⛺غربة عشاق⛺

🀄الحلقة1...🀄

..الليل عسعس...قلوب واجفة...حيرة ورجا....كل واحد واش جابو....كل واحد وهمو....عينين تلمع في الظلام...تعودت الظلمة...الحس بايت...الدنيا باردة والريح يصفر....ساعة ساعة تسمع زخات مطر....ولا كلب ينبح....ملمومين في دار نعتونا عليها...كانت وجهة لينا لكل في الليل....مكرية بالذمة....الخروج لا حتى يجي الموعد...المونة موجودة....المعتاد انو الموجودين ديما من جنس الرجال....لكن الحال تبدل..و تخلطت رجال ونسا....بنات في عمر الورد....نسا صغار....رجال وشباب....لكلنا هدف واحد الحرقة....
جا مساج للكل عالبلاصة...بلاصة اللمة حتى يجي موعد الخرجة...مازال حد ما عرف حد....محشورين في بيت كبيرة لكلنا...جراري ممدودة وغطا خفيف ما يدفيش....ما يهمش...هي ليلة وفراقها ليل زادة....
كل مرة يصدموا جماعة حتى كمل العدد...
قاعد في التركينة....تحتو الصاك ادو متاعو....بلوزون وسروال دجين وسبادري وكسكات على راسو رامي فوقها طربوشة البلوزون....بحيث ملامحو مش باينة....سارح في دنيتو بين الهم اللي جابو وباب الأمل اللي يستنى فيه يتحل بالحرقة....يحرق في الدخان....وجهو مخبي بغطا الكسكات....مسافر مع حلقات الدخان...كل واحد لاهي في همو...السكات طاغي على البيت...كل مرة يدخل حد جديد....اللي جاب هذا جاب هذاكا وان اختلفت التفاصيل النتيجة وحدة...الناس لكل لقات الحل في الحرقة لبلاد الروم....دخلت متهندمة دجين سبادري كبوط نوار طربوشتو مغطية وجهها....ريحتها مش متاع لا الوقت هذا ولا البلاصة....من غير وعي مني تلفت نتبع فيها وهي شاقة الجموع حتى وصلت لتركينة مقابلتني وشدت بلاصتها....نظراتي قعدوا يتبعوا فيها...نحب نشوف ملامحها...نحب نرى عينيها....نحب نعرف واش جابها....هي بالذات....فضول قتلني...أما كينها عاملة بالعاني...زاد جبدت الطربوشة غطات شطر وجهها...قعدت عيني معلقة بيها....السكات كاتم انفاسنا...ساعة ساعة تسمع تنهيدة...حتى تكلم واحد من الموجودين:
-تو محسوب لكلنا اولاد شمبري وحدة...ولكلنا بش تهزنا مركب وحدة....هيا نتعرفوا....بش حتى كان مات واحد منا تردوا خبرو...أنا ايمن يتيم البو والام بطال مترسم....وانتم؟؟؟....التور عالكل....حدثونا خلي هالليلة تعدي...
برد على قلبي...خلي نعرف اش اسمها واش جابها...
نحنا 20 ...كل واحد تكلم :محمد ،سيف، مأمون، ريان،حمدي،.... كل واحد وحكايتو....مصايب وصلت الكل لليأس من بلادنا...ما لقيناش الخير في بلادنا خيرنا الهجة....يا عيشة هنية يا موتة سوية....جا  توري:
- أنا عبدو...استاذ بطال...وسكت....مازدتش حتى كلمة...ما نحبش لا نحكي لا نشكي...نستنى فيها وفي غيرها مالبنات اش بش يقولوا...
كل وحدة قالت اسمها وسبب هربتها...اللي لا امالي لا مستقبل....واللي الفقر عمل فيها وفي امها واخياتها....واللي تسكرت في وجهها البيبان يا فساد يا حرقة خيرت تحرق....والبنات ماهم يتحدثوا ياسر...كل وحدة تحكي وتبكي وتخلينا نتحسروا معاها عالوقت الكلب...وصلها التور...هزت راسها....وخرت الطربوشة شوية....شدت انتباهي بشكل غريب...ملامحها مش واضحة....تكلمت بصوت رقيق متقطع....متاع تردد ....
-انا....أشرقت....نحب نعوض أمي....
حبيت نسألها علاش وعلاش اسمها هكا وشكون هي....اسئلة تتزاحم في راسي....أما ما نطقتش...بطبعي ما نتحدثش برشا....قعدوا يتحدثوا...كلمة منا وكلمة من غادي..إلا هي راخية راسها لا كلام ولا سلام .