الفصل العشرون - الجزء الثاني

3.7K 397 14
                                    

الفصل العشرون

- احنا لقينا زوجة حضرتك نيران
كانت تلك الجملة كافية بأن تجعله يقوم مسرعًا من مكانه وهو يقول بلهفة :
- فين المكان ! بعد اذنك فين المكان وهي كويسة ولا لا ؟
أجابه المتصل بجدية :
- قسم شرطة الدرب الأحمر وهي كويسة أيوة لكن مش فاكرة حاجة
- مش فاكرة حاجة ! طيب طيب أنا جاي حالا
أنهى المكالمة وقبل أن يصعد ليبدل ملابسه أوقفه والده الذي سأله على الفور :
- في ايه يا طيف ! لقوا نيران ؟
هز رأسه بالإيجاب ليقول :
- أيوة يا بابا لقوها وهي دلوقتي في قسم شرطة الدرب الأحمر .. أنا هطلع أغير هدومي علشان أروحلها
وصعد مسرعًا إلى الأعلى حيث شقته دون أن ينتظر رد والده وبدل ملابسه بسرعة شديدة ثم اتجه إلى الأسفل فوجد والده أيضًا قد بدل ملابسه وردد بجدية :
- يلا أنا جاي معاك
هز رأسه واتجه إلى سيارته واستقل والده المقعد الأمامي بجواره ثم انطلق بسرعة شديدة إلى القسم الذي كان قريبًا من مديرية أمن القاهرة ، وصل واتجه إلى رجل الأمن الذي كان يسد الباب وقال :
- الرائد طيف أيمن
فأفسح له الطريق ليمر إلى الداخل ومعه والده ، صعدا إلى الطابق الثاني وتحدث والده تلك المرة قائلًا :
- فين المقدم أحمد خالد ؟ قُل له اللواء أيمن ضياء برا ومعاه ابنه الرائد طيف أيمن
أدى التحيه ودلف إلى داخل المكتب ليبلغه بما قاله «أيمن» فأسرع إلى الخارج وقال مرحبًا :
- اللواء أيمن بنفسه ! اتفضل سعادتك اتفضل
ثم وجه بصره إلى رجل الأمن وقال بلوم :
- ازاي مادخلتش سيادة اللواء على طول ! اتفضل سعادتك
دلف «أيمن» إلى مكتبه وخلفه «طيف» الذي تسارعت ضربات قلبه لأنه سيراها أخيرا بعد فراق دام أكثر من شهرين .. لم يتحمل الانتظار ونظر إلى المقدم «أحمد» وقال بلهفة :
- فين نيران يا سيادة المقدم
ابتسم وأشار إليه بالجلوس ثم قام بإحضار زجاجتين من المياه ومد بهم يده وهو يقول :
- هي في المكتب التاني خدوا اشربوا بس مياه علشان فاضل دقيقتين على الفجر وأنا هروح أجيبها
تحدث «أيمن» وقال بابتسامة :
- تسلم يا أحمد
- على ايه سعادتك أنا ماعملتش حاجة والله أنا لو أعرف إن حضرتك جاي كنت استقبلتك بنفسي على باب القسم .. بعد اذنكم هروح أجيبها
لم يجلس «طيف» وظل يتحرك ذهابًا وإيابًا بتوتر وخوف شديدين خاصة أن الضابط أخبره بأنها لا تتذكر أي شيء ، لا يعرف كيف يتصرف وماذا سيفعل عندما يراها كل ما يفكر فيه الآن هو رؤيتها وضمها إلى صدره مرة أخرى ، نظر إليه والده وقال :
- اقعد ياابني خيلتني بحركتك دي .. ماتفضلش رايح جاي كدا
نظر إليه وأجابه قائلًا بتوتر شديد :
- مش قادر يا بابا .. أقعد ازاي ومراتي اللي ماشوفتهاش بقالي شهرين موجودة هنا وهشوفها كمان لحظات .. أنا مش مصدق نفسي وحاسس إني متوتر ومش عارف أظبط نفسي
ابتسم وارتشف المياه وهو يقول :
- طب خد اشرب علشان الفجر خلاص هيأذن
هز رأسه بالرفض وقال :
- لا لا أنا مش عطشان وماليش نفس أشرب .. عايز أشوف نيران بس .. يارب استر أنا قلبي هيخرج من مكانه
وفي تلك اللحظة فتح المقدم «أحمد» الباب ودلف إلى الداخل وهو يقول :
- تعالي يا نيران
دلفت إلى الداخل وهي تقول بغضب غير موافقة على هذا الاسم الذي يناديها به :
- لو سمحت أنا مااسميش زفت نيران ومش عارفة أنا بعمل ايه هنا .. ممكن تسيبني أمشي
رآها طيف ولم يصدق ما رأته عيناه ، إنها هي نعم هي ، هي من احببها وافتقدها لشهرين مروا عليه سنتين ، التقت أعينهما للحظات لكن بدت له أعوام ، لم يشعر بنفسه وانطلق إليها ليضمها بحب شديد وهو يقول :
- نيران حبيبتي وحشتيني أوي ، مش مصدق نفسي ومش مصدق إنك في حضني دلوقتي .. قولي إني مش بحلم .. قولي إن ده حقيقة وأنتِ معايا دلوقتي
أبعدت نفسها عنه بصعوبة وتراجعت وهي تقول بغضب شديد :
- أنت حيوان .. ازاي تحضني كدا ؟ أنا هبلغ عنك الشرطة وأقول إنك كنت بتتحرش بيا
اتسعت حدقتيه بصدمة مما قالته وصحح لها :
- أتحرش بيكِ ايه يا نيران أنا جوزك يا حبيبتي
خبطت بكلتا يديها على بعضهما وقالت بعدم رضا :
- برضه هيقول نيران .. ياعم أنت أنا مش نيران بتاعتك ، أنت مُصر ليه إنها أنا ؟
نظر «طيف» إلى والده بتعجب الذي قام بدوره ونظر إلى «أحمد» وقال متسائلا :
- أنتم لقيتوها فين وازاي ؟
جلس «أحمد» وبدأ سرد ما حدث :
- جالنا بلاغ من بيت قريب من هنا إن في بنت قاعدة قدام البيت ومش بتنطق ولا بتتحرك ولما يسألوها هي مين تحدفهم بالطوب فروحنا جيبناها وفوجئنا إنها نيران اللي المواصفات بتاعتها وصورتها عندنا .. باين عليها فقدت الذاكرة أو حصل مشكلة معاها
هز «أيمن» رأسه بالإيجاب ونهض من مكانه وهو يقول :
- شكرا يا سيادة المقدم على الاهتمام ده ، احنا هناخدها ونمشي
نهض مسرعًا واتجه إليه وهو يقول :
- لا أبدا سعادتك أنا عملت الواجب واسمحلي أوصلك لبرا
ابتسم واتجه إلى الخارج وخلفه طيف الذي اصطحب نيران التي رفضت أن يمسك يدها وفضلت السير وحدها ، استقلت المقعد الخلفي للسيارة واستقل «أيمن» المقعد الأمامي بجوار «طيف» الذي قاد سيارته عائدًا للمنزل ...

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن