الفصل الثاني والأربعون والأخير - الجزء الثاني

5.2K 495 82
                                    

الفصل الثاني والأربعون (الأخير)

"قبل ساعتين"

ترك سماعة الهاتف من يده وقال باستفسار :
- جملة ايه اللي مافهمتيش معناها ؟
رفعت هاتفها وأعادت قراءة تلك الجملة مرة أخرى عليه :
- صاحب العهد حين ينتهي هو وشجرته يكون العهد لمن قام بإطفاء شمعة الملائكة
ضم حاجبيه بتعجب وحاول فهم تلك الجملة لكنه لم يستطع فمد يده وقال :
- وريني كدا الصورة
اعطته الهاتف وبدأ هو في قراءة الجملة مرارا وتكرارا لعله يفهم المقصد منها وأخيرا نظر إليها وقال بهدوء :
- الجملة واضحة يا نيران .. واضحة جدا كمان ، في حد حاول ياخد المنصب من محمد الهواري وأكيد الحد ده هو غارم ، غارم كان بيلعب على الطرفين من البداية وده أنا لاحظته بس كنت مخبي عنكم لغاية ما أفهم هو بيخطط لايه وأخيرا فهمت ، غارم طول الوقت كان بيفكر يتخلص من محمد الهواري وساعدنا علشان يضعفه ويبين أنه فاشل
قطبت جبينها بتعجب قبل أن تقول متسائلة :
- طيب لو هو عايز يوقعه ويكشفه ليه ماقالش على اسمه في الأول من غير ألغاز وورق وكل ده؟
ابتسم وجلس على كرسيه مرة أخرى قبل أن يجيبها بثقة :
- أنا هقولك .. لسببين الأول إننا مانشكش فيه والتاني هو إنه يدي لنفسه وقت علشان يقتل عيال الهواري وينهي شجرته وده اللي عمله مع يوسف ، دلوقتي لازم ننقذ عياله التانيين نائل وآسيا .. خلي رماح في تواصل مع زين وطيف علشان لو احتاج قوة للهجوم على الفيلا ولو طيف احتاجك روحي وأنا هتصرف في موضوع نائل وآسيا

***

ابتسم «غارم» وعاد بظهره إلى الخلف وهو يوجه سلاحه تجاهه ثم قال بثقة :
- زمانهم على وصول دلوقتي علشان ينقذوك ومش بعيد يكونوا عرفوا إني ورا كل ده لكن أنا هنفذ اللي عايز أعمله وهختفي
بدل «نائل» نظراته بين سلاحه وبينه بقلق شديد قبل أن يقول بتساؤل :
- أنا مش فاهم حاجة خالص ! أنت مين وايه الكلام اللي بتقوله ده ؟ وايه علاقة بابا ويوسف بالموضوع
وضع قدما فوق الأخرى وقال بثقة :
- هفهمك كل حاجة زي ما فهمت اللي قبلك بس عايزك تصحصح كدا علشان اللي هقوله مرة مش هعيده علشان مستعجل الصراحة

***

خرج من سيارته وتبعته زوجته بهدوء قبل أن تنظر إلى تلك البناية الضخمة وتقول بتساؤل :
- هي دي الشركة اللي سيادة اللواء قال عليها ؟
هز رأسه بالإيجاب وأجابها :
- أيوة هي يا ليان .. لازم نتحرك وندخل قبل ما يحصل حاجة ، لازم ننقذ نائل وأي حد في الشركة
هزت رأسها بالإيجاب وأخرجت سلاحها استعدادًا للدخول ، تحركت معه إلى الداخل وصعدا إلى الأعلى حيث الطابق الذي يوجد به «نائل» كما أخبرهما اللواء «أيمن» ، خرج الاثنان من المصعد وتقدما بضع خطوات إلى الداخل ، في تلك اللحظة خرجت «ياسمين» من مكتبها واتجهت إلى «إسراء» قبل أن تقول :
- ها يا إسراء فاهمة الدنيا ولا ايه؟
حركت رأسها بالإيجاب وقالت بابتسامة :
- أيوة الحمدلله الدنيا مش صعبة بالنسبة ليا ومش هحتاج فترة علشان أتعود على الشغل
رفعت إحدى حاجبيها وقالت بتشجيع :
- تمام .. أنا واثقة إنك ادها
ثم نظرت إلى مكتب «نائل» وقالت متسائلة :
- هو نائل جوا ولا لسة في المسجد بيصلي ؟
- لا مستر نائل رجع من المسجد من بدري ومعاه حد في مكتبه
عقدت ما بين حاجبيها وهي تقول متسائلة :
- حد مين اللي عنده في المكتب ؟
أجابت على سؤالها بتلقائية :
- مارضيش يقول اسمه بس قال إنه عايزه في شغل وأنه يعرف والده وأخوه
التفتت ونظرت إلى المكتب بحيرة وهي تقول بصوت غير مسموع :
- يعرف أبوه وأخوه وعايزه في شغل ؟
تركتها واتجهت إلى المكتب وقبل أن تفتح الباب أوقفها «غيث» قائلًا :
- حضرتك تعرفي فين مكتب نائل محمد الهواري
تركت الباب ونظرت إليه وإلى من تقف جواره بتعجب ثم قالت بتساؤل :
- حضرتك عايز نائل ليه؟ أنا مديرة الشركة
نظر إلى زوجته ثم عاود النظر إليها وهو يقول :
- حضرتك الأنسة ياسمين أخت الرائد زين الجيار ؟
هزت رأسها بالإيجاب وهي تجيبه :
- أيوة أنا ، ليه في حاجة ؟ زين كويس !
تحدثت «ليان» تلك المرة وقالت بجدية :
- هو كويس واحنا شرطة وموجودين هنا علشان نحافظ على حياة نائل الهواري ، ياريت تعرفينا مكان مكتبه
بدلت نظراتها بينهما بحيرة قبل أن تقول بقلق :
- تحافظوا على حياته ؟ ممكن أفهم في ايه ؟
شرح لها «غيث» الأمر بإيجاز شديد قبل أن يكرر سؤال زوجته عليها :
- أنا شرحت ليكِ السبب ممكن نعرف مكتبه علشان نكلمه !
هزت رأسها وأشارت إلى الباب الذي كانوا يقفون أمامه مباشرة ثم قالت بقلق شديد :
- ده مكتبه بس هو معاه حد جوا

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن