلع لأختك نيسان فوق دي هتفرح أوي أول ما تشوفك ...

***

أنهى مراجعة كافة الأعمال التي حدثت أثناء غيابه وباشر عمله حتى حان وقت صلاة الظهر ، ترك مكتبه واتجه إلى المسجد الملحق بالشركة وأدى صلاته ثم عاد إلى مكتبه وتابع عمله حتى جاء وقت الاستراحة فقرر عدم ترك مكتبه واستغلال هذا الوقت في قراءة القرآن ، بالفعل سحب المصحف من جيب بنطاله وبدأ في تلاوة القرآن بصوت شبه مرتفع فهو يعشق قراءته بصوت مسموع ، كان صوته عذب وجميل ووصل إلى جميع العاملين في هذا الطابق من الشركة ...

دققت «مايا» السمع قبل أن تنظر إلى صديقتها «سمر» وتقول بتعجب :
- أنتِ سامعة اللي أنا سامعاه ؟
حاولت الاستماع فوجدته صوت تلاوة القرآن ولكن بصوت رائع وجميل ، نظرت إلى صديقتها وقالت :
- الله ده حد بيقرأ قرآن بس صوته حلو أوي .. مين ده
أشارت إلى مكتب «نائل» وأجابتها :
- الصوت جاي من مكتب نائل .. الصراحة صوته حلو بس هو فاكر نفسه في المسجد ؟
رفعت «سمر» كتفيها وقالت بتلقائية :
- عادي يعني ده وقت استراحة واحنا في رمضان يعني عادي مافيهاش حاجة
لم تقتنع بما قالته وظلت مسلطة نظرها على المكتب وهي تفكر في شيء ما ...

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن