الحلقة السابعة
مر شهرين دون أى أثر لطيف الذى اختفى تمامًا وكان والده فقط الذى على علمٍ بمكانه ومركز تدريبه ...
اقتربت منه وانخفضت لتهمس فى أذنه بإبتسامة ماكرة :
- شكلك مش ناوى تكمل تدريب وهتفضل متبهدل كدا
أثارت تلك الجملة غضبه فنهض مسرعًا واقترب منها وهو يمد يده استعدادًا للكمها فأبعدت وجهها بحركة سريعة وركلته بقدمها بقوة فوقع على إثرها فاقتربت منه مرة أخرى لتقول :
- مش بقولك ، أنتَ ضعيف
أسند يديه على الأرض وأخذ يحاول الوقوف حتى نجح ونظر إليها بأعين مشتعلة وظل محدق بها وهو يتوعدها قائلًا :
- أنا مش ضعيف
ثم تحرك بسرعة شديدة تجاهها فقفزت فى الهواء ورفعت قدمها وركلته بقوة شديدة فتراجع بضعة أمتار ووقع على الأرض ، سحب أنفاسه بصعوبة بالغة وحاول الوقوف مرة أخرى لكنه لم يستطع وظهرت العديد من الجروح بوجهه وسالت الدماء بشكل أقوىاختفت إبتسامتها وأردفت بجدية واضحة وهى تلتفت للجهة الأخرى :
- مستنياك فى مركز التدريب .. متتأخرش يا غيث
اعتدل غيث فى جلسته ومسح الدماء الظاهرة على وجهه بيده ثم نهض بصعوبة وتحرك على قدمه بتألم شديد ، سار فى طريقه حتى وصل إلى مركز التدريب الخاص به فوجدها تجلس وعلى وجهها إبتسامة خفيفة وما إن رأته حتى هتفت بهدوء :
- تعالى كل يلا
حدق فيها بنظراته المشتعلة فصاحت مجددًا:
- هتفضل باصصلى كدا كتير ؟ يلا تعالى كل علشان تعرف تكمل تدريباتك
استجاب غيث لطلبها واقترب من الطاولة الصغيرة وجلس على الكرسى ونظر إليها بتعجب ليقول متسائلًا :
- أنتِ مين وأنا هنا ليه ؟
اتسعت إبتسامتها وأردفت وهى تشير إلى الطعام :
- كُل
وجه أنظاره إلى الطعام وشرع فى الأكل بنهم شديد وكأنه لم يأكل منذ عدة أسابيع ..
ظلت تتابعه بنظراتها حتى انتهى فابتسمت قائلة :
- أنا اسمى ليان ، أنا اللى هبقى المسئولة عن تدريبك هنا
حرك رأسه ليبدى تعجبه وسألها مرة أخرى :
- تدريب ايه أنا مش فاهم أى حاجة
وقفت وأدارت ظهرها وهى تقول بإقتضاب :
- مش ملاحظ إن أسئلتك كترت !!
وقف هو الآخر ووجه أنظاره إليها ليعيد سؤاله مرة أخرى :
- لازم أفهم فى ايه ! ما أنا مش هفضل كدا من غير ما أفهم وبعدين تدريب ايه ؟ ده أنتِ اللى بتضربينى .. فين التدريب ده!
التفتت لتنظر إليه مبتسمة واقتربت منه أكثر وأجابت بمكر :
- لازم تتضرب وتتألم علشان يبقى عندك دافع تدافع عن نفسك وتتقن التمارين .. مفيش تمرين مجرد تشجيع بس كدا
ابتعد عنها بضع خطوات ثم التفت إليها مرة أخرى ليقول ساخرًا :
- بس مش غريبة إن بنت هى اللى تدربنى !!!
ضحكت من جملته الأخيرة وخبطت بيدها فوق يدها الأخرى لتجيب بتحذير :
- متنساش إن البنت دى هى اللى شلفطت وشك كدا وخلتك مش عارف تمشى على رجليك دلوقتىظل يفكر فى حديثها ويحاول فهم ما يحدث لكنه لم يستطع فاقترب ليقول باستسلام :
- أنا هعمل اللى عايزينه بس أفهم أنتم مين وبتعملوا كدا ليه وعايزين منى ايه؟
أدارت رأسها واتجهت إلى الخارج وهى تقول بجدية :
- هتعرف كل حاجة بس مش دلوقتى
أنت تقرأ
بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"
Hành độngرواية بنت القلب الجزء الاول من "سلسلة عالم المافيا" رواية كوميدية ، اكشن ، رومانسية بقلم عبدالرحمن أحمد 2020