الحلقة الثلاثون والأخيرة
نظرت إلى نقطة بالفراغ وشردت ، انفصلت عن هذا العالم بما فيه ، شغلت تفكيرها بما لم يحن ميعاده ، لم تستمع إلى صوته من حولها فتعجب كثيرًا من هذا الأمر مما جعله يمسك بكتفيها ويهزها بلطف كى يفيقها من هذا الشرود :
- نيران !
فاقت على صوته وحركته المباغتة فابتسمت بلطف قائلة :
- سورى سرحت شوية
رفع إحدى حاجبيه ليقول متسائلًا :
- ايه روحتِ فين كدا ده أنا ناديتلك أكتر من خمس مرات
نظرت إلى الأسفل بحزن وأردفت :
- بفكر
ثم رفعت رأسها ونظرت إلى عينيه وتابعت :
- خايفة يجى اليوم اللى يحصلك فيه حاجة وتبعد عنى يا زين ، الشغل اللى احنا بنشتغله ده خطير أوى .. النهاردة فى لحظة كنت هتروح منى لولا ربنا ستر وأنقذتك فى الوقت المناسب لكن ياعالم هيحصل ايه تانى سواء ليا أو ليك .. أنا خايفة أبعد عنك أوى ، مش متخيلة الحياة من غيرك هتبقى ازاى
أمسك بيدها وربت عليها بلطف وأردف :
- محدش بياخد أكتر من عمره يا نونو ، والحياة مبتقفش على حد علشان كدا عايزك توعدينى وأنا أوعدك إن لو حد فينا حصله حاجة التانى يكمل وميستسلمش ، اوعدينى
أطرقت رأسها ورددت بحزن :
- مع إن ده هيبقى صعب عليا أوى بس أوعدك يا زين ، أنا مقدرش أرفضلك طلب أبدًاأنهت هذا السطر من مذكراتها بتلك الجملة :
"لم أكن أتخيل يومًا بأن ما عشته من خوف وقلق سيتحقق يومًا ، وأنا من سأحققه ، انتهت حياته وهو يرانى على تلك الحالة .. اتهمته بالخيانة وتسببت فى مقتله والآن أقوم بتنفيذ وعدى له ، ما أسوأ هذا الشعور ، أبتسم أمام الجميع وعندما أعود إلى غرفتى يبدأ الألم فى التسلل إلى قلبى ، هل أنا قاتلة ؟ هل لا أستحق الحياة ؟ إن كنت أحتاج إلى طبيب نفسى أثناء فقدانى لذاكرتى فأنا أحتاج الآن إلى الكثير منهم ومع ذلك لن ينتهى الألم ، كم أشتاق لتلك الفترة التى كانت ذاكرتى بها بيضاء تمامًا ، كان قلبى سليم ، أما الآن فأنا حطام .. انتهت حياتى بالفعل ، ليتنى لم أتذكر شيئًا فكل ما تذكرته هو الألم .. الألم فقط ولا شىء غيره"كانت فى الوقت الحالى أشبه بهذا اليوم ، هى للمرة الثانية تكون سببًا فى مقتل حبيبها ، كانت مدمرة تمامًا .. تبكى بحرقة شديدة ، كانت النيران تحرق قلبها وداخلها ، أصبحت اسمًا على مسمى "نيران" ، لم تشعر بتهدئة فاطمة وليان من حولها ، كانت وحدها فى هذا العالم الذى كانت فيه من قبل ، فقدت القدرة على النطق والحركة ، لم تعرف بأنها ضعيفة إلى هذا القدر فهى دائمًا ما كانت تظن نفسها قوية بما تفعله بعملها لكن بالنهاية هى بشر وأيضًا أنثى ، خرجت أنفاسها بصعوبة وكانت تكافح لإخراجها بينما كان الجميع بانتظار خروج الطبيب من غرفة العمليات .
ساعات مرت وكأنها سنوات لم تريد الانتهاء ، بقى الجميع على أعصابهم ، قاما "غيث ، رماح" بإحضار الطعام للجميع لكن "نيران" رفضت وهزت رأسها بالرفض دون أن تتحدث فأشار رماح بعينه لفاطمة كى تحاول إقناعها على شرب هذا "العصير" كى لا تتعرض للإغماء وبالفعل حاولت فاطمة معها
أنت تقرأ
بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"
Actionرواية بنت القلب الجزء الاول من "سلسلة عالم المافيا" رواية كوميدية ، اكشن ، رومانسية بقلم عبدالرحمن أحمد 2020